|
|
|
جدعون ليفي: غيلون.. أولا إغسل أرجل الفلسطينيين!التاريخ : 2020-07-10 15:09:30 |(عن: هآرتس، 5.7.2020 ترجمة: أمين خيرالدين) كرمي غيلون المواطن الإسرائيلي الصالح، يحمل وزر مقتل رابين ويقرّ بخطأ الاحتلال. مُذ ترك رئاسة المخابرات (الشاباك) تحوّل لداعية سلام. وحتى عندما كان بمنصبه بدا كإنسان خلوق: دعاني مرّة للقائه، وبدوْنا جالسين على سرير مزدوج في أحد فنادق تل أبيب، هو يسأل ويصغي وأنا أروي عن الجرائم .. ترك عندي انطباعا لا يُنْسى. أمّا مّنْ جاء بعده، عامي آيالون، فقد تعاطف مؤخّرا مع جمعيّة "يكسرون الصمت" وهذا أيضا مؤثِّر. مُعْظم سابقيهم ومَن أتى بعدهم اكتشفوا الحقيقة، أو دعنا نقول الظلمة، ظُلْمةَ الاحتلال، فور انتهائهم من قيادتهم للشاباك بالنجاعة وبالوحشية، الميّزة المُخصّصَة لهذا التنظيم الذي قادوه، وهذا ما فُهِم من اللقاء مع غيلون الذي أجرته معه رويت هخت ("جريدة هآرتس" - أول أمس). "سأقول لك ماذا كان يجب أن يُعمَل، كان يجب إلغاء الاحتلال.. الاحتلال أساس كل الخطايا".. هذا ما قاله غيلون، وصحّح فورا: "ربما تراني لطيفا، لكنني أنا الذي فجّر البليفون برأس المهندس يحيى عيّاش". فخر.. النجم الإسرائيلي، المُتحضّر، الجميل، في الجَيْب. يجب إيقاف الاحتلال ويجب تفجير بليفونات في الرؤوس. هذا هو المحتل القاتل الذي يرى أن الاحتلال هو أساس الخطايا. لكن الخطأ الذي يعترف به ليس هو الخطأ الذي يجب أن يقرّ به. غيلون لا يعترف بالخطأ الأخلاقي، إنما يعترف بخطأ المصلحة: الاحتلال ليس لمصلحة إسرائيل، لهذا يجب إلْغاؤه. رئيس الشاباك يفتخر في العبوة التي زرعها بالبليفون، المتقاعد يعترف بالخطأ، لكن ليس بالخطأ الصحيح. اليسار الصهيوني وبأحسن حالاته: كان يجب زرع العبوة في البليفون، والآن دعونا نكون ذوي أخلاق. بكلمات أخرى، يقول غيلون إنه فقط نفّذ الأوامر، والتي كانت مناقضة لوجهة نظره، أو أن آرائه قد تغيّرت بعد التقاعد. يبدو هذا مخيفا في التاريخ. البليفون الملغوم الذي لا زال يفتخر به، ويفتخر بأربعة حوادث قَتْل والتي أدّت لمقتل أكثر من 60 إسرائيليا. استُبْدل المهندس المغدور بمهندس غيره، وقتلت قوّات غيلون المهندس البديل يضا. وعلى هذا لم يندم غيلون ولو للحظة. " كل شيئ تكتيكي". قاوم الشاباك الإرهاب واستعمل ضِدّه كل الوسائل". ومارس كل الوسائل، عدا وسيلة واحدة ووحيدة وكان بإمكانها أن تكون أكثر نجاعة: هي إنهاء الاحتلال. لهذا لم تتوفر القدرة على ذلك لدى غيلون، أو الشجاعة، ككثيرين غيره، تابع العمل وانتظر التقاعد ليقول الحقيقة. من السهل انتقاده ومن الصعب أن تضع نفسك مكانه. عندما تكون جزءا من جهاز، برغيٌّ في ماكنة، تندمج وتعمل كما يعمل الجميع، قد يكون هذا مُقْرِفا. وقد ينتهي أحيانا بلقاء وإعراب عن الندم. الجهاز الأخلاقي مُجمّد وينتظر التقاعد، وعندئذ يستيقظ ليعمل، بتأخير مصيري، وعندئذ لا يهمّ بماذا يفكّر غيلون. يجب أن نصدّق غيلون، بكلّ تأكيد أنه إنسان صالح. لكنه يريد أن يكون كلّ شيء، كإسرائيلي، وهذا غير ممكن. لا يمكن تعليل التناقض، ولا يمكن تضبيط الضمير حتى نهاية الولاية. الاحتلال، رغم كل الخطايا، مستمر، من بين الأسباب الغيلونيين والإيلانيين. ليس لديهم إمكانية التهرّب من مسؤوليّاتهم. الشاباك الذي قادوه كان ولا يزال تنظيما يمارس طرق عمل بشعة وحقيرة، وهم لا يتأسّفون على ذلك. وأدريان فلوك كان أيضا مسؤولا عن أعمال حقيرة ووحشيّة. مثل غيلون. كان وزير القانون والنظام العام في جنوب أفريقيا. وهو أيضا أعرب عن ندمه على أخطائه. لكنه أعرب عن ندمه بطريقة أخرى، ببادرة نصرانيّة، ذهب ليغسل قدمي ماريا نتولي السوداء، لأن قوّاته قتلت ابنها مع ثماني فتيان من أصحابه، مثل هذا الندم يحرّك المشاعر ويمثّل تكفيرا حقيقيا عن الذنب. وكرّس فلوك حياته لتقديم الدعم والرحمة للسود، وقد كان يمرّ من بيت إلى بيت. عندما نرى غيلون وإيلون وهم يركعون على رُكَبهم أمام الفلسطينيين ليغسلوا لهم أقدامهم، عندئذ ندرك أنهم يكفِّرون عن أخطائهم. فقط عندئذ. 10.7.2020 تعليقات الزوار Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0 Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0 |