سؤال من الصعب الرد عليه الا بعد اربع او خمس جولات من تجدد الدوري على الاقل، ومتروك للزمن وكيفية انصهار الوجوه الوافدة في الاجواء الجديدة، خاصة ان الاحمر استقطب لاعبين جدد لتنشيط الحلقتين الوسطى والهجومية، وفي الوقت نفسه استغنى عن عدد كبير من اللاعبين لمردودهم المتدن، وعدم تأقلمهم في الفريق.

هذا، وسيكون الاحمر امام اختبار جدي حول مصداقية ونجاعة التغييرات الاخيرة، عندما يواجه هبوعيل ريشون لتسيون على ملعب الاخير، يوم الاثنين المقبل في الساعة السابعة مساء، وهي مواجهة لا تخلو من الصعوبة، كون الفريق المنافس الذي يشرف عليه المدرب اسماعيل عامر، يعد فريقا شابا وطموحا ويراهن على المواهب الصاعدة و بخلاف مواسم سابقة، كما انه نجح في ضم المدافع ساهر دباح في خلال الميركاتو، وهو الذي ارتدى قميص الاحمر في الموسم السابق، وكان من اركانه الاساسيين.

وفي القلعة الحمراء يمنون النفس بالعودة مع نقاط من ريشون لتسيون، رغم شراسة المناددة، لا سيما ان ريشون لتسيون من الفرق التي لا تجد صعوبة في الفوز على الفحامنة وفعلت ذلك بنجاح في جولة الذهاب، مثلما في الموسم السابق، ليكون الاحمر امام مضيف عنيد ينشد التأهل الى منافسات "البلي اوف" العلوي بكادره الشاب واليافع.

وفي الاحمر الفحماوي على ثقة تامة بان الميني هزّة، التي شهدها فريقهم في الاسابيع الاخيرة، ستؤول الى نجاحات متوقعة تتمثل بعودة الفريق القابع في المركز الحادي عشر مع 22 نقطة الى مسار الانتصارات والابتعاد عن المناطق الخطرة والحسابات المعقدة.

الى ذلك، وبعد التعاقد مع الجناح الهجومي عمانوئيل سماديا والمهاجمين كوطاليا و دور موسكوفيتش ولاعب الوسط الهجومي نائور عبادي، تسعى ادارة الاحمر الى تدعيم صفوف الفريق بمدافع متأخر مجرب. ومن الاسماء المرشحة ينيف حسان من مكابي نتانيا، بالإضافة الى لاعب وسط مع نزعات هجومية، والمرشح الاقوى هو دافيد تويزر من اتحاد ابناء سخنين.

ولعل اللافت في اروقة الفريق الهدوء والاستقرار، والاهم الالتفاف حول الفريق بعد فترة عصيبة وموجة من القيل والقال، حيث بات الاصرار والتصميم على انتشال الفريق من الحائط الى الحائط، وخاصة ان جمهور الفريق يقوم بدوره ويساند رغم ابتعاده عن المدرجات، الا ان دعمه المعنوي بات ملحوظا من باب المسؤولية والامانة في الحفاظ على مستقبل الفريق ومصيره في الدوري.

وفي الاحمر الفحماوي يكثفون من اهتماماتهم في فرق الشبيبة بتخصيص الميزانيات المطلوبة والضرورية واختيار المدربين المناسبين. ويعدون بتطوير العناية والدعم على كافة اشكاله، ايمانا بان قسم الشبيبة بفرقه المختلفة يحمل المفتاح السحري لفك عقدة لاعبي التعزيز ومنح اللاعب المحلي الفرصة في اثبات جدارته في محاولة لصقل مواهب صاعدة تخترق ابواب دوري الاضواء، وتشكل مصدرا ماليا مضمونا للفريق.

وفي حديث مع "المسار الرياضي"، قال اداري هبوعيل ام الفحم احمد ابو العم : "لأول مرة منذ اسابيع اشعر بأجواء دافئة ومشجعة، مما قد يساهم ويمهد الطريق امامنا في تحقيق نتائج مشرفة. فغرفة الملابس هادئة، والتدريبات تسير كيفما يحلو ويطيب لنا، كون اللاعبين ينتظرون العودة الى الدوري بشوق وحرارة".

واضاف ابو العم قائلا: "ما قمنا به من اجراءات وخطوات للنهوض بمستوى ونتائج الفريق، وخاصة بما يتعلق بملف التعزيز، فان ذلك بتوصية وايعاز من المدرب موطي ايفانير الذي اختارهم وفق مهنيته ومعرفته. فالإدارة لا تتدخل بالجوانب المهنية، ومنشغلة في واجبها ونطاق عملها بتهيئة الظروف لنجاح الفريق وبلوغه اعلى المراتب".

ومضى ابو العم يقول: "اطمئن انصار ومحبي الفريق على بقائه في الدوري وعدم التورط في صراعات القاع، رغم غياب ملعب بيتي واجراء التدريبات في ملاعب مجاورة، فالإرادة والتصميم على حمل الامانة اقوى من اي تحد وسنفي بوعودنا تجاه جماهيرنا بإذن الله تعالى".

وانهى ابو العم قائلا: "ما يصيب مجتمعنا العربي بشكل عام ومدينتا الغالية ام الفحم بشكل خاص، من جرائم وقتل واعمال عنف، يدمي القلوب ويجرح الاكباد ويخلع الافئدة من مواقعها. فهذه الظاهرة الشرسة يمكن معالجتها عبر الرياضة وكرة القدم لكونها عاملا حيويا وهاما في توطيد وتوثيق علاقات الاخوة وعرى المودة وتقريب القلوب وتآلف الارواح". وتابع: "عندما قلت بانه بالإمكان تخفيف، بل دحر العنف في مدينتنا عبر نجاحات فريقنا الغالي كنت ادرك معنى وفحوى ما اقوله، لما للرياضة من اهمية في نزع فتيل اي مطب اجتماعي سرعان ما يتحول الى صراعات اجتماعية كارثية".

وفي حديث مع "المسار الرياضي"، قال المدرب العربي لفريق ريشون لتسيون، اسماعيل عامر، حول اللقاء المرتقب امام الاحمر الفحماوي: "فريقنا في خط تصاعدي وفترة جيدة، كونه لم يخسر في الجولات الخمس الاخيرة، فحصد ثلاثة انتصارات، وتعادل في مناسبتين، ومن المفروض ان يواصل العزف على هذا الوتر مع تجدد الموسم".

واضاف يقول: "فريقنا شهد تغييرات خلال فترة التنقلات، واهدافنا تتمحور في المشاركة في منافسات "البلي اوف" العلوي، لاعتماده على ميزانية اقل كثيرا من الموسم الماضي".

واكد المدرب اسماعيل عامر قائلًا: "لا اخفي عليكم ان قلت اننا نطمح في الفوز امام الاحمر الفحماوي لتعزيز فرصنا بتحقيق الاهداف المنشودة بالاندماج ضمن مثمن القمة".