وقد تنادى اصحاب الارض للتصدي لهذا المشروع وعقدوا الاجتماعات للتداول والتشاور وقد عقدت اجتماعات في السلطات المحلية العربية، بمبادرة القائد المناضل توفيق زياد رئيس بلدية الناصرة وسبعة رؤساء آخرين، بينهم طيب الذكر محمد مصطفى محاميد (ابو ماجد)، رئيس المجلي المحلي في ام الفحم. وقد عقدوا اجتماعات متواصلة ووجهت السلطة الحاكمة الى اعوانها التخريب وعدم الموافقة على أي قرار ضد سياسة الحكومة. وقد تصدى رئيس بلدية الناصرة لهم، وقال بصوت عال وجهور: "الشعب قرر الاضراب"!

وفعلا قرر الرؤساء السبعة الاضراب العام في جميع انحاء البلاد يوم الثلاثين من آذار 1976، وعم الاضراب الشامل كافة المدن والقرى العربية. ونشرت الحكومة قوات الشرطة والجيش في داخل المدن و القرى ومداخلها واخذت الشرطة تستفز المواطنين وتقوم بالاعتداء والتحرش بهم واطلاق الرصاص نحو المتظاهرين في سخنين وعرابة ودير حنا والطيبة والناصرة وكفر كنا وغيرها من البلدات العربية. وسقط خمسه شهداء، فانطلقت المظاهرات الجبارة والصاخبة تنديدا بعمليه القتل، وهي تهتف ضد سلب الاراضي ومصادرتها. وفي مدينة ام الفحم كان دور مركزي وكبير لرئيس المجلس المحلي المرحوم محمد مصطفى محاميد، الذي دعم فكرة الاضراب واغلق المدارس. وانطلق رفاق الحزب الشيوعي والجبهة والوطنيون والاصدقاء الى الشوارع والى مداخل المدينة، يحثون العمال على عدم السفر الى العمل0

وفي ساعات ما قبل الظهيرة انطلقت المظاهرة الحاشدة والجبارة من حي المحاجنة قرب مدرسة "الجرف" (ابن سينا اليوم) والى حي المحاميد والجبارين ثم الى الميدان في ام الفحم. وكانت الوف مؤلفة من الشباب والرجال والنساء تهتف ضد مصادرة الارض وضد قتل الشباب وتنديدا بالمجازر.

وقد كانت المظاهرات في جميع قرانا ومدننا تندد بأعمال القتل ومخططات مصادرة الاراضي وما زالت سياسة حكومة اسرائيل المعادية للمواطنين العرب، والتي تعمل بكل القوة لتهويد ما تبقى لنا من ارض والمؤامرات قديمة جديدة حيث كانت معركة ارض الروحة في سنة 1998 واقامة خيمة الاعتصام داخل الاراضي التي كانت الحكومة تنوي اغلاقها ومصادرتها وكانت وقفة جبارة لاهالي ام الفحم ووادي عارة تتصدى لهذا المخطط وهذا المشروع التهويدي.

وما زالت المؤامرة قائمة وقد حقق اهالي ام الفحم ومنطقتها مطالبهم واوقف المشروع وفشل واهالي ام الفحم قد خسروا معظم اراضيهم في مرج بن عامر واكثرية اراضي الروحة التي كانت ام الفحم تملك ما يزيد عن 145 الف دنم في مرج بن عامر وقرية اللجون واراضي الروحة والان تبقى 24 الف دنم وما زال المخطط قائم لمصادرة باقي اراضينا. فهناك مشروع خط الكهرباء للضغط العالي الذي ما زال يهدد اراضينا بالروحة والمؤامرة على اهالينا في النقب ومحاولة ترحيل اهالينا في النقب وهناك 45 قرية عربية بالنقب غير معترف فيها وتعمل الحكومة والسلطة جاهدة لترحيل العرب واسكان اليهود مكانهم.

وبالأمس القريب قبل ايام هدمت قرية العراقيب للمرة ال185 مرة وكذلك قرى عديدة يجري العمل على ترحيلها ام الحيران وبطين وغيرها من القرى المهددة وجاري العمل على تهويد 800 الف دنم في النقب والعمل على ترحيل اهالينا من النقب وكانت معركة الانتخابات للكنيست، حيث قام رئيس الحكومة نتنياهو بزيارة القرى العربية بالنقب وشرب القهوة العربية في بيوتهم وكانت جرافات الجيش والشرطة تقوم بهدم قرى وبيوت عربية بالنقب.

هذه هي سياسة الحكومة التي يقودها نتنياهو واليمين الاسرائيلي وما زالت المخططات قائمة للتضييق وسلب الارض العربية في الجليل المثلث والنقب والساحل وهنالك مؤامرات كثيرة على اقتلاع شعبنا العربي الاصيل من هذه البلاد.

اننا في هذه الايام رغم جائحة الكورونا والبطالة والفقر ما زالت جماهيرنا على العهد تحيي ذكرى يوم الارض الخالد قبل 45 عاما واننا ما زلنا متمسكين بارضنا وحقنا في هذه البلاد ولن نتنازل عن هذا الحق ابدا مهما كانت المخططات والمؤامرات على شعبنا. وهناك التمييز العنصري والقوانين الظالمة التي سنها حكام بلادنا ضد شعبنا، ولكن سوف نواصل النضال والكفاح ضد القوانين القومية وقانون كمينتس، الذي يهدم بيوتنا وقوانين التمييز ضد العرب في شتى المجالات اننا اصحاب حق ونحن مستمرون في الكفاح والنضال من اجل الغاء القوانين العنصرية والظالمة ووقف مصادرة الاراضي.

كما نطالب بالاعتراف في القرى العربية غير المعترف فيها بالنقب ووضع خرائط للتنظيم لجميع قرانا ومدننا، وخاصة مدينتنا الغالية ام الفحم التي ما زالت تعاني من التمييز العنصري وما زالت بدون خارطة هيكلية الى يومنا هذا وتعاني مدينة ام الفحم من قضية ربط شبكة الكهرباء لبيوتنا حيث هنالك اكثر من 3000 بيت بدون ربطهم بشبكة الكهرباء القطرية.

والكثير الكثير بحق قرانا ومدننا في هذه البلاد ان يوم الارض كان يوما تاريخيا مشهودا وقد دفعت جماهيرنا ثمن هذا اليوم بالدماء الزكية والطاهرة على ارض بلادنا وما زالت الحكومة لا تعترف بالجريمة وما زال القتلة احرارا دون عقاب. نطالب بإجراء تحقيق رسمي وعادل وتقديم القتلة والمعتدين الى المحاكم وانزال العقاب بهم عاش يوم الارض عاشت جماهير شعبنا المجد والخلود لشهدائنا الابرار.