النقاد يفتحون النار على صناع الدراما المصرية

التاريخ : 2015-06-28 09:57:19 |

أصدر ملتقى السرد العربي الدائم بالقاهرة، برئاسة الدكتور الناقد حسام عقل، بيانا صحفيا للرد على الدراما الرمضانية، استنادًا لما شهدته الساحة الثقافية من غليان وغضب شديد في الأسبوع الأول من شهر رمضان المبارك، بسبب تدهور نصوص الدراما الرمضانية، التي أصبحت فاقدة للقيم والوعى الأدبي والاجتماعي، وأهدرت التاريخ المصري.

وقال الملتقى في بيانه إن الدراما الرمضانية المعتمدة على النص السردي الرفيع وسيلة مثلى من وسائل الرقى بالشعوب وتهذيب الوجدان وربط البسطاء بالقضايا الوطنية الكبرى.

وأضاف أن الدراما التلفزيونية المصرية منذ مطلع الستينيات هى جزء أصيل من قوة مصر الناعمة بما يثبت مد قيم أسرية سامية، وبما رسخت من ولاء وطني متجذر، وبما أشاعت من فن رفيع.

وأوضح الملتقى أنه لاحظ في الدراما الرمضانية في العموم هذا العام تدهورًا خطيرًا في لغة التخاطب، وضعفًا شديدًا في النصوص الدرامية تصل لحد الضحالة، فضلا عن استمرار استدعاء تيمات العنف الدموي المقتبسة من أفلام المقاولات دون مبالاة بأن هذه الدراما تدخل كل بيت وتقتحم معامل الأسرة المصرية المسالمة -بحسب ما ذكر البيان.
وأشار البيان إلى أن دراما رمضان هذا العام سجلت في أغلبها سقوطا تاريخيا في كل الأوجه، وتلاحظ للملتقي في الدراما إقدام بعض المشتغلين على بث مجموعة من الرسائل المسمومة التي من شأنها الحض على الكراهية العنصرية، والإساءة المتعمدة لشرائح وطنية مصرية، كانت دائما هي سند المجتمع وذراعه، فظهر بوضوح التشهير الموتور بأستاذ الجامعة المصري، وإظهاره بمظهر "الصعلوق السكير"، كما حدث في مسلسل أستاذ ورئيس قسم، الذي اعتمد على نص مفكك قائم على التشهير وحده.

وعلى الدرب نفسه ظهرت دراما شبه تاريخية تمارس اللعب الخطير بثوابت الوعى الوطني التي رسخها تاريخ مصر النضالي عبر مراحل ممتدة فتحيل هذه الدراما العدو صديقا بدعائية فجة على نحو ما نجده في مسلسل "حارة اليهود"، الذي سقط في أخطاء تاريخية بغير حصر، وأظهر طوائف الشعب المصري "غوغاء" غارقين في القسوة والبلطجة لا يهمهم إلا الإساءة إلى اليهود بسبب وبغيره، وبالغ النص الدرامي الساذج في تكريس صورة الإسرائيلي الصهيوني الملائكي الذي يحمل رسالة سلام، ويتلقى الطعنات دون رد، وذلك بخلاف الحقائق التاريخية المقررة، التي أثبتت أن فترة الأربعينيات كانت هي الفترة التي شكل فيها هؤلاء الصهاينة عصابات "اشتيدن" التي كانت صناعتها الوحيدة هي الاغتيال والقتل.

وشدد "الملتقى" من خلال البيان، على موقفه من قضية التطبيع مع الكياني الصهيوني المغتصب للأراضي، والمعروف بالقتل والاستيطان ومصادرة الحقوق الوطنية حتى الآن، منوهًا على كل المثقفين المصريين أنه بصدد الإعداد لندوة موسعة حول مسلسل "حارة اليهود"، عقب رمضان لتقييم هذا العمل الدرامي فنياً، وتاريخياً، بصورة مهنية جادة.

ودعا "الملتقى" كافة المثقفين والمهتمين بهذا الشأن، للمشاركة في الندوة بالرأي والتوجيه، مؤكدا أنه جارٍ توجيه الدعوة إلى مؤلف العمل لتوضيح ما جاء في المسلسل.

واختتم الملتقى بيانه أنه يؤمن إيمانًا جازمًا بحرية التعبير، التي هي عزاء الفن الرفيع، ويرى أن الرد الفكري الرفيع هو السبيل الأمثل لمحاصرة الفكر الضحل، أو الفن المسموم الهابط، الذي تجاوز هبوطه كل الحدود.