تقرير "المسار": النقوط.. واجب اجتماعي ام نوع من النفاق والتباهي وعبء مالي لا يقدر عليه إلا القليل..؟!

التاريخ : 2015-04-22 12:23:00 |

تقرير: مجدولين ميير

استمرارا للتقرير الذي نشرناه في "المسار" عن جهاز العروس والتبذير فيه، سنطرح اعتبارا من هذا العدد تقارير اخرى تتعلق بجوانب سلبية عديدة ترتبط للأسف بأعراسنا وافراحنا. ونبدأ اليوم بظاهرة النقوط في الاعراس، وتتبعها قضية الازعاج في الاعراس والمباهاة والتبذير في التضييفات وما شابه، التي ستطرح جميعها في تقارير لاحقة بإذن الله، لنستعرض بالنقد جوانب سلبية اخرى، كدعوة لتغيير العادات السلبية في افراحنا واعراسنا باتجاه الاختصار والتواضع وعدم النفاق.
النقوط في الاعراس عبارة عن هدية يقدمها المدعو للعرس الى اهل العريس. وفي القدم كان الناس يجلبون الهدايا لأصحاب العرس، كالرز والسكر والحلويات والاغنام، وقليلا منهم من كان يضع النقود ويعتبره هدية. وعلى خلاف ذلك في يومنا هذا نرى في مجتمعنا العربي الاغلب يضعون النقود كتهنئة للعريس او الخطيب واهله.
فهل يعتبر النقوط واجبا اجتماعيا؟ ولماذا تحول الى عبء مالي ثقيل على كاهل الاهالي؟
مراسلة صحيفة وموقع "المسار" استطلعت آراء عدد من المواطنين، فاختلفت وجهات النظر حول هذه الظاهرة على النحو التالي:

همام قعدان

يقول همام قعدان من باقة الغربية: "بنظري النقوط عبارة عن عبء على الناس، خاصة وجود اكثر من مناسبة في نفس اليوم احيانا ووجود عائلات وضعها المادي صعب والاعراس تزيد من حملها. عدا عن الاعراس التي تخص الاقارب التي درجت العادة فيها ان يكون النقوط عبارة عن مبلغ وقدره. وهنالك من يتخذها وسيلة للتباهي امام الناس فقط، وخصوصا اذا كان وضعه المادي ممتازا، اكثر من كونها مساعدة للعرسان لإكمال ما ينقصهم لبيت الزوجية. لذا افضل ان يكون هنالك تحديد لقيمة النقوط".

اما مها محاميد من ام الفحم فتقول: "ارى ايجابية في تحديد مبلغ النقوط، ان كان ذلك يساعد الكثير من الاشخاص. فجميعنا نرى انه ليس بمقدور الجميع ان يضعوا مبلغا كبيرا للنقوط . وان كانت لهم في الماضي مناسبة ووضع المدعوون مبلغا كبيرا، فذلك يجبرهم على سداد هذه المبلغ بالمثل او اكثر لاحقا. وان كان ذلك يحملهم فوق طاقتهم، الا انه يتوجب عليهم رده. لذا يجب الاخذ بعين الاعتبار وجود هذه الشريحة غير المقتدرة، عدا عن ان الاشخاص الذين يتفاخرون بمبلغ النقوط يسببون الازعاج للآخرين ماديا ونفسيا".

انور ابو بكر

انور ابو بكر من قرية سالم: "النقوط في الاعراس بمثابة قرض ودين، فالذي سنضعه اليوم في عرس شخص ما سوف يرده لنا لاحقا في اعراس تخصنا. وشخصيا ارى ان تشكل ظاهرة النقوط في الاعراس واحدة من السلوكيات الايجابية في المجتمع، وما يترتب عليها من دعم مادي ومعنوي للعريس لمساعدته في سداد الالتزامات التي تنبثق عن تكاليف العرس. لذلك لا ارى وجود حاجة لتحديد مبلغ النقوط، فكل شخص مسؤول عن نفسه".

"النقوط دعم لأصحاب العرس" 

رند عثامنة

وعن رأيها قالت رند عثامنة من كفر قرع: "النقوط جزء مهم من العرس، فعندما يقرر اهل العريس او العروس إقامة حفلة لابنهم او ابنتهم، فانهم بذلك يضعون على عاتقهم مسؤوليات وترتيبات كثيرة من اجل اتمام الحفلة على اكمل وجه، وذلك يكلف مبالغ طائلة. وترى الاب والام والابناء يعملون من اجل ان يضعوا كل ما بوسعهم لإحياء هذه الحفلة. لذلك فان النقوط يساعد كثيرا في تسديد الديون، التي نجمت عن التحضيرات المختلفة للعرس، وتكون بذلك دعما لأصحاب العرس".

باسل ابو نهية

وفي حديثنا مع باسل ابو نهية من ام الفحم قال: "النقوط في الاعراس تكلفة كبيرة، لذلك من المفضل ان يحدد النقوط بمبلغ رمزي حتى لا يتضرر ذوو الدخل المحدود من المدعوين للفرح، والاقارب الذين يرون انه من الواجب حضورهم وتقديم النقوط للعريس كهدية، والذي يكون مبلغا كبيرا في بعض الاحيان. وللأسف الشديد فإن الاعراس اصبحت في هذه الايام وسيلة ومظهرا للربح، لا للفرح، وللمباهاة بجمع اكبر مبلغ ممكن من النقوط".

"كل مدعو ونقوطه"
لولو دعدوش من ام الفحم: "وجود الاعراس تعبير عن فرحة الاهل والاقارب والاصحاب بهذه المناسبة، ومن الواجب علينا ان نشاركهم هذه الفرحة في حال تلقينا الدعوة، وذلك يكون عن طريق النقوط. فالنقوط امر عادي يعتمد على كل شخص وكرم ومقدوره. فلو فرضنا ان هنالك تحديدا لمبلغ النقوط، فمن المحتمل ان لا يلائم البعض. فإما ان يكون كبيرا بنظر البعض، واما ان يكون بنظر الآخرين غير ملائم لهم. لذلك فان النقوط امر عشوائي يعود لكل شخص على حد سواء".

امجد اغبارية

واخيرا ذكر امجد اغبارية من ام الفحم: "حسب رأيي الشخص الذي يقرر ان يقيم عرس لابنه لا يأبه للنقوط، بل يكون همه الوحيد هو ان يقدم الافضل للمدعوين كما يجب ، ولا يعتب على من لا يقدم النقوط، لان قدرات الناس متفاوتة، فهنالك من لديه الالف شاقل كالعشرة شواقل. وعلى عكسه فهنالك من يحتاج لكل شاقل. وجميعنا نعلم بوجود عائلات تعتاش على التأمين، او مدخولها الشهري منخفض، ويترتب عليها واجبات اخرى كسد فواتير ومصروف الاولاد وتجهيزهم للمدارس وجلب لقمة عيشهم، وامامهم الكثير من الاولويات، فتأتي النقوط لتزيد من مشكلتهم".
واضاف اغبارية قائلا ان: "هنالك من يعتبر النقوط دينا في رقبته يجب سده لاحقا، والسداد يكون بالمثل او اكثر احيانا، فلا يستطيع ان يقدم ما هو اقل مما قدم له ، فيضطر احيانا الى استقراض مبلغ النقوط، او حرمان نفسه من الدواء الخاص به، فقط ليسد دين النقوط. لذلك يجب ان يكون النقوط فقط لمن يستطيع".