الدكتور الفحماوي عبد اللطيف محاميد: هناك أهمية قصوى لزيارة الطبيب حتى لو لم يكن ابنكم مريضـًا

التاريخ : 2014-08-29 12:08:29 |

الدكتور عبد اللطيف محاميد، الأخصائي بطب الأطفال والمدير الطبي لعيادة مئوحيدت في أم الفحم: هناك أهمية قصوى لزيارة الطبيب حتى لو لم يكن ابنكم مريضـًا

لم تكن خدمة "زيارة صحية" الجديدة للأطفال، والتي أعلنت عنها "مئوحيدت" وليدة لحظة، وإنما جاءت بعد سلسلة طويلة من الأبحاث والدراسات في البلاد وخارجها والتي خلصت إلى نتيجة واحدة وهي أن الكثير من المشاكل والأمراض يمكن علاجها والسيطرة عليها في جيل مبكر جدا. ولهذا السبب، قررت مئوحيدت أن تأخذ الموضوع خطوة إلى الأمام وأعلنت عن "زيارة صحية" للأطفال لمرة واحدة سنويا. الحديث يدور عن زيارة تستغرق 30 دقيقة ويتم من خلالها دعوة الأهالي لترتيب زيارة يتم خلالها متابعة الطفل بكل ما يخص تطوره الحركي والجسماني والنفسي، وذلك بعد تعبئة استمارة من قبل الأهالي والمربية في الروضة، وبالذات عندما يكون الطفل معافى وسليما.

الجديد في "الزيارة الصحية" أنها تجري والطفل معافى وليس مريضا، وتهتم في جميع جوانب حياة الطفل وعائلته، وتتضمن قدرا كبيرا من الإرشاد للعائلة والطفل حول السلوكيات والعادات الصحية التي يحبذ إتباعها من أجل الحفاظ على الصحة بشكل دائم.

ولهذا الغرض تلتقي صحيفة "المسار" الدكتور عبد اللطيف محاميد، أخصائي طب الأطفال والمدير الطبي لعيادة "مئوحيدت" في أم الفحم، للحديث عن صحة الطفل وعن أهمية الموضوع في المجتمع العربي في البلاد وعن الخدمة الجديدة. 

سؤال: ما هي أهداف هذا البرنامج الجديد وتأثيره على الصحة العامة داخل المجتمع؟

د. عبد اللطيف محاميد: زيارة الطبيب ليست فقط لمعالجة المشاكل والأمراض وإنما هي زيارة خارج ساعات الدوام وبدون وجود مشاكل خاصة لدى الطفل. الحديث عن خدمة جديدة للأطفال من جيل عامين حتى ستة أعوام وذلك بهدف اكتشاف أمراض أو قضايا لا ينتبه الأهل إليها مثل سمنة زائدة، توحد، مشاكل تركيز وإفراط في الحركة، مشاكل تطور ومشاكل نفسية.

سؤال: هل ستكون هذه الزيارات الصحية على حساب أدوار الزوار العاديين لدى طبيب الأطفال وساعات عمله العادية؟

د. عبد اللطيف محاميد: تم تخصيص نصف ساعة لكل زيارة وذلك ضمن ساعات خاصة ليس لها علاقة بساعات الدوام ا لعادية، ومن خلال هذا الوقت الكافي سيكون بإمكان الطبيب أن يتعرف على نمط حياة العائلة وسيتم التركيز على مراحل تطور الطفل.

سؤال: هل تم تأهيل الأطباء لمثل هذه المهمة، قبل بدء تنظيم "الزيارات الصحية"؟

د. عبد اللطيف محاميد: طبعا! الأطباء من خلال هذه الخطة تلقوا تأهيلا خاصا وكسبوا الكثير من الأدوات والمعلومات حول "الزيارة الصحية" وذلك بشكل مهني وناجع وتلقوا أيضا حقيبة تحتوي على مجموعة من الألعاب والأدوات والنشاطات التي ستساعد الطبيب على تشخيص الأطفال.

سؤال: ما هي الأمور التي سيتم التدقيق فيها خلال هذه الفحوصات "الزيارة الصحية" ؟

     
   د. عبد اللطيف محاميد: خلال هذه الزيارات سيتم التركيز بشكل خاص على سلوكيات الطفل، التغذية، وعادات التصرف العائلية المشتركة وكذلك أيضا التطور الذهني والجسدي، إذ أن الكثير من العائلات تقاطع الصحيات ولا تذهب إلى الفحوصات التي تعرضها مراكز الأم والطفولة. هذه الخدمة هي بمثابة منعطف مهم في طب الأطفال في البلاد عامة وفي الوسط العربي بشكل خاص.

سؤال: ما هي أهمية وجود الأهالي في مثل هذه الزيارات الصحية لأطفالهم؟

د. عبد اللطيف محاميد: وجود الأهالي في هذه الزيارات لدى الطبيب من شأنها أن تساهم في إلقاء الضوء على عادات وسلوكيات أطفالهم، ومن خلال انتباههم لقضايا طبية وعقلية تطورية لم يعرفونها مسبقا ومن خلال تشخصيها المسبق يمكن أن نمنع تطور أمراض عصبية ونفسية في المستقبل، ولدينا الكثير من الأمثلة على مشاكل كان بالإمكان علاجها في جيل مبكر فيما لم تم استخدام الخدمة الجديدة "زيارة صحية".

سؤال: ما هي أهم التغييرات التي تطرأ على الأطفال في جيل 2 حتى 6 سنوات، ولماذا من المهم تشخيص هذه الأمراض في هذه الفترة بالذات؟

د. عبد اللطيف محاميد: يمكن القول إن السمنة الزائدة هي مرض العصر إذ أن كل ولد ثالث في إسرائيل يميل للسمنة الزائدة التي تكون تشكل خطرا مستقبليا لتطور مرض السكري، القلب، ضغط الدم، مشاكل نفسية، ومشاكل تركيز، وكلها مشاكل يمكن أن يساهم تشخيصها في جيل مبكر وتوجيه الأهالي لمواصلة العلاج في المراكز المختصة لعلاج هذه المشاكل. 

سؤال: "نمط حياة صحي" لدى الأطفال هو أمر مهم للغاية ومؤثر جدا في مراحل متأخرة من حياة الطفل، ما هو مدى صحة ذلك؟

د. عبد اللطيف محاميد: كما ذكر سابقا فإن درهم وقاية خير من قنطار علاج. يمكن أن أقول بشكل واضح وصريح إن الكثير من المشاكل التي يعاني منها الأطفال بشكل خفي لا يمكن أن تظهر مع الطبيب خلال زيارة عادية، وفقط تخصيص وقت كاف لها يساعد على اكتشافها والانتباه إليها أكثر. وخاصة مشاكل النوم والعسر التعليمي، إذ لا يمكن فحص مثل هذه الأمور من خلال زيارة عادية، ولهذا أنا اعتقد أن وجود خدمة مثل "الزيارة الصحية" سيساهم إلى حد كبير في الانتباه لمثل هذه المشاكل ومنحها القدر الأكبر من الاهتمام ومعالجتها.

سؤال: هل نحن فعلا أمام ثورة جديدة في طب الأطفال؟

د. عبد اللطيف محاميد: هذا صحيح جدا، العيادات دائما مليئة بالمشاكل والأمراض الموسمية، مئوحيدت هي السباقة بإعطاء وتوفير وقت نوعي من خلال الزيارة الصحية للأطفال وهي بحد ذاتها ثورة في عالم طب الأطفال في البلاد، ولا يوجد أي مؤسسة أو صندوق مرضى آخر في البلاد يمنح الأطفال مثل هذه الخدمة حتى الآن، باستثناء مئوحيدت. وبعبارة بسيطة مئوحيدت قررت أن تأخذ طب الأطفال خطوة إلى الأمام، واستثمرت المزيد من القوى البشرية والميزانيات في هذه الخدمة، إيمانا منها أن متابعة مثل هذه القضايا في جيل مبكر وتشخيصها سيوفر الكثير من العناء على الأطفال والأهالي والأطباء في المستقبل.
مئوحيدت جلبت إلينا بشرى مهمة، وعلينا أن نستغلها من أجل أبناءنا وأن نعمل كل ما هو ممكن من أجل رعايتهم بشكل صحي وسليم خال من الأمراض.