www.almasar.co.il
 
 

شوقية عروق منصور: الدمى مربوطة خلف الدبابة!!

أذكر عندما وقعت حرب 48 وكانت أخبار وحشية عشرات المجازر الإسرائيلية قد...

شوقية عروق منصور: الطيران في سماء غزة

عندما زرت مدينة غزة في التسعينات وتجولت في شوارعها العريضة ودكاكينها...

شوقية عروق منصور: بين الموت والموت في غزة هناك "فتحي غبن" سيد الفن التشكيلي

لا تستطيع الكلمات الانحناء وفرش سجاجيد اللقاء والجلوس على وبر الخضوع...

لينا ابو مخ/ الزواج المبكر بين القانون والمجتمع

اعتبرت المرأة في طور أول من تاريخها، أما في المقام الاول، اي تلك التي...

منحة 23 ألف شيقل عند بلوغ سن 21 هدية من الدولة

علم مراسل موقع وصحيفة "المسار" انه بتداء من شهر كانون الثاني 2017 ستقوم...

عطر 2020 من Montblanc للرجال

تقدم دار العطور الفرنسية Montblanc عطر Legend Eau de Parfum، وهو إصدار أقوى وأكثر...
  هل تعتقد ان الحكومة الجديدة ستساعد في الحد من جرائم العنف في المجتمع العربي؟

نعم

لا

لا رأي لي

ام الفحم 22-32
الناصرة 31-20
بئر السبع 33-21
رامالله 32-22
عكا 29-23
يافا تل ابيب 29-24
القدس 32-18
حيفا 31-23

شوقية عروق منصور: صالحة تفوز بالجائزة ونحن نركب الحنتوش

التاريخ : 2019-04-07 22:44:41 |



صالحة تفوز بالجائزة ونحن نركب الحنتوش

شوقية عروق منصور

لأننا من الشعوب التي تعيش بين رصاصة الموت ولقمة الحياة ، نعتبر الهروب الى الخيال وصفة للتحدي ، وتأشيرة دخول الى عالم حرية الكلمة المستقبلية التي تندفع نحو عوالم افتراضية .

" صالحة حمدين " فتاة فلسطينية تبلغ من العمر 14 عاماً ، تسكن في " وادي أبو هندي" في عرب الجهالين - تجمع بدوي يقع شرق مدينة القدس - قرب أبو ديس .

في كوابيس الاحتلال تشهد أحلام الصغار الكثير من عوالم الخوف والرعب، في المقابل هناك مرايا الفرح المفقود والرغبة في التغيير، حيث يكون البحث عن الخلاص والهروب عن طريق الخيال ومهرجانات الأحداث المضيئة والملونة ، والتي غالباً تسلك طريق الكتابة أو ريشة الرسم.

" صالحة " كتبت قصة بطلها الخروف " حنتوش " الذي يملك الأجنحة ويطير ، وقد اختارت الخروف ليس من باب الهزل والسخرية والمبالغة في الخيال ، بل لأنها حقيقة عندما ترجع صالحة من المدرسة تقوم برعي الخراف و الغنم وحلبها وصنع الجبنة التي تبيعها في المدينة المجاورة. أي اختارت بطلها من واقعها اليومي .

" حنتوش " الخروف الطائر يحقق أمنية صالحة بالسفر إلى اسبانيا لرؤية اللاعب الارجنتيني الشهير ميسي، وايضاً ينقلها " حنتوش " إلى عالم الجمال بعيداً عن الاحتلال والحرمان والهدم وسحق الطفولة .

تتكلم " صالحة " مع اللاعب ميسي تصف له حياتها والشقاء الذي تعيش فيه ، فالاحتلال يمنعهم من بناء البيوت لأنهم يعيشون في منطقة عسكرية - حسب رؤية الاحتلال - " صالحة " تسمع طوال الليل أزيز الرصاص نتيجة تمرينات الجنود ،أما مدرستها فهي مبنية من أعواد القصب ، وهي تتمنى أن يكون لديها مدرسة لها الجدران الاسمنتية .

تعيش " صالحة " في خيمة ، الى جانب رعاية الغنم ، هي ترعى اسرتها ، لأن والدها يقبع في السجن منذ سنوات طويلة بتهمة أمنية ، ولا أمل في خروجه من وراء القضبان ، لأنه حكم عليه بالمؤبد مدى الحياة .

" صالحة حمدين " كتبت قصة " حنتوش " لكن هذه القصة على بساطتها وعفويتها فازت بجائزة " هانز كريستيان " - على اسم الكاتب الدنماركي هانز كريستيان وهو أحد الكتاب البارزين في أدب الأطفال و الرواية الخرافية ، من أشهر قصصه بائعة الكبريت ، جندي الصفيح ، ملكة الثلج ، عقلة الأصبع ، فرخ البط القبيح - .

وفوز " صالحة حمدين " بقصتها "الخروف حنتوش " من بين 1200 قصة قُدمت للفوز بالجائزة يعتبر انتصاراً لخيال طفلة فلسطينية تريد أن تخرج من مأزق الواقع الكريه .

المفاجأة في القصة أن اللاعب ميسي ركب أيضاً الخروف " الحنتوش " ووصل الى وادي أبو هندي برفقة " صالحة" وعندما رأى الوضع المزري البعيد عن العالم المتحضر ، قرر أن يساعد الأطفال في المنطقة المحرومة بتجهز الملعب الخاص لكرة القدم ، وبعد تجهيز الملعب ، يطلب من الفتاة " صالحة" أن ترافقه الى اسبانيا ويعرض عليها وظيفة مهمة في فريق برشلونة ، لكن صالحة ترفض لأنها لا تريد مغادرة وطنها، ولأنها مشغولة برعي الأغنام وهي تسد مكان والدها السجين في توفير متطلبات الحياة.

كل مواطن تحت الاحتلال له " حنتوشه " الطائر، يطير به بعيداً عن الحواجز العسكرية والمداهمات الليلية والفقر والبطالة والخوف والهروب والموت المجاني الذي يطل بسرعة البرق راكباً بندقية ، يأخذ حاجته من أرواح الشباب ويذهب ، ليعود مرة أخرى ، وهكذا دواليك .

" صالحة " اختصرت أحلام الصغار ووضعتهم على أجنحة التمنيات، وإذا قالوا العرب " ظاهرة صوتية " فصالحة الفتاة الفلسطينية استطاعت أن تخرج من الصوت الى الورق لتكتب عن مرارة فتاة في عصر الاحتلال يدوس على طفولتها وشبابها حتى وجدت في الخروف الحنتوش هروباً .

هل ستصل قصة " صالحة الفلسطينية " الى شهرة " اليس في بلاد العجائب " حتى يعرف العالم أي طفولة يعيشها الطفل والفتى الفلسطيني واحلامه التي تقفز وراء الأسوار . الفوز بالجائزة قد يضيء مساحة من الاهتمام في بقعة الظلام ، ويبقى " الحنتوش " حلم كل واحد فينا .

 

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0

اضافة تعليق

الاسم الشخصي *

 

المنطقة / البلدة

البريد الالكتروني

 

عنوان التعليق *

 

التعليق *

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0
الصفحة الاولى | الاعلان في الموقع | اتصلوا بنا |                                                                                                                                                                                               Powered By ARASTAR