www.almasar.co.il
 
 

شوقية عروق منصور: الطيران في سماء غزة

عندما زرت مدينة غزة في التسعينات وتجولت في شوارعها العريضة ودكاكينها...

شوقية عروق منصور: بين الموت والموت في غزة هناك "فتحي غبن" سيد الفن التشكيلي

لا تستطيع الكلمات الانحناء وفرش سجاجيد اللقاء والجلوس على وبر الخضوع...

شوقية عروق منصور: الغزيات الماجدات!

في أزقة غزة ناب وقلب وفي طرقات رفح رماد سفن وجرافات زمن تجرف وجع الحب...

لينا ابو مخ/ الزواج المبكر بين القانون والمجتمع

اعتبرت المرأة في طور أول من تاريخها، أما في المقام الاول، اي تلك التي...

منحة 23 ألف شيقل عند بلوغ سن 21 هدية من الدولة

علم مراسل موقع وصحيفة "المسار" انه بتداء من شهر كانون الثاني 2017 ستقوم...

عطر 2020 من Montblanc للرجال

تقدم دار العطور الفرنسية Montblanc عطر Legend Eau de Parfum، وهو إصدار أقوى وأكثر...
  هل تعتقد ان الحكومة الجديدة ستساعد في الحد من جرائم العنف في المجتمع العربي؟

نعم

لا

لا رأي لي

ام الفحم 22-32
الناصرة 31-20
بئر السبع 33-21
رامالله 32-22
عكا 29-23
يافا تل ابيب 29-24
القدس 32-18
حيفا 31-23

شوقية عروق منصور: غولدا وميري وبينهما متر من القماش..!

التاريخ : 2015-06-19 09:30:00 |



قبل سنوات عديدة زرت القرية الفرعونية في القاهرة، فاعجبني دخول السائح الى عمق التاريخ والتغلغل في مسامات اللغة الهيروغلوفية. لكنك تكتشف أن الصور والملصقات والتماثيل عبارة عن ديكور ساذج، ملوّن بألوان عصرية. وحين دخلنا القاعة، التي يوجد فيها نساء يمثلن المرحلة الفرعونية، أخذ المرشد يشرح كيفية طريقة عمل المكياج الذي كانت تستخدمه المرأة آنذاك، من كحل وطيب ومساحيق من حليب الاتان والعسل واللوتس.. أما النساء، اللواتي كنّ يمثلن حالة وصورة المرأة الفرعونية، فكن يضعن على رؤوسهن تلك الباروكات المجدولة بالطريقة المعروفة، وفي مقدمة الشعر تمثال صغير على شكل أفعى، وهنّ يلعبن أدوار الملكة كيلوباترا وجواريها.
عندما قمنا بالمرور من جانب النساء، وجدت أن المكياج الذي وضع على وجوههن وعيونهن مكياج عصري، قد يكون صنع في باريس أو لندن. وكان التناقض واضحاً حول مفهوم المرحلة الفرعونية، والزمن الذي نحن فيه. فالسائح لا بد أن يتذكر أنه داخل قاعة حديثة، وكل الذي يمر أمامه هو مجرد تزييف. أما في الخارج فالحياة تنادي الواقع، من الدكاكين والمحلات التي تبيع الأطعمة والمشروب والمثلجات والتذكاريات. وكنت اتساءل: من المسؤول عن هذه القرية، التي يجب أن تكون محصورة في العصر الفرعوني؟ لأن اسمها يدل على ذلك، أما اللباس وطريقة تصفيف الشعر ووجود بعض التماثيل فهذا لا يقنع السائح انه يعيش اللحظة الفرعونية. وهذا يُعتبر استخفافا واستهتارا بالسائح القادم من آخر الدنيا. وهنا تقع المهمة على المسؤول الذي عليه أن يزور المتاحف والقرى التاريخية في العالم، ليعرف كيف يكون تسويق التاريخ ورفع قيمة الوطن.
من هنا، فعندما كشفت فضيحة غولدا مائير في القرية الفرعونية، قبل ايام، تأكدت أن الاستخفاف وصل الى حد سياسي ، وطني ، فهل من الممكن أن يمر هذا الحدث مر الكرام..؟!! أم هو اشارة تضيء الواقع المترهل الذي وصل الى حد لا نعرف أين نضعه؟ هل نضعه في ملف عدم الكرامة واحترام الذات؟ أم ملف الاستخفاف بالمشاعر الوطنية؟ أم ملف "وأنا مالي كل شيء خراب"؟ أم ملف الغباء المهم أن نُمشي الأمور؟ أم ملف "لا أعرف ونحن نأسف على الخطأ"، مثلما يحدث كثيراً ونعود ونكرر الخطأ؟
فعلاً، "نحن نأسف"، كان رد رئيس القرية الفرعونية، حين وجد نفسه في دائرة الغضب.
والقصة بدأت حين قرروا فتح قاعة داخل القرية الفرعونية تضم 70 صورة لشخصيات نسائية من جميع أنحاء العالم واتصلوا باسرائيل - حسب ذمة اسرائيل، فأرسلت لهم صورة ونبذة عن حياة غولدا مائير. فما كان الا أن علّقوا الصورة على الحائط بشكلها وملامحها الغاضبة- ووجها الذي يقطع الخميرة من البيت. ووضعوا نبذة عن حياتها. الا أن بعض الشباب المصري الأصيل رفض هذه الصورة، وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي الصورة القادمة من القرية، التي لم تعد فرعونية بقدر ما هي غولدية من شدة الرفض، حتى طلع المسؤول واعتذر. ولا نعرف كيف يكون مسؤولاً وهو لا يعرف من هي غولدا مائير..! و لا نعرف الى أي مدى استطاع المسؤولون في مصر السيسي معرفة حجم الخطأ..!!
في الوقت الذي وضعت فيه صورة غولدا مائير الى جانب الام تريزا وجيهان السادات والمذيعة منى الشاذلي والمذيعة لميس الحديدي، ولا نعرف مدى التغيير الذي احدثته جيهان السادات ولميس الحديدي ومنى الشاذلي في المجتمع المصري والعالمي. إن أي فتاة سحلت وقتلت في المظاهرات، او فتاة تقاوم التحرش يومياً في مجتمع أصبح عنوانه التحرش، وتفضح بإصرارها على المواجهة والكشف ، لهي أجدر بوضع صورتها هناك. أفضل من تواطؤ جيهان السادات أو لميس الحديدي ومنى الشاذلي مع أي نظام قائم، اللواتي يصفقن حسب درجة حرارة الراتب الذي يصل الى جيوبهن..! في الوقت الذي يضعون في القرية صورة غولدا مائير، لا يضعون صورة للمرأة الفلسطينية. غابت حنان عشراوي، وليلى خالد، وتريز هلسة، وغيرهن من اللواتي قدمن للوطن الفلسطيني، وأصبحن نموذجا لشخصية المرأة.
هناك غولدا مائير تضع الخطوط الحمراء تحت سياسة القرية الفرعونية، التي كشفت عن مدى غياب ثقافة المسؤول ، ومسؤولية أفكاره السياسية الوطنية وضخّها عبر عمله وتصوره للمواقف المشرفة، حتى يمنح مواقفه ومواقف دولته أمام السائح المحلي والعالمي.
وهنا عندنا ندخل في مأزق ثقافي حقيقي، تفرضه وزيرة الثقافة الجديدة ميري ريغيف، التي كشرت عن أنياب العنصرية بفرح وزهو. انها تريد أن تقوم بعملية خصي للثقافة العربية الفلسطينية، كأن وزارة الثقافة تقدم للمواطن العربي شيئاً يذكر، وهي تعرف أن الفتات، الذي تقدمه وزارتها، يصل بصورة مهينة للمثقف العربي. والوزارة تعمل على نزع هويته الفلسطينية، من خلال أوامرها التي تصل الى حد الاهانة الكاملة..!
المدعوة ميري ريغيف، التي لم تتورع عن اطلاق شعارات عنصرية حين قالت "الأفارقة سرطان في جسم الدولة"، وغيرها من التصريحات التي لو قيلت في مجتمعات غربية لحكموا عليها بالسجن، تريد من المواطن العربي أن يسير حسب افكارها وميولها واجندتها العنصرية، لأنها الآن هي ملكة السيرك العنصري وتريد ترويض المجتمع العربي، الذي يرقص خارج دائرة الطاعة التي رسمتها وحددتها. وأول من تعاقبه مسرح "الميدان" في حيفا، الذي تعتقد أنه لا يتماشي مع افكارها. وأي مسرحية لا بد أن تمر من تحت شرفتها، خوفاً من حمل أحزمة ناسفة لإفكارها التي أوصلتها الى الوزارة. فلولا عنصريتها وشعاراتها اللاانسانية لما وصلت الى ما وصلت اليه، لكن هي لم تعرف أننا من شاكلة وجهها وافكارها عندنا سدد مليانة، وانها ومثلها وغيرها مروا تحت ذقوننا ولم نقدم لهم سوى البصق والتحدي..!
المضحك المبكي انه في مواقع التواصل الاجتماعي في الدول العربية، يعرضون فضيحة غولدا مائير في القرية الفرعونية، وعندنا أصبح همّ ميري ريغيف العنصرية يضاف الى همومنا العربية الكثيرة، ولم تعد ساحات قتالنا من اجل اثبات وجودنا تتسع للمعاناة التي نعيشها كل لحظة، في كل هذا. في السعودية تضبط احدى الكاميرات، التي تتلصص على النساء، احدى النساء وهي تقف أمام خياط ويقيس بالمتر طول الفستان وعرضه على خصرها. رأيت شريط الفيديو. عمل الخياط طبيعي. فكيف سيخيط الفستان بدون أخذ القياس..؟! لكن قامت القيامة: كيف يقيس ويمرر المتر على جسدها؟؟ واعتبروه تحرشاً ومسّاً بالمرأة. وبين الأخذ والرد كانت صورة المرأة العربية تذوب في محلول الضيق والتضييق، حتى أصبحت هدفاً لكل مارّ في طريق الرأي والكلمة والفتوى...!! كل واحد يريد اثبات وجوده نجده يتحدث ويكتب عن المرأة، وكل واحد يريد أن يخوض في مسألة اجتماعية أو سياسية نجد أن المرأة طرف في انكسار المجتمع وفقره وجوعه وحروبه ونزاعه ومؤامراته وتعاونه مع اسرائيل ومع امريكا، والتآمر على الدول والمقاومة وقتل الأطفال وهدم البيوت والتدمير والخراب..!!
بين غولدا وميري متر من القماش لامرأة عربية تحاول أن تجد لها مكاناً في فوضى وعبث وفزع الدول التي يقودها الرجال، الذين خضعوا لغولدا مائير سابقاً ونساء البيت الأبيض، من مادلين اولبرايت الى كوندليزا رايس الى هيلاري كلينتون الى تاتشر والى اشتون.. الخ. وسيخضعون لتسيبي ليفني وميري ريغيف وغيرهن، فالشطارة فقط على المرأة العربية..!!


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0

اضافة تعليق

الاسم الشخصي *

 

المنطقة / البلدة

البريد الالكتروني

 

عنوان التعليق *

 

التعليق *

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0
الصفحة الاولى | الاعلان في الموقع | اتصلوا بنا |                                                                                                                                                                                               Powered By ARASTAR