www.almasar.co.il
 
 

شوقية عروق منصور: الدمى مربوطة خلف الدبابة!!

أذكر عندما وقعت حرب 48 وكانت أخبار وحشية عشرات المجازر الإسرائيلية قد...

شوقية عروق منصور: الطيران في سماء غزة

عندما زرت مدينة غزة في التسعينات وتجولت في شوارعها العريضة ودكاكينها...

شوقية عروق منصور: بين الموت والموت في غزة هناك "فتحي غبن" سيد الفن التشكيلي

لا تستطيع الكلمات الانحناء وفرش سجاجيد اللقاء والجلوس على وبر الخضوع...

لينا ابو مخ/ الزواج المبكر بين القانون والمجتمع

اعتبرت المرأة في طور أول من تاريخها، أما في المقام الاول، اي تلك التي...

منحة 23 ألف شيقل عند بلوغ سن 21 هدية من الدولة

علم مراسل موقع وصحيفة "المسار" انه بتداء من شهر كانون الثاني 2017 ستقوم...

عطر 2020 من Montblanc للرجال

تقدم دار العطور الفرنسية Montblanc عطر Legend Eau de Parfum، وهو إصدار أقوى وأكثر...
  هل تعتقد ان الحكومة الجديدة ستساعد في الحد من جرائم العنف في المجتمع العربي؟

نعم

لا

لا رأي لي

ام الفحم 22-32
الناصرة 31-20
بئر السبع 33-21
رامالله 32-22
عكا 29-23
يافا تل ابيب 29-24
القدس 32-18
حيفا 31-23

شوقية عروق منصور: عاشت الكاميرا.. سقطت كليلة !!

التاريخ : 2015-05-15 09:52:00 |



لا أحد يستطيع الإنكار أن اختراع الكاميرا غيّر حياة الإنسان، فهي لم تعد أداة لهو وتسجيل لحظات عابرة، بل تحولت إلى جهاز يحافظ على تاريخ الإنسان بكافة الأشكال والتصرفات والسلوكيات. وإذا قالوا إن الصورة تخلد ثانية فإن الصورة فتحت آفاق جميع العلوم البشرية. اشتركت وساهمت في توضيح ورؤية العالم الذي نعيشه، حتى تفوقت الصورة على الكتابة، ولم يعد يقف الحرف شامخاً أمام الصورة، لأن هناك صورة تغني عن مليون كلمة.
كثيراً ما ردد المؤرخون لو كانت الكاميرات موجودة منذ زمن بعيد لتغيّرت صفحات التاريخ، ولما كان للكذب والتزييف الدور الكبير في تحريكه ، خاصة عند الشعوب التي وقعت تحت الاستعمار والاحتلال والاضطهاد. فقد اختفت صور مقاومتها ودفاعها وصور قادتها. ورغم الوصف من قبل المؤرخين إلا أن الصورة لو كانت لتغيّر كل شيء، لأن كل مؤرخ كان يكتب حسب أهواء وعقلية وتفكير ملكه وزعيمه والعصر الذي يعشه، ومن النادر إيجاد مؤرخ يتميز بالحق والكتابة الصحيحة دون الانحياز لطرف معين.
يوما ما عرف شامير- رئيس الوزراء الإسرائيلي سابقا وعضو حركة "الإيتسل" الإرهابية، أن للصورة أهمية التاريخية فقال: "اقتلوا الفلسطينيين بعيداً عن الكاميرات"، لأن الصورة فضحت الاحتلال الإسرائيلي أمام العالم المتضامن والمؤيد لإسرائيل، ودفعت البعض للتساؤل عن معنى التضامن مع دولة تمارس القمع والقتل لشعب آخر. هذه العبارة نبهت وأيقظت وتحولت الكاميرا إلى عدو ، مما دفع إلى قتل عشرات الصحفيين.
أصبح هذا العصر عبارة عن سباق بين الكاميرات، واللقطة المميزة هي التي يعتمدها الإنسان وثيقة تؤرخ لمسيرته. والصراع اليوم بين الدول ليس صراع سلاح بل سلاح الكاميرات، يستعرضون عبر الصور الأفكار والانجازات والقوة والبطولا ، والصورة تلخص كل المواقف السياسية التي يريد أن يتفوه بها الرئيس أو الملك أو الزعيم. اليوم بدأت تظهر التناقضات بين الصورة والخطاب السياسي، الرئيس يحكي كلاما والصورة تحكي النقيض والشعوب تضيع بين الصور والكلام.
الكاميرا أصبحت أداة اتهام ضد الأنظمة السياسية قد تدفع المواطنين للمظاهرات والثورات وقلب النظام، ولا يمكن لأي نظام السكوت حيال أي اتهام توجهه الكاميرا خاصة الدول التي تحاول تطهير نفسها من الاتهامات بعد أن وصلت درجة تلوثها إلى نسبة عالية. ها هي السعودية أيقنت أنه لا يمكن تغطية صورة مدير المراقبة الملكية في ديوان الملك سلمان بن عبد العزيز، والمدعو محمد بن عبد الرحمن الطيشي، وهو يصفع صحفياً أثناء استقبال الملك سلمان عاهل المغرب. الصورة وثقت تصرف مدير المراقبة المهين للصحافة، حيث قام بضرب صحفي جاء يغطي الخبر. ولولا نشر الصورة على صفحات التواصل الاجتماعي لما قام الملك بإبعاده. وهذا التصرف الملكي قد يكون بداية تنبه العائلة المالكة لخطورة الصورة. وفي مصر وزير العدل محفوظ صابر يصرح تصريحاً عنصرياً بامتياز، مفاده "أبن عامل النظافة لا يصلح أن يكون قاضياً". ونحن نعرف أن والدة كلينتون الرئيس الأمريكي كانت تعمل عاملة نظافة. لولا الصورة لما دفعت الرئيس السيسي لإجباره على الاستقالة، لأن الثورة المصرية، التي يتسلق على جدرانها ويحاول أن يحذو حذو الزعيم عبد الناصر، من أول مبادئها العدالة الاجتماعية، وعبد الناصر نفسه كان والده مجرد ساعي بريد.
أما في العراق فقد جاؤوا بالصورة من الأرشيف العراقي، حين كان الرئيس صدام حسين قوياً مسيطراً. الناطق باسم رئيس الحكومة العراقية رافد الجبوري كان يعمل صحفياً ومطرباً إبان فترة حكم صدام. ومن سوء حظه أنه قام بالغناء لصدام حسين كقائد وزعيم، لكن العراق بعد 2003 قطع الصلة مع النظام السابق وقلعه من جذوره، والناطق الحكومي الجبوري لم يسلم من القلع رغم انه متضامن مع النظام الحالي. فالأغاني القديمة كانت شاهدة عيان على قربه من صدام حسين، لذلك كان عليه الخروج من دائرة العراق الجديد، فأخرجوه وكان ضحية الصورة.
و"كليلة"، التي عرفناها مرافقة لشخصية "دمنة" في قصص ابن المقفع، ليست من الصفحات القديمة بل هي صورة حديثة جداً خرجت لتضيف الى الهم النسوي العربي صورة مغايرة، صورة المرأة السبيّة التي تباع في سوق الجواري. رأينا صور النساء في كل الأمكنة، في العبودية والعمل والسجن والجريمة والفلاحة والرقص والغناء والحياكة و.. الخ، لكن صور بيعها في المزاد العلني لم نره، بل قرأنا عنه عبر صفحات التاريخ، الآن في العراق الجديد قامت "داعش" ببيع النساء الايزيديات كجوار للرجال القادرين على الشراء. و"كليلة" المرأة الايزيدية العراقية تحكي عبر الصور والكاميرا قصة هروبها من الرق، فقد باعها التنظيم الداعشي الى أحد الاستراليين بمبلغ لم يتجاوز 40 الف دينار عراقياً أو ما لا يقل عن 31 دولارا..! وقد استطاعت الهروب من قبضة الاسترالي، وهو من أصل لبناني ويدعى خالد شروف الملقب "أبو مصعب الاسترالي". ومن أقوال "كليلة" هذه انها قالت لـ"أبو مصعب": كيف يمكن أن تفعل بي وأنا في عمر أبنتك؟! فكان رده بعد ضربها: "اشتريتك لتكوني حلاً لي، لا أبنة"..! وخالد شروف الاسترالي هذا هو الذي أظهر صورة إبنه، الذي لم يتجاوز السابعة، وهو يحمل رأساً مقطوعاً. وقد استنكرت استراليا هذا المنظر، وأصدرت المدرسة الاسترالية التي كان الابن يدرس فيها بياناً تستنكر ما فعله أحد طلابها من جريمة وحشية.
المرأة في المزاد العراقي من لحم ودم، لكن المرأة في "نساء الجزائر" من الألوان والورق. فمن سخرية الأقدار أن تطرح لوحة للرسام الاسباني بيكاسو بعنوان "نساء الجزائر"، كان قد رسمها عام 1955، في مزاد علني بإحدى القاعات في نيويورك، وتحصل على مبلغ 36،179 مليون دولار، وكانت قد بيعت عام 1997 بسعر 32 مليون دولار، وأن تباع الفتاة العراقية "كليلة" العراقية بـ31 دولارا في المزاد النسائي.. !!
وإذا كان هذا العصر عصر الصورة لدرجة الاختناق من المراقبة، حتى أصبحنا محاطين بالكاميرات من كل الجوانب، فإننا نؤكد انه لولا الصورة لضاع منا الكثير. بالصورة اليوم نثبت الحق ونفتح نوافذ الواقع دون خوف على العبث بصور التاريخ، لأن الكتابة مدعومة بالصور. وقد يقول قائل: "قد يزيفون الصور"، فنقول له: سيبقى الأصل.. الم تظهر صور مقتل الثائر جيفارا الحقيقية الآن، صور جثته ووجه المبتسم بعد الموت، يسخر من القتلة.. ؟!
أما علاقتنا مع صور نكبتنا وتشريدنا الفلسطيني والوجوه الخارجة من جحيم التشرد، فهي ما زالت تقف على محطات الذاكرة تنتظر العودة.. نعم، سنبقى نتمسك بالصور..!!


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0

اضافة تعليق

الاسم الشخصي *

 

المنطقة / البلدة

البريد الالكتروني

 

عنوان التعليق *

 

التعليق *

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0
الصفحة الاولى | الاعلان في الموقع | اتصلوا بنا |                                                                                                                                                                                               Powered By ARASTAR