ابتسام زهدي ابو شقرة/ عدنا والعود أحمد..!

التاريخ : 2012-09-22 09:55:48 |

إذا رأيت الناس تخشى العيب أكثر من الحرام, وتحترم الأصول قبل العقول, وتقدس رجل الدين أكثر من الدين نفسه, فأهلا بك..!طقوس وعادات و تقاليد اعتدنا عليها, لنجد أنفسنا رهينة لها. هل هذا محاكاة, شريعة, قانون, أم نظام؟! فالمحصّلة أن الفرد يلحق بالمجموعة.
***عيادة المريض***
إذا ما عُدنا مريضاً علينا مراعاة شعوره, وعدم رفع الصوت بالقرب منه, وألاّ نذكره بما يسوؤه وبما يحزنه. ولا نحرجه بالأسئلة التي لا داعي لها, وألاّ نطيل الزيارة بما يشق عليه وعلى أهلهِ.
ناهيك عن اصرارنا الشديد بأن يأكل ولو قليلا مما جلبناه له. وهناك من تراه مستمتعا كأنه في مقهى, فحدّث ولا حرج..!
***بيت العزاء***
" لا أراكم الله مكروها بعزيز".. قدمت القهوة السادة, وزينت حبات التمر المغلفة بورق الفضة وما شابه, ووضعت بأوانٍ مزخرفة. ناهيك عن ذبح الذبائح, وتقديم أفخم الولائم, التي أعدها أمهر الطباخين, مفاخرة كي يتحاكى بها الجميع. تجتمع بعض النساء هداهن الله لما يحب ويرضاه, فلا يتركن خبرا إلا ويقمن بنشره.
أما عند الرجال فالعلم عند الله ماذا يفعلون..؟!
***النقوط***
وضع دفتر النقوط في مكان آمن (بين الشحم واللحم), داخل بؤبؤ العين, فهو بمثابة غسيل أموال, وفي كل مناسبة ندعى لها يتبادر في أذهاننا (يا رب ما يكون نقوطنا كثير). أنا لست ضد دعم العريس ومساندته, بل العكس من ذلك, فهو يكون بحاجة ماسة لمثل هذه المساهمة الجماعية المباركة, ولكن الشيء الرئيس: ألاّ نحمل أنفسنا فوق طاقتها, ونقدم ما بوسعنا ليس أكثر..؟!
***الأعراس***
أصبحت أعراسنا أشبه بصيحات عروض الأزياء المتجددة, نبحث عن كل ما هو مميز ونادر. لا نفرق بين المقتدر وغير المقتدر, الذي يبذل جهدا أكبر لتقديم التشريفات, كي لا يشعر بأنه أقل رفعة من الآخرين.
مناسف اللحمة والأرز المغطى بالكاشيو. والصنوبر واللوز الزبيب والجوز, (ماله الفستق, رخيص وكويس). ناهيك عن الزينة والمفرقعات على جميع أصنافهما, (إللي معاه مال ومحيره, بشتري حمام وبيطيره)..!
***المساواة***
نحن, مجتمع النساء, نطالب بالمساواة بما يُقدم لمجتمع الرجال من تشريفات فاخرة في الأعراس والمناسبات. فما ذنبها إذا حضر معها من ثلاثة لأربعة أَفواه, فتُعاقب بالحصول على تشريفات متدنية (وين تحطهم؟). فهؤلاء هم طلائع المستقبل, الذين سيبنون مستقبلا مغذَيا, وجيلا ناهضاً.
يقولون بان النساء ناقصات عقل ودين "بس مش ناقصات معدة"..ّ!
***أهل العريس***
قوم يأجوج ومأجوج, يملكون شرعية كاملة في الدخول الى القاعة, ويعيثون في الزينة فسادا. وضعت لهم أكاليل الورود والبالونات والشريط المزين المعد لدخولهم منه, فاخترقوا كل المعايير, ودخلوا من كل جانب, (العروسة للعريس, والجري للمتاعيس). ووثبوا على العروس كأنها فريسة, (مع الاعتذار كلنا وأنا معكم, أهل عريس).
***نصائح***
- لا تضعي النقوط في بداية الحفل, فالصندوق مُحكم, وإذا لم يعجبك الوضع لا يمكنك استرجاع النقوط.
- أحضري شنطة كبيرة, لوضع حذاء رياضي مناسب, للدبكة, فربما ينكسر كعب المسمار.
- انتبهي, كوني حذرة: في بداية الحفل يضعون ستيريو ديني (بنت العرب مزيونة), وبعد الانتهاء من استقبال المدعوين والاطمئنان بان النقوط أصبح بحوزتهم, يأتون باستفتاح جديد: ستيريو موسيقي (تي رش رش , تي رش رش).
- إذا لم تحصلي على "زرف" (ظرف) فستق لك ولأولادك, وربما لأحفاذك, فلا تضعي النقوط .
- إذا لم يكن الترمس ساخنا, وعليه شرائح رقيقة من الليمون والقليل من البقدونس , فلا تضعي النقوط..!
- إذا لم يكن الفول ساخنا, وعليه قليل من الكمون والبقدونس, فلا تضعي النقوط..!
- عندما يدخل العريس لا تجلسن على الكراسي, فهذا أمر غير لائق, بل قمن باستقباله. صحيح أننا لا نرى سوى بعضنا البعض, ولكن من باب الاحترام.
- يجب علينا مطالبة أصحاب القاعات, بوضع العروس على منصة بارتفاع خمسة امتار, حتى نتمكن من رؤيتها.