www.almasar.co.il
 
 

شوقية عروق منصور: الدمى مربوطة خلف الدبابة!!

أذكر عندما وقعت حرب 48 وكانت أخبار وحشية عشرات المجازر الإسرائيلية قد...

شوقية عروق منصور: الطيران في سماء غزة

عندما زرت مدينة غزة في التسعينات وتجولت في شوارعها العريضة ودكاكينها...

شوقية عروق منصور: بين الموت والموت في غزة هناك "فتحي غبن" سيد الفن التشكيلي

لا تستطيع الكلمات الانحناء وفرش سجاجيد اللقاء والجلوس على وبر الخضوع...

لينا ابو مخ/ الزواج المبكر بين القانون والمجتمع

اعتبرت المرأة في طور أول من تاريخها، أما في المقام الاول، اي تلك التي...

منحة 23 ألف شيقل عند بلوغ سن 21 هدية من الدولة

علم مراسل موقع وصحيفة "المسار" انه بتداء من شهر كانون الثاني 2017 ستقوم...

عطر 2020 من Montblanc للرجال

تقدم دار العطور الفرنسية Montblanc عطر Legend Eau de Parfum، وهو إصدار أقوى وأكثر...
  هل تعتقد ان الحكومة الجديدة ستساعد في الحد من جرائم العنف في المجتمع العربي؟

نعم

لا

لا رأي لي

ام الفحم 22-32
الناصرة 31-20
بئر السبع 33-21
رامالله 32-22
عكا 29-23
يافا تل ابيب 29-24
القدس 32-18
حيفا 31-23

شوقية عروق منصور: الصورة التي رفضت على انغام الحطة والعقال..!

التاريخ : 2015-03-27 09:40:00 |



أثناء لقائي، قبل سنوات طويلة، مع الشاعر المصري الراحل أحمد فؤاد نجم، ذكر أمامي مثلاً شعبياً يلخص الحالة المصرية الرديئة التي وصل اليها المواطن المصري في وطنه خلال فترة حكم مبارك، حالة لا أمن ولا أمان، وفقر وطبقية وغربة أمام غول الغلاء، وفساد الاستثمار والعشوائيات والبطالة.. وفاده هذا المثل: "بلدك اللي انتي غريب فيها الأرنب يوكل ولدك"..!
هذا المثل قفز أمامي وأخذ يرقص على إيقاع القبلات والضحكات والحطّات والعُقل التي ارتمت، مطلع هذا الأسبوع، بين أحضان نتنياهو، مزهوة بالابتسامات التي قدمها لهم، ملفوفة بعبارات التملص التي ترتدي حروف الأسف، وتحول نتنياهو أمامهم الى تلميذ في روضة أو في صف ابتدائي، وليس رئيس حكومة خطب أمام الناس وأجّج النيران: الحقوا.. أركضوا.. العرب العرب..!!
العرب قالت: "الراجع في كلامه كالراجع في قيئه"، لكن نتنياهو تراجع فعلا في قيئه وبلعه. وكانت هناك ايضا الابتسامات والقبلات المحمّصة على نار الحب المصلحجي والود الليكودي..!
في أجواء العنصرية التي تستشري في المجتمع الإسرائيلي كالنار في الهشيم، وفي أجواء التحريض الذي وصل الى درجة التهديد بالطرد والملاحقة، لم يبق أرنب عنصري إلا وأخذ يهدد ويصرح ويرفع شعار: "الموت للعرب"، حتى أصبحنا غرباء عن وطننا.. كل يوم يتصبّح المواطن العربي في هذه البلاد بتقليعة وموضة جديدة، يخيطها المجتمع العنصري ضد المواطنين العرب. يفتخر بلبسه هذا الزيّ في كل مكان، ولا نجد من يحاول تمزيق التقليعة، ويمنع أكل أولادنا الأرانب الصغار.
في أجواء القلق وشحذ الشعارات التي تضخّ يومياً دماً ورفضاً لوجودنا، في أجواء التطاول علينا حتى تحولنا أشبه بأيتام على موائد اللئام، في هذه الخلطة العنصرية وعجينة الرفض التي يلصقونها على أبواب بيوتنا كي نصاب بالتذمر والخوف ونهرب، هناك من يبيع الوهم ويحاول إخراج الدبس من النمس، أو يطلبون الطيب من خشب الصفنجع. وها هو نتنياهو يبيع لهم العبارات، وقد حملوها وخرجوا بها الى الشارع، ولم يعرفوا أن كل مواطن عربي في بيته "سدّة" مليانة من هذه الاعتذارات والعبارات الملساء التي تقول: "اسمع كلامك أصدقك، أشوف عمايلك أتعجب"، فقد تحدثوا عن نتنياهو كأننا لا نعرفه..!!
إذا كان عبد الحليم حافظ غنّى قد أغنيته الشهيرة "صورة.. صورة"، التي تمجّد الشعب المصري الذي أراد الشاعر صلاح جاهين أن يلتقطها للمواطنين المصريين الذين يعملون وينجزون ويرفعون قيمة الوطن في سنوات الستينات، فإن الصورة التي أراد أعضاء الوفد العربي الذي زار نتنياهو في وكره، كي يباركوا له بالإنجاز العظيم وفوزه الساحق في الانتخابات، يجب أن تكون مميزة ومعبرة عن الولاء والحب الشديد لشخصه.. أرادوا صورة خاصة حتى يعرف كل مواطن عربي والقاصي والداني كيف تم التصالح والغزل بينهم وبين نتنياهو، وكيف تمددت خيوط الرقّة حتى تحول نتنياهو الى طفل عربي بريء يلعب بزقاق أو حارة في قرية عربية، أو صبي فقد والديه ويأمل أن يجد له والداً من بين هؤلاء النشامى، الذين جاءوا لكي يمنحوه بركاتهم العربية..! الصورة التي نقلتها وسائل الإعلام تحمل الوجوه العربية الأصيلة التي تعرف الواجب والأصول وترتدي الزيّ العربي، حتى تحولت الحطّات والعُقل الى ساحة للهزء والتساؤل عن معنى وقيمة هذا اللباس أمام الخنوع والذل. جاء الوفد العربي للتهنئة بالفوز لرجل نعرف حقيقته جيداً، ومن فمه نُدينه. نعرفه من خطاباته وتصريحاته وتشجيع كل من يريد إفراز حقده على السجادة العربية.
هذا الوفد الذي ذهب لتهنئة نتنياهو لم يرتق الى لحظة يفكر فيها جيداً بمشاعر شعبه. كانوا خارج الزمن الذي يجبرهم على الالتفات الى التاريخ، فشعبنا شبع من رؤية مثل هذه الصور، وتاريخه مشحون بمثل هذه الوجوه التي كانت تسبح ضد التيار أو تسير في الاتجاه المعاكس، ولكن مصيرها في النهاية كان معروفاً. حتى أنهم ذهبوا مع الرياح، وكل قرية ومدينة عربية كانت شاهدة عليهم وعلى ولائهم والعزومات والتضييفات وذبح العجول والخراف، ولكن في النهاية كانت النتيجة صفر..!
الأجيال سجلت في ذاكرتها مثل هذه اللقطات، وهذا الوفد الضاحك مثله مثل غيره، بعضهم اكتفى باللوم والعتب. أما الذين يعرفون أن التاريخ غداً لن يغفر لهم فقد أكدوا أنهم الذين لعبوا خارج فريقهم، فقد لعبوا في ملاعب سرعان ما انقلب عشبها وتحول الى مقابر فتحت حفرها، ودفنوا بعيداً عن مواطنيهم.
الوفد العربي تغزل بنتياهو.. أسمعوه كلام زين.. فأسمعهم كلام زين. وهناك من افتخر ووصل غزله الى نشوة الانتصار، كما قال رئيس مجلس الفريديس المحلي، الذي افتخر أنه أعطى حوالي 500 صوت لحزب الليكود، وأعتبر نتنياهو "البطل المنقذ"..! لو ينظر رئيس مجلس الفريديس حول بلدته جيداً سيرى بأم عينيه مسطّحها المخنوق، المحاصر بالبلدات اليهودية المجاورة. لو ينظر الى اكتظاظ السكان في بلدة الفريديس سيخيّل له أن الجار يسمع صوت جاره وهو يتكلم مع زوجته. ولو شعر حقا بغياب مقوّمات الحياة الحضارية الإنسانية عن بلدته، التي هي مجرد غيتو عربي، لما افتخر بالتصويت لحزب الليكود وقام بتقبيل نتنياهو..!
هذا الوفد، الذي رقص على أنغام عبارات نتنياهو، خارج عن قاعدة وجودنا المتجذّر في الأرض.. خارج عن السرب، الذي ما زال يحافظ على البقية الباقية من الكرامة والكبرياء والصمود بوجه من يحاول قلعه.
قديماً كان الذي يشعر أن شرفه قد أهين يخلع عقاله ويرميه، ويبقى طوال حياته بلا عقال فيعرف الجميع أن هذا الرجل قد أهين شرفه. وهؤلاء الذين قبّلوا وصافحوا وابتسموا وتصوّروا وانتشرت صورهم على الملأ، هل سيرمون عُقلهم عندما يعود نتنياهو الى التحريض ضد العرب، فلا أمان لهذا الرجل..!!


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0

اضافة تعليق

الاسم الشخصي *

 

المنطقة / البلدة

البريد الالكتروني

 

عنوان التعليق *

 

التعليق *

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0
الصفحة الاولى | الاعلان في الموقع | اتصلوا بنا |                                                                                                                                                                                               Powered By ARASTAR