الحاج عدنان عبد الهادي: لتضع الجماهير العربية قوتها في صندوق الاقتراع في الانتخابات القادمة

التاريخ : 2019-06-15 15:19:01 |

تمثل الجماهير العربية في داخل البلاد خمس (20%) من مواطني الدولة، وهم يستطيعون ان يتحولوا الى قوة ناشطة داخل المجتمع الإسرائيلي ، وبخاصة أن هذه القترة العصيبة والقاسية، حيث تنتشر وتتصاعد الروح العنصرية والشوفانية والصهيونية المعادية للجماهير العربية وللكيان العربي.
ان الانتخابات الأخيرة قد افرزت مدى حقد وعداء هذه الأحزاب الصهيونية للمواطنين العرب داخل الدولة. والان نتنياهو يقع في ازمة سياسية حيث جرت الانتخابات الأخيرة وافرزت عن صعود قوى اليمين المتطرف وانحصار القوى المعتدلة والمحسوبة على اليسار الصهيوني.
وقد تمخض ذلك عن فشل تشكيل حكومة برئاسة نتنياهو عندما اصطدم مع قوى اليمين الإسرائيلي. والخلاف بين تلك الأحزاب الصهيونية هو ما يستطيع أن يضرب العرب اكثر، وان يضع القوانين العنصرية المتشددة والمعادية للعرب في هذه البلاد كما حدث مع حكومة نتنياهو عندما سنّت قانون القومية وقوانين كامينتس، التي تتيح هدم البيوت العربية وعدم الاعتراف باللغة العربية والوجود العربي في هذه البلاد.
نحن أصحاب هذه البلاد الأصليين، ولهذا على جماهير شعبنا ان تستيقظ وان تعرف كيف تعاقب وتحاسب الظالم، وان وقت الحساب قد حان الان. فإسرائيل قررت أن تخوض انتخابات جديدة قريباً، حيث يعمل اليمين على زيادة التغلغل والتهويد داخل الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية. ويعمل على تهويد الأراضي العربية داخل البلاد في النقب وفي الجليل والمثلث واراضي أم الفحم، التي تهددها مشاريع التحريش والغابات بشكل جديد. كما هو مطروح الان بتحويل اكثر من 1005 دنمات من أراضي أم الفحم والبلدات المجاورة (في منطقة دريهمة) ذات الملكية الخاصة والمزروعة بأشجار الزيتون واللوزيات وغيرها.
ان هذه المشاريع المطروحة الان هي الاستيلاء على منطقة وادي عارة وتحويلها الى منطقة غابات. وبعد سنوات سوف تتحول هذه الى مناطق إسكان للمستوطنين الإسرائيليين.
وهناك اخطار جدية على منطقة النقب حيث يجري العمل على ترحيل اكثر من 45 قرية عربية في النقب، وإقامة مستوطنات مكان تلك القرى، كما يحدث الان في أم الحيران والعراقيب وغيرها من القرى العربية في النقب.
لهذا على الجماهير العربية أن تعرف كيف تؤخذ الحقوق، وان نحاسب عدونا الظالم الذي يضع القوانين والقيود والعقبات والعراقيل امام تطور وتقدم قرانا ويبقي قرانا بدون عمل وبدون صناعة او تقدم وتطور.
ان الجماهير العربية باستطاعتها ان توقف اليمين المتطرف وان لا تمكنه من الوصول الى مقاعد الكنيست والى مراكز الحكم في الوزارات الحكومية.
كما ان الجماهير العربية ذات قوة حاسمة ورادعة، وفي الإمكان ان يحسب لها الحساب وان تؤخذ بالحسبان. وكما كان نتنياهو يقول بان العرب يهرولون الى صناديق الاقتراع للتصويت، من أجل التحريض على جماهير شعبنا، فعلينا الان اخذ الأمور بجدية بأيدينا وان نلزم هذه الحكومة الصهيونية والعنصرية أن تحسب الف حساب للجماهير والمواطنين العرب.
من هنا نتوجه الى الاحزاب العربية أن تعمل على إقامة اطار الوحدة الشاملة بينها، وإعادة المشتركة التي تلبي مطالب وحاجات جماهير شعبنا. وهي الاطار الجامع والموحد للجماهير العربية من أجل الدفاع عن قضايانا ومصالحنا لإيقاف مشاريع المصادرة والتهويد والترحيل وهدم البيوت، ومن أجل بناء مدننا وقرانا وتطورها والزام الحكومة بدفع الأموال والميزانيات للتطور والتقدم وبناء المدارس والمؤسسات داخل قرانا.
اننا في انتظار رد وجواب شاف ومرض يستجيب لنبض ونداء جماهير شعبنا الى القيادات والأحزاب العربية، بان الوحدة هي الخلاص الوحيد من تلك الحكومات المتعاقبة في البلاد.
ان نداء أبناء شعبنا الى قادة الأحزاب العربية هو تلبية مطلب الساعة، وهو الوحدة الذي ننادي به طيلة الوقت وعدم إضاعة الفرصة السانحة الان للوحدة داخل بلادنا لصد هجوم الأحزاب الصهيونية وسياساتها الظالمة. وفقط بالوحدة نستطيع لجم وهزم جميع الأحزاب الصهيونية ومشاريعها ضد جماهير شعبنا ومدننا وقرانا.