أب ونجله يتخرجان معا من الجامعة

التاريخ : 2014-11-14 09:40:00 |

قصة نجاح، ركيزتها الإرادة والعزم والمبادرة والوقوف على كل أسباب التأهيل رائدها أب من البادية ، جسد من خلالها إنجاز لم تقف التحديات التي واجهته على الدوام من التفرد كنموذج يحتذى في تجارب اعتمدت دوما على إرادة قوية تغنيها ثروة بشرية.
فما أجمل أن يجتمع الأب ونجله في حفل تخرج واحد وهما ينظران الى مستقبل واعد ، وكل واحد منهم يقف بجوار الأخر وينظر إليه بنظرة الفخر وبالوقت نفسه نظرة الشموخ، والمحبة و يلبسان ثوب التخرج وقد رسمت على ملامحهما ابتسامة مشرقة خاصة بعد أن استلاما شهادة التخرج بيد وباليد الأخرى باقة حب وإكبار وإجلال أمام جمهور كبير وهو يصفق بحرارة تقدير لهما.
شعور بالفخر والاعتزاز كان يملأ قلب الأب الخمسيني مدالله محمد الخالدي ، والشعور نفسه كان يملأ محمد نجله الاكبر فكانت نظرة كل منهما للاخر تحمل الكثير من المحبة وبالوقت نفسه تحمل رسالة أنه ليس للعلم عمر محدد، كما أنه من الجميل أن يكمل الإنسان دراسته والأهم من ذلك والأجمل أن نفخر بأفراد عائلتنا ونجعلهم يفخرون بنا.
في جامعة اربد الاهلية يقول الاب مدالله (50) عاما إنه انقطع عن الدراسة من الصف الخامس الابتدائي ولمدة 20 عاما وعمل بأعمال حرة مختلفة ثم تغرب بأحدى الدول العربية لمدة ثمان سنوات ثم عاد الى الوطن ليعاود العمل بالقطاع الخاص ثم عقد العزم خلالها على مواصلة الدراسة حتى تخرج في الثانوية وانتسب للجامعة.

أما ابنه محمد البالغ من العمر 21 سنة فيقول إنه يرى في والده القدوة المثالية في شتى مجالات الحياة التي من ضمنها التعليمية، وكان اصرار والده على مواصلة الدراسة دافعا للابن ببذل المزيد من الجد والاجتهاد وصل لسباق محموم بينهما في الدراسة و تخرجهما خلال عام واحد. في هذه اللحظات الجميلة شاركت «الدستور» فرحة أسرة الخالدي في حفل تخرجهما لتقدم التهاني وتشاركهما في سطور صفحاتها.
ووصف الأب لـ «الدستور» شعوره حينما كان يقف بجوار نجله محمد في حفل التخرج بانه شعور لا يستطيع أن يوصفه بكونه أكبر بكثير من مجرد كلمات أو تعابير أو شرح يعبر عما كان يتملكه من الشعور بالفخر والاعتزاز والنجاح رغم أن فارق السن بينهما تجاوز 28 عاما.
وأشار بعد أن مسح عرق تعب الدراسة وأبدلها بابتسامة النجاح والتفوق الى أن التفكير بمتابعة الدراسة الثانوية ثم الجامعية ليس بالأمر السهل خاصة بمن تقدم بهم العمر ولديهم الكثير من المسؤوليات سواء بالتي تتعلق بالمنزل أو بالمجتمع . الشعور بالفخر والاعتزاز كلمتان كما اجتمعت في قلب مدالله اجتمعت في قلب محمد قائلاً:» أشعر بالفخر والاعتزاز بوالدي الحبيب فقد تعلمت منه الكثير وكيف يمكن للإنسان أن يحقق طموحاته وأحلامه بالجد والاجتهاد لا بالعمر». وأضاف حينما كنت أجد والدي يدرس في المنزل كان ذلك دافعا بالنسبة لي بأن أدرس من أجل الحصول على درجة متقدمة. الاب مدالله الذي بذل جهداً كبيراً لخدمة اهل بلدته ومتابعة هموم الشارع وتنظيم لقاءات ما بين المواطنين والمسؤولين لمجمل القضايا والاحتياجات التنموية والخدمية المهمة وله ارتباط وثيق بالعمل التطوعي والخيري وحظي بمكانة مرموقة بين المجتمع وترأس جمعية خيرية ورئيس لمجلس التطوير التربوي لمنطقة الزعتري . كل تلك الاسباب الى جانب ماحملوه أهالي البلدة من امانة المسؤولية في تمثيلهم لدى الجهات الرسمية وحتى يكون منطقيا في طرح المواضيع بالشان العام وخدمة مجتمعه ووطنه دفعته لاستكمال تعليمه وليكون عمله التطوعي مسلحا بالعلم والمعرفة وعزة النفس والاعتماد على الذات ومواصلة العمل بالعلم.