www.almasar.co.il
 
 

الجيش الإسرائيلي يواصل اقتحامه لمجمع الشفاء بغزة ويعتقل القيادي في حماس محمود القواسمة

تواصل قوات من الجيش الإسرائيلي، منذ فجر الإثنين، اقتحام مجمع الشفاء...

وسط اجواء ودية: الرئيس السابق لمجلس طلعة عارة محمود جبارين يسلم الرئيس الجديد محمد جلال مهام عمله

وسط اجواء ودية وطيبة، عقد مجلس طلعة عارة اول جلسة له بعد الانتخابات...

د. محمود أبو فنة: لغتُنا العربية السليمة تستصرخ أهلَها الغيورين!

توجّه إليّ صديق عزيز يشكو من تدنّي مستوى الطلاب في اللغة العربيّة...

لينا ابو مخ/ الزواج المبكر بين القانون والمجتمع

اعتبرت المرأة في طور أول من تاريخها، أما في المقام الاول، اي تلك التي...

منحة 23 ألف شيقل عند بلوغ سن 21 هدية من الدولة

علم مراسل موقع وصحيفة "المسار" انه بتداء من شهر كانون الثاني 2017 ستقوم...

عطر 2020 من Montblanc للرجال

تقدم دار العطور الفرنسية Montblanc عطر Legend Eau de Parfum، وهو إصدار أقوى وأكثر...
  هل تعتقد ان الحكومة الجديدة ستساعد في الحد من جرائم العنف في المجتمع العربي؟

نعم

لا

لا رأي لي

ام الفحم 22-32
الناصرة 31-20
بئر السبع 33-21
رامالله 32-22
عكا 29-23
يافا تل ابيب 29-24
القدس 32-18
حيفا 31-23

محمود تيسير عواد: باريس.. قصة عشق ازلية !

التاريخ : 2018-12-06 22:38:37 |




عن مدينة الانوار حدثنا توفيق الحكيم قاصا، باحثا عن مقهى رخيص ليخط رواية. وطه حسين طالبا فيلسوفا، متعطشا للمعرفة. عن باريس الحريات.. اخبرنا "شاعر الشعب" بيرم التونسي، منفيا اليها. اما اليوم فقد باتت تحدثنا الاخبار عن شقها المظلم، والذي يشعل "ذوو السترات الصفراء" شوارعها احتجاجا، بين الفينة والأخرى.
بين باريس الملتهبة شوارعها حاليا، والتي كانت محط ترحال وتجوال الادباء والشعراء من كل اصقاع الدنيا، والاخص الوطن العربي المستعمر وقتها، قصة حب لا تنتهي، بل اسطورة عشق ازلية.. كلها شوق الى اقتناء المعرفة، او التحرر من نير العادات البالية والجهل المقيت، آو هروبا من الاضطهاد السياسي الواقع على اكثرهم حينها، وفي وقتنا هذا.
ولم تُستثنَ مدينة الانوار من الظلم الواقع على شرائح واسعة من الناس، رغم كونها محج الحريات. واعني الناس المطوية عناوينهم في الشوارع الجانبية، تماما كالحاصل في بلادنا العربية القريبة، او مدننا هنا في الداخل.
ولا تزال تلك الأصوات المتعالية من احياء الفقراء المنسية تتزايد، رغم محاولات وأدها المتكررة. في الوقت الذي نامت باريس على امل حلمها الجميل "ماكرون" ، المتأمل بشبابه خيرا. لتستفيق مدينة توفيق الحكيم وطه حسين، على وقع آمال متحطمة حاليا، وألسنة لهب تأكل المدينة احتجاجا، نتاج أوضاع اجتماعية، او سياسية متقلبة.
بين مدينة الجمال والحريات المنشودة التي لا تعرف النوم، وشوارعنا المتأججة كبتا وتهميشا، وبيننا قواسم مشتركة.. مقاهيها التي تعج بالرسامين والادباء والشعراء علاقة ادب، لا يزال عبقها يفوح من كتب توفيق الحكيم، او لوحات بيكاسو، او ابداعات عميد الادب العربي طه حسين، الذي ذهب اليها اعمى وعاد لوطنه بصيرا تملأ الدنيا كتبه وفلسفته.
في الوقت الذي انتفضت على وقع أصوات الكادحين، بين كل فترة وفترة، محاولة خلع رداء الاضطهاد، او التهميش او وصمة العنصرية عنها وعن جبينها المتألق ادبا وحبها لاحتضان الغرباء، ولو ظاهريا الباحثين عن امل يتلحفون به، بعد ان لفظتهم بلدانهم العربية اضطهادا، فجابوا البحار صوب مدينة النور بحثا عن بصيص نور.
لن تنتهي قواسمنا المشتركة عند هذا الحد، بل تعدتها الى رغباتنا كلانا بالتغيير والى تعليق الآمال بتلك الكوادر الشبابية، الواعية التواقة للعمل، المبنية طموحاتها على أسس مدروسة يغلفها الايمان بالنجاح، وعلى الرغم من محاولات الكثيرين التقليل من شأن تلك القدرات، او تقزيم طموحاتها. الا اننا شاننا كسكان باريس الجمال، لم نبخل على تلك القيادات الشبابية بثقتنا الكبيرة، من باب التطلعات لمستقبل يعيد الثقة الى الناس بقياداتها الشبابية المزاحمة كبار الساسة الى تولي زمام الحكم.
حالنا كحال سكان باريس كذلك، الذين آمنوا بالتغيير رغم تعقيدات الواقع، ورغم تقيدات كثيرة سيكون من شأنها ابطاء عمليات التحسين المرجوة وخلع رداء التهميش عن احياء الفقراء، او ارجاع تلك الحقوق المستحقة لشرائح الكادحين، او محاولات مسح وصمة العار التي الصقت بمدينة قوس النصر، كما مدننا المنقادة وراء زمر المحرضين عن غير دراية.. تحريضات تدعو الى الحاق الاذى بالغرباء، لا لأمر سوى كونهم هربوا من براثن القهر والجهل والجوع، الى شواطئ اكثر امنا وامانا.
جمة هي صور التناقض اذا كانت هنا وهناك في شوارع باريس، رغم الفوارق الرهيبة بين مقدرات مدننا الشحيحة، ومقدرات تلك المدينة التاريخية الجبارة. الا ان أوجه الشبه باتت جلية لي كذلك من ذلك المنظور الادبي او الواقعي، والذي يوحي للوهلة الأولى بعلاقتنا الازلية وهذه الدولة التي استعمرت بلادنا مرة وحررتها مرات، والتي عملت على قهر شعوبنا مرة وعلى ادخال المعرفة، والعلم اليها مرات، والتي سجنت شعوبنا تسلطا عقودا وعملت على احتضان طاقاتنا الأدبية والأكاديمية الجبارة المهاجرة مرات.
صور من عالم التناقض الحي لا زالت تعيد الى اذهاننا صور التناقضات التي بتنا نحياها ها ههنا، والتي دعتني الى توأمة مدننا العربية وباريس بتوأمة التناقض الرهيب حينا، والالتقاء المتين أحيانا.. تناقضات رهيبة باتت تعمل على تآكل مجتمعاتنا للأسف بوتيرة متسارعة، بل والصاق وصمات الجهل والفقر المعرفي والعنصرية، والعنف المستشري بجبينها المتعرق، على الرغم من كثرة صور التقدم العمراني والاكاديمي، والفني ظاهريا، دون ان يكفل هذا الزخم مهمة إخراجها من مستنقع الجهل والفقر والعنف فعليا.
بيننا وبين باريس الازلية فوارق رهيبة، لا تخولنا الوصول الى مصاف المجتمعات الراقية التي تتقن فن الحديث والمحاورة، ولا حتى تتقن اساسيات الابداع الثقافي، رغم صور التقدم المزيفة، التي اسلفتها آنفا والتي باتت تقود مجتمعاتنا المتعطشة للتحرر من نير القبلية والعادات البالية، والتي أُلصقت بموروثاتنا الأدبية وديننا، ظلما وبهتانا، ومن باب التشويه لا غير. بل من باب الإفلاس الادبي الصارخ، والذي كان كفيلا بالزج بملايين من أبناء الأوطان العربية، الى أحضان باريس بشقيها، بحثا عن لقمة العيش واقتناء المعرفة، او بحثا عن بعض من كرامة، مع علمهم المسبق بوعورة الطريق وضبابية الموقف، او بالعنصرية، وكره الغرباء هناك وتهميشهم الى ما وراء حدود الأفق. الا انهم فضلوا الهجرة على البقاء، فظلم وقهر الغرباء لنا مفضل على ظلم وقهر ذوي القربى، على ما يبدو، لان ظلم ذوي القربى اشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند، كما قال شاعرنا العربي القديم.
كشوق كتاب وادباء باريس المحليين، او الوافدين الى مقاهيها الرخيصة المنتفضة حاليا، لا الى ابراجها الفارهة، او احيائها الغنية الأرستقراطية، كان شوقي يرنو الى احياء بلداتنا العربية ها هنا. كيف لا وهي صاحبة الحظ الاوفر والقسط الأكبر من التهميش والحرمان. بل ان توقي الى التحرر من نير الجهل الحواري، الذي وصم به الكثير من الاكاديميين هنا، بات، مع كل اسف، يوازي توق طه حسين او توفيق الحكيم للرجوع الى اوطانهم أخيرا، بعد رحلة علم ومعرفة واستطلاع، ليخلعوا عنها رداء الجهل الاعمى، الى غير رجعة!!

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0

اضافة تعليق

الاسم الشخصي *

 

المنطقة / البلدة

البريد الالكتروني

 

عنوان التعليق *

 

التعليق *

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0
الصفحة الاولى | الاعلان في الموقع | اتصلوا بنا |                                                                                                                                                                                               Powered By ARASTAR