بروفيسور عمر محاميد / ام الفحم في انتخابات عام 2013 مزيدا من الحوار والحوار البناء والهادئ

التاريخ : 2013-08-26 10:44:56 |

فال الله في كتابه العزيز( انما يخشى الله من عباده العلماء ان الله عزيز غفور ) سورة فاطر 28

اتذكر الان وأنا اكتب حول ام الفحم وانتخاباتها البلدية لقائي بالسيد مارتن انديك مستشار الرئيس الامريكي اوباما في جزيرة رودوس اليونانية اثناء انعقاد المنتدى العالمي لحوار الحضارات في جزيرة رودوس في فندق باردايس (الجنة ) حيث يجتمع سنويا خيرة عقول ومفكري وسياسيي واقتصاديي وأدباء ورجال قانون والدين في العالم يناقشون امور الدنيا والدين في كوننا هذا المتصارع لكنه المتحاور ابدا حوار حضاريا ثقافيا ادبيا لما في ذلك من مصلحة معيشتنا فوق هذه الارض .كان اللقء في المنتدى حول طاولة مستديرة حول القضية العربية ومنطقة الشرق الاوسط والأحداث التاريخية التي تمر بها منطقتنا عندما قدمت نفس وعرفت بنفسي كما تقتضي اداب الحوار معرفا انني بدأت مشواري الفكري الابداعي شاعرا صحفيا ومحاضرا في العديد من دور المعلمين العرب في اسرائيل واليوم اعمل محاضرا في جامعة فلسطينية بعد ان تم فصلي من العمل في دور المعلمين في اسرائيل لأسباب سياسية يعرفها من كان السبب في ذلك من رجال معرفة بشؤون دنيا التعليم العربي في اسرائيل التي تمتاز عن غيرها من دول العالم بانها تمارس العنصرية ضد ابناء الشعب الفلسطيني الاحرار منهم في هذا الوطن العزيز .

كان اللقاء مع السيد انديك رئيس مركز الابحاث الامريكي المتعلق بأبحاث الشرق الاوسط والسياسة العالمية ـ بعد ان عمل في اسرائيل سنوات كسفير الولايات المتحدة في اسرائيل ، عام 2011 في شهر اكتوبر حين قمت بالتعليق على ما قاله امام اكثر من سفير ووزير من كل انحاء العالم اجتمعوا ليناقشوا مسالة القضية العربية ومن بينها بالطبع القضية الفلسطينية حين قال ان "على الفلسطينيين نبذ الارهاب ".لقد اغاظني حديثة بهذه السهولة بل الجبن والكذب حين ربط ما بين الفلسطينيين والإرهاب وقلت له ان الشعب الفلسطيني لم يكن يوما من الايام ارهابيا بل هو صاحب الرسالات السماوية وهو الذي اعطى لكل العالم الدين وفكرة التوحيد التي تدعوا الى السلام لأنها رسالة ربانية ، وتدعو الى الحوار لان الله امرنا " وجادلهم بالتي هي احسن " وذكرت الجميع بماضي اندك الصهيوني وحاضره حين كان سفيرا لاسرائيل في اسرائيل وهو امريكي ومن المفروض ان يحافظ على مصالح امريكا ويمثل امريكا في اسرائيل .

تبسم انديك وقال ببرود الدبلوماسي الذي يؤمن بما يسمى البرجماتية وقال نحن لا نكتب الشعر نحن نصنع سياسة ، وفي السياسة لا يوجد عواطف .وتصافحنا فيما بعد وناقشنا بعض الامور بكل ادب كل منا يتمترس بموقفه لكن دون تهديد ووعيد وتجريح شخصي او اهانة او تحقير كل يحترم رأي الاخر .، لان قواعد الحوار العالمي يجب ان تكون كذلك .

فكيف بنا في شؤون بلدية بسيطة لا يمكن ان يختلف عليها اثنان من سكان "مدينتنا الفاضلة " اقوله الفاضلة ليس لأنني كنت في بلد سقراط وارسطو وافلاطون ومدينتهم الفاضلة ، بل لاننا جميعا نريدها ام الفحم مدينتنا مكان عيشنا فاضلة جميلة رائعة ، ولانني احب بلدي ومن سكانها فيحق لي مثلما يحق لاي فرد كان من ام الفحم مهما ارتفع شانه او ارتفع مخزون امواله في البنوك والأعمال ومهما تشعبت علاقاته مع رجال السلطة وغير السلطة ، او مهما ملك من متاع الدنيا ان اناقش بالسر والعلن في المكتبة والارشيف والمتحف فوق صفحات الجرائد والصحف او شاشات المواقع مسائل عيشنا في هذا البلد الذي احيه هذا الوطن الذي لا وطن لنا سواه .

اعود مرة اخرى الى انديك الامريكي وهو سيد اسرائيل ويعتبر نفسه سيد العالم عندما تحدث من امامنا لكنه لم يهددني بالسجن مع انه يملك الكثير من السجون في العالم الغير قانونية بالطبع لانه يعرف حدود القوة والعنف والتهديد ،لذا فان قواعد الحوار في ام الفحم يجب ان تكون معروفة محددة سلمية حضارية ، علمية تستند الى الوقائع الجامدة العلمية وليس الى عواطف وغرائز بدائية ان اكثر من سورة وأية كريمة واحاديث شريفة تحث ابناء المسلمين والمسيحيين الذين لهم كتابهم الانجيل المقدس على الحوار السليم السلمي ابناء الذي يخدم ويعمر لا يهدم ، الذي يبني بيوت العز والكرم ولان اهل العلم في ام الفحم كثر ولا ينقص هذه المدينة ذوي الكفاءات سنظل نطالب اهل مدينتنا ولمصلحتهم باعتماد هؤلاء لتسيير امورهم البسيطة ، التي لا تحتج الا الى الوحدة والتكاتف والتضامن ، لذا ومن باب المنفعة سأعود بالتاريخ الى اوائل الانتخابات بل وما قبل الانتخابات لأحدث القراء عن تاريخ المعارك الانتخابية في مدينتنا منذ تللحنة التي عينها الحاكم العسكري في ام الفحم عام 1960 لتسيير امور القرية التي وقف على رأسها شيخ الازهر توفيق عسلية جبارين هذه اللحنة التي ضمت ممثلي جميع الحارات وقامت بدررها في تسيير امور القرية في ظل حكم عسكري ظالم فرضه بن غوريون على من تبقى من شعبنا الفلسطيني الذي فقد قيادته والنظام البلدي القائم منذ مئات السنين ، وافقد زعماء القرية مكانتهم القيادية بعد النكبة مباشرة ليتحكم بن غوريون وأحزاب الحركة الصهيونية فيما بعد بمصائر العباد والبلاد ، وسأعتمد فيما سأكتبه الوثائق المحفوظة في ارشيف متحف تراث اللجون القائم ناشط في جمع المواد التاريخية حول القرية ومدينة ام الفحم المغلق امام الجمهور لأسباب مالية بالطيع ، كما سأعتمد روايات شفوية لأهل المعرفة من مدينتنا والكتب الصادرة والارشيف العبري حول الموضوع مثل ارشيف حزب العمل وأرشيف حزب المفدال ومبام المحفوظة في بيت بيرل وجامعة بار ايلان وجبعات حبيبا والتي تحوي معلومات دقيقة وصادقة عن نشاط هذه الاحزاب في مدينتنا باستطاعة من يشاء الاطلاع عليها .

ان معرفة التاريخ والماضي يعرفنا ويدلنا الى سبيل تسيير امورنا اليوم وفي المستقبل وسنشاهد ونتعرف كيف قام اهلنا على الرغم من اختلافاتهم العشائرية الحزبية العائلية واختلاف مشاربهم وأفكارهم الا انهم اشتهروا بما يسمى "الصلحة الفحماوية " ان تذكير المرشحين بأصول وقواعد وقوانين " الصلحة الفحماوية" كفيل بتجنيبنا الكثير من الويلات ومظاهر العنف والإرهاب والإرهاب المضاد .