اسمي شوقي . نشأت في بيت لم يكن للتربية الإسلامية فيه نصيب كبير ، وشاء الله سبحانه وتعالى أن بدأت الهداية تخطو نحو بيتنا .. فاهتدت أختي الكبرى فاطمة على يد زميلة لها في الجامعة .. ثم تبعتها أختي الصغرى هدى ؛ ولكن شعاع الهداية سرعان ما بدأ يخبو حين تزوجت أختي فاطمة وغادرت البيت .. ثم انطفأ مع زواج أختي الصغرى هدى .
نشأت لاهيًا عابثًا وإن كان في قلبي بعض الخير .. فليس فيه - ولله الحمد - شبه أو تلبيس .. بل تراكم عليه ران المعصية وشهوات النفس . وبعد فترة من الوقت وكوني الذكر الوحيد في البيت وقد تجاوز عمري الخامسة والعشرين بدأ حديث والدي ووالدتي عن زواجي .. ولكني كنت ارفض الزواج كان في مخيلتي أن الزواج سجن كبير إذا دخلته لن استطيع الخروج منه بسهولة .. وعندما ألزمني والدي بذلك لم يكن أمامي خيار سوى الموافقة والقبول ، عندها بدأت والدتي وأختي فاطمة البحث عن زوجة لي .. والزوجة بالنسبة لي لا تعدو أن تكون جميلة وجميلة جدًا .. ولكن الله يسر لي من كانت نظرته أعمق وأصوب .. فحرصوا على ذات الدين أولاً .. وهو ما رأيته في زوجتي حنان التي جمع الله سبحانه وتعالى لها خصالاً حميدة ونفسًا طيبة ونصيبًا من الجمال .. وأكبر من ذلك وأظهره في شخصيتها رجاحة عقلها وصبرها . فقد بدأت معي خطوات الدعوة خطوة خطوة وتدرجت معي من البداية درجه درجه.. رأتني كالطفل الذي لا بد أن يمر بأطوار ومراحل حتى يكتمل .. يجلس ثم يحبو ثم يقف وبعدها يمشي .. ما إن تسمع صوت الآذان حتى تهرع إلي قائله بصوتها الحنون لقد أذن اسرع إلى المسجد حتى لا تفوتك تكبيرة الإحرام .
وما هي إلا سنة حتى بدأت أموري في الصلاة تستقيم . ألزمتني بعدم السهر لأستيقظ لصلاة الفجر ، حثتني على مصاحبة الأخيار والابتعاد عن مصاحبة الاشرار وعلى قراءة القرآن الكريم والكتب النافعة .. وكانت تتحين الفرص لنسمع شريطًا لأحد العلماء الافاضل ونحن في الطريق .
مر على زواجنا أكثر من سبع سنوات تقلبت في دنياي من غنى إلى فقر ومن صحة إلى مرض وهي صابره . كانت نعم المرأة .. تبدلت حالي بفضل من الله على يديها .. إنها التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" عليك بذات الدين تربت يداك " . قد يغيب عن من أراد الزواج ذلك التوجيه .. ولكنه حتمًا سيراه في واقع حياته يومًا ويرى أثر الحديث في استقامة الأسرة وهنائها وسعادتها .. ألا يا أخي لا تتردد ولا تؤجل .. أقدم .. وعليك بذات الدين تربت يداك .