|
|
|
ستُحافظ أوروبا الكلاسيكية على الحياد، وسيتمّ الضمّ.. بقلم: جدعون ليفيالتاريخ : 2020-05-18 12:30:14 |(هآرتس، 17.5.2020 ترجمة: أمين خيرالدين) صفّارة تهدئة للخائفين: يمكن لإسرائيل أن تضمّ الضفّة الغربيّة كما يحلو لها - أوروبا لن تقف في طريقها. مَن توقّع الأهوال مِن ردّ الفعل الأوروبي على الضم، وبهذا سيُمْنَع، نسيَ مّن هي أوروبا ولأي حَدٍّ هي مشلولة، مُبْتزَّة، مَرْعوبة، مُمزّقة وضعيفة إزاء إسرائيل. يمكن أن يُقال لزهافا غلؤن، حيث غرّدت أمس بعد مؤتمر وزراء خارجيّة الاتّحاد الأوروبي: "لمّن يعتقد أن الضمّ سيمرّ ، وبهدوء تامٍّ" يمكن أن نقول "إنه سيمرّ وسيمرّ" وبهدوء عجيب. لا تعتمدِ على أوروبا. ليس هناك مَن يُعْتَمَد عليه وليس هناك ما يُعْتمد عليه. أوروبا كما هي أوروبا، تنصّ بيانات، تتشاور، تدعو سفراءَ- تُعارض؛ كله جعجعة بلا طحين. زهافا غلؤن: منْ يفكّر أن الضمّ سيمرّ علينا بصمت، ينبغي عليه أن يعيد التفكير أوروبا الكلاسيكية هي أوروبا الحياديّة، تلك التي لا تتدخّل ضدّ أيّ اعتداء إسرائيلي. وليست هناك أيّة توقّعات من الولايات المتّحدة الأمريكيّة، خاصّة خلال رئاسة ترامب، وأيضا خلال ولاية سابقيه. شرق أوروبا الغير "كلاسيكية"، تؤيّد بإعْجاب كل عمل إسرائيلي عدواني. كان الأمل الوحيد في رأس الحرْبة المتمثِّل على الخارطة بشمال غرب أوروبا، ذلك الذي اعتاد نتنياهو الإشارة عليه والقَوْل: "فقط هنا لدينا مُشْكلة". فقط هناك كان ثمّة أمل، كما اعتقدنا مرّة، الآن تبخّر هذا الأمل، من شمال الغرب لا يأتي ما يسرّ القلب. كانت نتائج اللقاء الذي جرى أمس بين وزراء خارجية أن أوروبا الكلاسيكيّة في المُنْتَجَع. "تصميم مشروع"، "سيفتحون صفحة جديدة مع الحكومة الجديدة"، "مسْألَة العقوبات مُعقّددة" لن نعمل بها غداً". مساء الخير يا أوروبا. الاحتلال قائم منذ 53 سنة في ظلّ صمتِكِ، بتأييدكِ، بتمويلكِ وبتسليحكِ، ويقول الناطق بلسان القائم بالخدمات الخارجيّة للمراسلسن الذين يسألون عن العقوبات: دعونا لا نسبق المستقبل. دعونا لا نسبق الأحداث. لدينا الوقت الكافي. إن 53 سنة من احتلال لا تعْتَرِف بشرعيّته أيّة مؤسّسة دوليّة على سطح الكرة الأرضيّة، ويقول جوزيف بوريا، المسؤول عن العلاقات الخارجيّة لا يُمْكِن مُقارنة هذا الاحتلال باحتلال روسيا لشبه جزيرة القرم. ذاك احتلال لجزء من أراضي دولة ذات سيادة. لم يكن بمقدور وزير الإعلام الإسرائيلي المُغادِر، جلعاد أردان، صياغة ردٍّ أفضل من هذا الردّ. أوروبا مع اليمين الإسرائيلي. خاصّة بما يتعلّق باحتلال شبه جزيرة القرم اعتادت أوروبا الرد بالأفعال الفوريّة. لكن روسيا لا تُخيف أوروبا بقَدْر ما تخيفُها إسرائيل. عندما يتعلّق الأمر بها هناك قواعد أخْرى، ومحكمة دوليّة أُخْرى، وتصرّف أخر. الخوف من الولايات المتحدة الأمريكيّة من ناحية والتلويح بالكارثة من ناحية أخْرى. مع نجاعة ابتزاز ماكينة الدعاية الصههيونيّة الذي لا يُصدّق، أقوى من أيّ التِزام لأيّ قانون دوليٍّ، وأقوي من التزام أوروبا لمصير الشعب الفلسطيني وأقوى من الرأي العام الأوروبي الذي لديه الكثير مِن النقد لإسرائيل بغض النظر عن أيّة حكومة تقوم بها. برامج "آيراسموس بلس*" و "هورايزون"في خطر.هذا هو ردّ أوروبا على الضّمّ. إنّ عرقلة أعمال البحث المُشْتَركة تمنع الضم. أضْحَكْتم إسرائيل ومستوطنيها. بدلا من فَرْض عقوبات حقيقيّة - بدءا من منع دخول شامل للمستوطنين إلى قارة أوروبا وحتى الحظْر الاقتصاديّ التام- يهددون بآيراسموس. وتصميم أوروبا على حلّ الدولَتَيْن - في الوقت الذي يعرف قسم من زعمائها وأحيانا يعترفون بمحادثات سريّة بأن حلّ الدولتَيْن قد أكل الدهر عليه وشرب - ويخدم الأبرتهايد الإسرائيلي، وقد ينادي هذا الأبرتهايد أحيانا بحلّ الدولَتَييْن، فقط إن وُجِد الشريك، وحتى يتمّ ذلك تبْنى آلاف البيوت اليهودية في الضفّة الغربية وعندئذ يُقال أن هذا البصاق ما هو إلاّ رذاذ مطر. وطبعا قد يُقال إنه ليس من واجب أوروبا إقامة العدل في العالم ولا تنظيف ما تخلِّفه إسرائيل. لكن للإتّحاد الأوروبي دواعٍ أهمّ من أن يكون فقط سوقا مُشتركة. أوروبا التي صمتت وأغمضت عينيها في الماضي، تكرر ذلك الآن. ربما ستدعو غابي أشكنازي في المستقبل وهو بدوره ربّما يَعِدُها بأن إسرائيل ستعمل على حلّ الدولتين. وعندئذ ستنطلق تنهيدة ارتياح تُسْمَع من برلين حتى مدريد، عندئذ يمكن لأوروبا أن تنام قريرة العَيْن والضمير، وستهنأ بنومها جدّا. وسيبقى أربعة ملايين ونصف مليون من البشر يعانون ويتألمون دون حقوق وبلا مستقبل، وستبقى بروكسل تتكبر وتتعاظم وتشعر كم هي سعيدة، لقد هددت بإلغاء آيراسموس بلس. 18.5.2020 * آيراسموس بلس برنامج يموّل من الاتحاد الأوروبي لدعم التعليم العالي المتعلّق بشهادة الماستر والدكتوراه - المترجم
تعليقات الزوار Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0 Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0 |