ابتسام محمود مراد/ لم ولن ننساك ايها الرجل الحكيم ...!!
التاريخ : 2012-03-17 19:27:00 |
كلنا نتساءل عما يحصل لنا , عما يحصل لكل منا , نتساءل عن الروح التي فقدناها و نفقدها مع كل يوم و يوم , مع كل لحظة و لحظة ...!!
اسمنا : "مجهول " , قوميتنا : "مجهولة" , من نحن : " نحن لا شيء , ولكننا سنكون شيء "..
أعرف شخص كبير في العمر , سأحدثكم عنه ولو قليل , و عما يحصل معه....!!
أعرفه منذ صغري , علمت انه حكيم , حنون , مساعد , رءوف , مهما كتبنا عنه لن نصفه حتى ولو بأجمل الكلمات ...
تربيت معه منذ صغري , فتعلمت الأحكام منه , ألألفاظ , التراث , الدين والمساعدة.
لم أظن يوماً أن هذا الرجل في يوم من الأيام سيمرض , لا , لم أظن ذالك !! .. ولم أشعر حتى بحصول ذالك !.قبل عدة
سنين , بدأ الرجل الحكيم بالتوعك و المرض , ليس أي مرض , بل مرض قاتل مخيف , يشمئز الناس منه !! .
أنذرنا الرجل الحكيم بقدوم مرض صاعق سيصعق صغيرنا قبل كبيرنا , فلن نشعر بالوقت , سنفقد أشخاص أعزاء على قدومنا , سننهار , سنتخاصم , سنموت...!!!!
بكى الرجل الحكيم , قاوم الحياة , قاوم الأعداء , فصرخ , فانهار , فهاتف .... لم يشعر أحد بوجوده , مع انه كان موجود بين كل شخص منا , أمامنا , خلفنا , يميننا , يسارنا ..
لا , لم نشعر بوجوده , فضحكنا فبكى , فتسلينا فانهار , استهترنا فقاوم !!.
بعد مرور وقت قصير ... توجع الرجل الحكيم لموت أحد من أبناءه , فاستيقظ أبناء بلده , و قاوموا اليأس و الحزن معه كالسابق مع الرجل الحكيم .
بدأ أبناء الرجل الحكيم بالموت و الاحتضار , واحد تلو الأخر , و أبناء بلد الرجل الحكيم نسوه , كما لو كان غير موجود , "تماماً كالسابق " ..
شعر الرجل الحكيم بأنه مهدد بالنسيان و الاستهتار فبقيت عزيمته أقوى فأقوى , و مع أن أبناءه بدؤوا بالنقصان ,إلا أن الرجل الحكيم بدأ بالرجوع إلى عزيمته بالإصرار على عدم خذلان أي شخص منا .
تتساءلون من هذا ؟؟..
انه رجل ليس ككل الرجال , انه رجل حكيم , مصر , معتز ببلده وتراثه وتقاليده ..
إنها أم الفحم , أم النور ... !!
أم النور عودي كما كنت !! , عودي يا جبل النار إلى عزتك بيت قرى و مدن المثلث , اشتاق إليك يا بلد الأمان.
لا اعلم لماذا انهار الكل , فخذلنا بلدنا , فنسينا تقاليدنا , فلم نعد نهتم ببلدنا وديننا..
نخاف أن ننام و باب البيت غير مقفل بإحكام , لنحافظ على حياتنا ألآمنة , !! فلم نعد بأمان !!.
نخاف أن نموت , فنقول برعب : " من التالي , أنا أم أنت ؟!! ".
عنفنا ليس بعنف , فليست رجولة أن نقتل أعدائنا إذ تخاصمنا , ليس عظيماً أن نخاصم الناس ولا نسأل عنهم ..
أم الفحم , يا بلد النور , يا من نقول بافتخار " أنا من أم الفحم و افتخر " ,,, عودي كما كنت !!
فكفى سفكاً للدماء يا بشر ...!!!!
(العاشر "3" ثانوية "دار الحكمة"- أم الفحم)