ويدين الاحمر، الذي تذوق اول انتصار مع مدربه الجديد شلومي دورا، بالفوز الى مهاجمه غاي دهان، الذي عاد ليمارس هوايته المفضلة بإحراز الاهداف، فسجل الاول كاسرا صياما طال امده وامتد الى 6 مباريات عجاف، الى جانب الموهبة الصاعدة الفحماوي محمد محاجنة ( جندن) الموقع على الهدف الثاني، اثر تمريرة حريرية تلقاها من البديل امير لافي، ليسكنها "الجندن" الداخل بديلا ببراعة متناهية في المرمى ومن زاوية مستحيلة، مفجرا بركانا في المدرجات مع قبلة للوالد، الذي انتظر الهدية وتوقعها بانها مسألة وقت ليس الا.

ولعل الغريب والعجيب في اللقاء تلك الاهدارات بالجملة للماركة التجارية للفريق ومحبوب ومعجب الجماهير، عيدان شيمش، اذ عانى سوء الحظ واللمسة الاخيرة. ولولا اهداراته لكانت النتيجة اشد وطأة على الفريق القسماوي العريق والمرشح فوق العادة للارتقاء، بامتلاكه مجموعة من اللاعبين المجذعين، يصطف في مقدمتهم صانع الالعاب مهران راضي والغولر سامح مرعب.

ويبدو ان الاعصاب والتوتر، التي لازمت الفريق الشقيق من المثلث الجنوبي بحكم وجوده يتنسم هواء القمة وفي مركز الوصافة وقريب من الدرجة العليا، قد اثّرت سلبا على عطاء اللاعبين، فظهروا متوترين ودون تركيز وتفاهم. اذ ان البلبة في الحلقة الدفاعية وخطأ كوميدي للحارس عبّدا الطريق امام الفريق الفحماوي لاستخراج كل ما في جعبته من قدرات وكفاءات، نحو تحقيق فوز على فريق لا يقهر الا نادرا.

وعلى ضوء الانتصار العاشر للاحمر، الذي فتح منافسات البلي اوف العلوي بالقدم اليمنى، ارتفع رصيده الى 42 نقطة، بفارق 8 نقاط عن الفريق القسماوي، مع بقاء 6 مباريات على نهاية الموسم.

وفي القلعة الحمراء يؤكدون ان الدوري لم ينته بعد، وحسابيا فريقهم ما يزال يمتلك فرصا بالارتقاء ولو قليلة، وهم على ثقة بان الفوز في جميع المباريات القادمة سيرتفع ويسمو به الى تحقيق حلم تاريخي بالارتقاء الى العليا، لأول مرة، وان منبع ومصدر تفاؤلهم يكمن بالماضي القريب بان فريقهم حصد في الدوري 7 انتصارات متتالية خلال موسمه الاول في الممتازة. ومن غير المستبعد اعادة كتابة التاريخ والحكاية بأقلام جديدة، ومع كوكبة متوهجة من اللاعبين الاكفاء.

الى ذلك، وعلى الرغم من الاجواء المقلقة والحزينة التي تلف مدينة ام الفحم جراء العملية في الخضيرة وتورط شابين فحماويين في احداثها، فان الاحمر رفع درجات تأهبه واستعداداته لمنازلة فريق القمة وثالث الترتيب نس تسيونا، اليوم الجمعة مع دقات الساعة الرابعة، على استاد غرين في نوف هجليل.

وفي القلعة الحمراء واثقون من امكانية فريقهم بالفوز وحصد العلامة الكاملة، بداعي ان اداء يعادل نصف ما قدمه امام الاشقاء من كفر قاسم كافٍ لضمان الفوز المرجو والمأمول، لإشعال القمة والاقتراب من مركز الوصافة. والأهم احياء الآمال الضعيفة في الارتقاء.

ومن المقرر ان يحضر الاحمر الى اللقاء بكامل عدته وعتاده، ودون اصابات لعنصر مركزي في التوليفة الاولى، بتماثل المهاجم غاي دهان المستبدل في اللقاء الاخيرة من اصابة في الكتف. فالمخاوف من تفكك في الكتف زالت، بتأكيد من اللاعب نفسه بعد المباراة الاخيرة.

ولا شك ان هناك ارتياحًا في القلعة الحمراء ورضى من مردود الجناح الهجومي الواعد نور الدين جبارين، الذي اصبح بين غمضة عين وانتباهتها لاعبا اساسيا ومركزيا في الفريق، بفضل مواهبه المتعددة، وخاصة سرعة تسلله واندفاعه من المحاور، ليشكل دائما مصدر ازعاج وقلق لدفاعات الفريق المنافس.

ومن المتوقع ان يتابع المباراة امام نس تسونا جمهور حاشد وغفير من الوسط العربي، لا سيما من انصار الاحمر، كون فريقهم منح القمة روحا ونبضا و انقذ الموسم من نهاية مبكرة مع اسهم ضعيفة في الارتقاء بفوزه على الوحدة كفر قاسم.

وفي حديث مع " المسار الرياضي"، قال مدرب هبوعيل ام الفحم شلومي دورا: "انا سعيد جدا بتحقيق الفوز الاول مع الفريق، والذي جاء على حساب فريق توليت تدريباته موسما كاملا، فاهتزاز المشاعر والانفعال كانا بالطبع حاضريْن".

وتابع شلومي دورا يقول: "الملل والضجر لا مكان لهما في فريقنا، الذي دائما يكون على الموعد في مباريات صعبة. ودون ادنى شك، فوزنا انقذ القمة من حسم مبكر، ومنح الفرصة لفرق اخرى، منها فريقنا الذي لم يقل بعد كلمته الاخيرة في الدوري.

وحول اللقاء امام نستسيونا، قال شلومي دورا: "بانتظارنا منافس ليس سهلا واستعاد عافيته مؤخرا ويطمح في العودة الى العليا. فهذا لا يهمنا لا من قريب ولا من بعيد، وسنصل الى المباراة بقمة الاستعداد والتركيز والحالة المهنية، من اجل ابقاء كامل النقاط في البيت".

وفي الاحمر الفحماوي اشاروا الى ان الاتفاق مع دورا لا يشمل الموسم القادم وساري المفعول حتى نهاية الموسم الحالي، في ظل توقعات متصاعدة بان ادارة الفريق تتجه نحو استرجاع المدرب موطي ايفانير من خلال نافذة المدير المهني.