www.almasar.co.il
 
 

شوقية عروق منصور: الدمى مربوطة خلف الدبابة!!

أذكر عندما وقعت حرب 48 وكانت أخبار وحشية عشرات المجازر الإسرائيلية قد...

شوقية عروق منصور: الطيران في سماء غزة

عندما زرت مدينة غزة في التسعينات وتجولت في شوارعها العريضة ودكاكينها...

شوقية عروق منصور: بين الموت والموت في غزة هناك "فتحي غبن" سيد الفن التشكيلي

لا تستطيع الكلمات الانحناء وفرش سجاجيد اللقاء والجلوس على وبر الخضوع...

لينا ابو مخ/ الزواج المبكر بين القانون والمجتمع

اعتبرت المرأة في طور أول من تاريخها، أما في المقام الاول، اي تلك التي...

منحة 23 ألف شيقل عند بلوغ سن 21 هدية من الدولة

علم مراسل موقع وصحيفة "المسار" انه بتداء من شهر كانون الثاني 2017 ستقوم...

عطر 2020 من Montblanc للرجال

تقدم دار العطور الفرنسية Montblanc عطر Legend Eau de Parfum، وهو إصدار أقوى وأكثر...
  هل تعتقد ان الحكومة الجديدة ستساعد في الحد من جرائم العنف في المجتمع العربي؟

نعم

لا

لا رأي لي

ام الفحم 22-32
الناصرة 31-20
بئر السبع 33-21
رامالله 32-22
عكا 29-23
يافا تل ابيب 29-24
القدس 32-18
حيفا 31-23

شوقية عروق منصور: وداعاً للفلسطيني الثائر غسان مطر..!

التاريخ : 2015-03-06 09:45:00 |



تتعدد الأماكن، المحطات، أسماء الشوارع، العناوين، أرقام البيوت، المطاعم، الحدائق، الجبال، الوديان، البحار، الشواطىء، المتاحف.. جميعها بالنسبة للمسافر بطاقات خروج لاصطحاب مواكب الدهشة ثم العودة الى الوطن، لكن ماذا يفعل اللاجئ الذي يحمل الوطن في جيوبه، وعناوينه موزعة في أنحاء العالم واسمه الحركي تائه، ملاحق، مطارد..؟!
هذا الاسبوع مات في القاهرة الفنان الفلسطيني غسان مطر، أو "عرفات حسن المطري"- كما هو مسجل في سجلات النازحين.
في ذلك اليوم الذي التقيت به في العام 1983 كان حصار بيروت يفرض حضوره على اللقاء. تحدث عن قسوة الحصار وصمود المقاتلين، وعن رائحة الخبز التي ما زال يشمها حتى الآن ، فقد كان مسؤولاً مع الشاعر معين بسيسو عن توزيع الخبز للمقاتلين، يطوف صباحاً بين الردم والبيوت الآيلة للسقوط، يتحدى الطائرات الاسرائيلية التي ترمي القذائف والبارجات الحربية، التي تطلق الصواريخ. كان الحصار لكسر ظهر الشعب الفلسطيني، لذلك الرد الوحيد هو الصمود وعدم الاستسلام. كل واحد منا كان في موقعه، المواطن البسيط مثله مثل القائد والمقاتل. قال أيضاً: عملت مذيعاٌ في راديو الحصار، وشاركت في الكتابة في النشرة اليومية التي كانت توزع على المحاصرين لمعرفة آخر التطورات السياسية.
ضحك ضحكة الفلسطيني الذي يؤمن بقدره، يمد ابجدية الغياب ويتضوع بعطر الحياة: هل تعرفين أنني تعرضت للموت عدة مرات ، وكل مرة كنت أنجو..؟! عندي احساس أنني لن أموت قبل أن يتحقق حلم العودة وإقامة الدولة الفلسطينية..!!
وخذله احساسه، وها هو الموت يرسمه كنجمة انتظرت طويلاً ثم رحلت، وهي تحمل حفنات دموع وحفنة تراب من يافا.
قال لي: رحت على حي العجمي..؟! صوته الأجش الجهوري يترك مساحة من الذاكرة تسقط على الطاولة أمامي. أضاف: أنا من مواليد مدينة يافا عام 1938، عشت في حي العجمي، وأبي كان يعمل سائس خيول. بجانب بيتنا كان هناك خان كبير حيث تبيت الخيول. في ذاكرتي البحر والشاطئ والحارات الضيقة وبيوت الجيران والأقارب.
صمت.. شعرت أن اللغة لم تعد قارب نجاة من تدفق الصور. تنهد. اصابعه تعجز عن تقليب صفحات الذكريات..!
سألته: بعد النكبة أين ذهبتم ..؟! فقال: آه .. لبنان، مرحلة صعبة، قاسية، فقر، جوع. كنا عشرة أنفار.. عشنا في مخيم البداوي شمال لبنان. تخيلي أطفال وفقراء ولجوء وصدمة أب وأم من ضياع بيت ووطن، ونظرات غريبة تتهمك بأنك تركت بلادك من أجل بعثرة وطن آخر، وأنك تسرق وطناً بعد أن بعت وطنك..؟!
وتابع: تعلمت في مدارس المخيم. كنت دائماً في حالة غضب وثورة ونقمة. كنت أشعر أنه يجب أن نعمل شيئاً. أسسنا اذاعة الثورة بمدينة طرابلس مع نايف حواتمة. كان نايف يكتب المقالات السياسية وأنا أذيعها بصوتي، وكان ذلك عام 1962. عملت بعدها ببرامج عديدة أشهرها "ركن فلسطيني"، ثم تقدمت للعمل في التلفزيون، وعندما سألوني عن إسمي قلت: غسان مطر.. قلتها بسرعة وقد اقتبست الاسم من الصحفي غسان تويني - مؤسس جريدة "النهار" التي عملت بها مصححاً صحفياً.
وفي عام 1969 قدمت فيلمين عن القضية الفلسطينية "كلنا فدائيون" و"الفلسطيني الثائر". كانت السينما الفلسطينية في بداياتها ولم يجدا الشهرة، حيث كان العالم العربي مشغولاً بآثار النكسة. بعد ذلك انتقلت للقاهرة وقمت بتصوير العديد من الأفلام مع فريد شوقي وأحمد رمزي وأحمد مظهر. وأيضاً قمت بتمثيل عشرات المسلسلات مثل مسلسل "قصص من القرآن".
- شخصية الشرير كانت مسيطرة على فنك، فلماذا لم تخرج من هذه الشخصية؟ كان السؤال الذي فجّر كتلة الوجع لتسيل نزيفاً. اراد أن يصحح به حقيقة الفن والفنانين وعالم التمثيل، وكيف يمكن لفنان أن يتحدى عالم الانتاج والإخراج، وكيف استغله صناع السينما المصرية في حشره بشخصية رئيس العصابة أو الاستغلالي أو الذي يخيف الناس. لم يلمس أحد المنتجين قدرة الممثل في داخلي..! هكذا صاح بصوته: حتى اليوم لم أجد فرصتي الذهبية..!
اللقاء الصحفي كان حول بيته وبناته وزوجته وابنه جيفارا. قال: لقد ولد ابني يوم مقتل الثائر جيفارا. كنت اقرأ نشرة الأخبار في التلفزيون اللبناني، وأعلنت مقتل الثائر جيفارا أثناء الاعلانات وردني اتصال أن زوجتي انجبت طفلاً ذكراً، فأعلنت أن الليلة قتل جيفارا واليوم ولد ابني جيفارا.. لقد أعلنته على الملأ، نكاية بهؤلاء الذين فرحوا لمقتل الثائر..!
كان لقائي مع غسان مطر أول لقاء له مع صحفي/ة فلسطيني/ة من عرب 48، وامتد الحديث وتشعّب عن عالم التمثيل الى عالم السياسة، الى صداقته مع القائد ياسر عرفات، الى عضويته في المجلس الوطني الفلسطيني، الى كتاباته الشعرية.
بعد عدة أشهر قرأت عن مقتل زوجة غسان مطر وإبنه جيفارا ووالدته، أثناء اقتحام البناية التي كان يسكن بها. كانوا يبحثون عنه، يريدون رأسه. لم يجدوه، فقتلوا عائلته..!
حين التقينا في القاهرة عام 1984 حدثني كيف سمع خبر مقتل عائلته صباحاً في اذاعة مونت كارلو، فقد أعلن المذيع مقتل العائلة ثلاث بنات والابن والزوجة وأمه. طوال عشر ساعات كان يقدمون له التعازي بعائلته التي أبيدت بطريق الغدر، لكن بعد عشر ساعات عرف أن بناته الثلاث ما زلن على قيد الحياة. وقام نبيه بري رئيس حركة "أمل" آنذاك - رئيس مجلس النواب اللبناني الآن - بتهريب البنات الى بيته الذي كان قريباً من بيت غسان. وقد أخفى الموضوع عن وسائل الاعلام خوفاً من اغتيالهن. وجرى لاحقا، عبر السفارة المصرية في بيروت، ارسالهن بطائرة خاصة الى والدهن بالقاهرة.
رسالة ملك الموت، الذي خطف قبل ايام الفنان غسان مطر، تركت الصور والذكريات وصناديق البريد التي تحمل سطور الشقاء والتحدي، الخوف والتألق. لم يتنكر هذا الفلسطيني لوطنه، ولم يصعد الى قطار التنازل. لقد بقي كالمصارع الأخير في الحلبة يغني بصوت خافت: "يا زمان الوصل في فلسطين"..!
عندما أرسلت له قصيدة "جيفارا"، التي كتبتها بعد مقتل إبنهن أرسل لي: لماذا شعبنا مرصود للمذابح ؟! لكن لن أركع، سأظل غسان على حدود الضوء والحرية..!!


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0

اضافة تعليق

الاسم الشخصي *

 

المنطقة / البلدة

البريد الالكتروني

 

عنوان التعليق *

 

التعليق *

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0
الصفحة الاولى | الاعلان في الموقع | اتصلوا بنا |                                                                                                                                                                                               Powered By ARASTAR