www.almasar.co.il
 
 

شوقية عروق منصور: الدمى مربوطة خلف الدبابة!!

أذكر عندما وقعت حرب 48 وكانت أخبار وحشية عشرات المجازر الإسرائيلية قد...

شوقية عروق منصور: الطيران في سماء غزة

عندما زرت مدينة غزة في التسعينات وتجولت في شوارعها العريضة ودكاكينها...

شوقية عروق منصور: بين الموت والموت في غزة هناك "فتحي غبن" سيد الفن التشكيلي

لا تستطيع الكلمات الانحناء وفرش سجاجيد اللقاء والجلوس على وبر الخضوع...

لينا ابو مخ/ الزواج المبكر بين القانون والمجتمع

اعتبرت المرأة في طور أول من تاريخها، أما في المقام الاول، اي تلك التي...

منحة 23 ألف شيقل عند بلوغ سن 21 هدية من الدولة

علم مراسل موقع وصحيفة "المسار" انه بتداء من شهر كانون الثاني 2017 ستقوم...

عطر 2020 من Montblanc للرجال

تقدم دار العطور الفرنسية Montblanc عطر Legend Eau de Parfum، وهو إصدار أقوى وأكثر...
  هل تعتقد ان الحكومة الجديدة ستساعد في الحد من جرائم العنف في المجتمع العربي؟

نعم

لا

لا رأي لي

ام الفحم 22-32
الناصرة 31-20
بئر السبع 33-21
رامالله 32-22
عكا 29-23
يافا تل ابيب 29-24
القدس 32-18
حيفا 31-23

شوقية عروق منصور: أطفال يغرقون وأطفال يتزوجون..!

التاريخ : 2015-09-18 11:21:32 |



 من يحاول مزج الوان الربيع وسكبه في قالب الطفولة العربية يهرب من الحقيقة. ومن يحاول تصوير الطفل العربي كأنه في جنة الدلال، وهو الطير المحلق في سماء العز، فعليه أن يعرف الواقع جيداً ويدقق في الصور والارقام. والطفل عامة بحاجة الى اسرة ومجتمع وبيئة مناسبة لنشأته، بيئة تمنحه الحب والصحة والتعليم والأمان والأمن والمدرسة والبرامج الثقافية والفنية والدعم المادي والمعنوي، حتى يخرج مواطناً صالحاً لمجتمعه، يمنح مجتمعه مستقبلاً القوة والاختراع والاكتشاف والنجاح. هكذا تُبنى المجتمعات وتبنى الشعوب التي تسعى لرفع قيمة مجتمعاتها.
حكايات المآسي والحروب والاقتتال والفقر والجوع والهروب جميعها تتكلم وتنضح بالأرقام والاحصائيات الجامدة، الباردة، التي تمشي على أطراف أصابعها خوفاً من ازعاج النائمين في عسل المؤامرات والذين يحلمون بتحطيم الأوطان، حتى أصبح لقاء يضم زعيمين عربيين معناه هناك مؤامرة على زعيم ثالث وتدمير دولته. ولا أحد ينتبه الى وجه الطفل العربي الذي يطل من بين الشقوق، الوجه المفعم بالخوف، حاملاً في نظراته الألم والانكسار. لا أحد ينتبه ويلتفت الى الطفل الذي ينام على الرصيف أو في خيمة أو يتسول على المفارق، ولا أحد ينتبه الى الوجع الذي سيحمله وكيف ستصبح شخصيته التي ستقود المجتمع غداً.
اذا كانت صورة الطفل السوري الغريق "ايلان الكردي" قد حركت ضمير العالم ، وصار جسده الصغير علامة مسجلة للظلم، يلسع بوجهه المطمور بالرمل مشاعر الذين وضعوا فخاخ الموت في وطنه وأخذوا يتفرجون على عمليات قنص الأرواح، مع ان تحريك الضمير كان لفترة قصيرة، فهذا جزء من مسرحية عبثية لأن "ايلان" أصبح نسياً منسياً. فقط الذين استمروا في الاستفادة هم أصحاب القوارب الذين تحولت تجارتهم، تجارة الهرب من الوطن، موسوعة انسانية ضخمة صفحاتها الشقاء وحروفها الذل وسطورها الأرباح والأموال.
الطفل العربي يعيش في حرمان لمعنى الطفولة، فلم نسمع عن طفولة عربية تمتعت بالمعنى عبر الميزانيات والاهتمامات وتوفير الخدمات، ولم نسمع عن طفولة عربية كانت محط اهتمام الدولة وحكوماتها. لكن في السنوات الأخيرة كان فصل هزيمة طفولة الطفولة.. دول عربية تنهار وتدمر وتعيش في متاهات الحروب التي يرافقها الهروب والجوع والتنقل والفقر المدقع والضرب والركل والاهانات والتسول والنوم على الأرصفة والخرائب والخيام، ليكون الطفل هو حقيقة الحرمان والرمي فوق أكياس الهموم. فرب الأسرة يسعى الى توفير الخبز للعائلة، ولا يهمه طفله الصغير الذي ينظر الى عالمه الجديد بدهشة وخوف. القسوة تحيط به من كل الجوانب، حيث يكبر فجأة ويدخل عالم الكبار بدموعهم وظروفهم، ويبرز القانون السائد، قانون خطف لقمة العيش ولو مغمسة بالقهر، القهر في عالم يفتش عن لحظة عيش حتى لو كان العيش بدون كرامة، ويصبح شعار "حياة من قلة الموت" من أسس الوجود في هذه البيئة الهاربة أو الباقية تحت نيران الحرب والفقر والجوع والحصار.
في دراسة لمنظمة "اليونسيف" جاء ان أكثر من نصف مليون طفل عراقي سيكونون بحاجة الى علاج نفسي نتيجة الحرب. سابقاً في لبنان أصدرت "اليونسيف" دراسة أكدت فيها أن 5000 طفل لبناني عايشوا مذبحة قانا الثانية، منهم 30% لا يزالون يعانون من اضطرابات في النوم و14% يعانون من اكتئاب و40% يفكرون بالانتحار..! وأطفال ليبيا ، أطفال اليمن، أطفال سوريا، أطفال العراق.. جميعهم يتعرضون لأبشع حالات الانكسار الروحي والنفسي والجسدي. أرقام القتلى تمر يومياً أمامنا، لا أحد يهتز ولا نحاول التفتيش بين الأسماء، ولا نمد المستقبل أمامنا. ونقول قد يكون الطفل الذي غرق سيصبح عالماً أو فناناً أو مخترعاً أو مكتشفاً أو.. أو رب اسرة فاضلاً..! أرقام الأطفال القتلى لا تثير في صدورنا الوجع، بل نشاهدها ونحن نفتش عن أغنية لنانسي عجرم أو هيفاء وهبي أو عمرو دياب، فتمر الدماء والصرخات والحروق والثياب الطفولية الممزقة كأنها أفلام نسجتها أيدي المخرجين في استوديوهات التشويق.
الآن تستقر صور الأطفال الذين يهربون عبر قوارب الموت، تستقبلهم محطات الرعاية ودول النفاق، كمن يطعن بيد ويناولك القطن واليود لعلاج الجرح باليد الاخرى. وهناك المئات من الأطفال كانوا ضحايا البحار والغرق، وحتى الآن لا يوجد احصائية دقيقة لعدد الذين غرقوا، لكن هناك احصائية اجتماعية يعرفها كل واحد منا أن كل طفل خرج من وطنه عبر طرق الموت والنجاة من المياه، أو النجاة من حرس الحدود الأجنبي وزحف تحت السياج مع أهله، وشاهد بأم عينيه الدموع والصراخ، وتوسل أمه للجندي، وضرب أبيه، لن يكون مستقبلاً انساناً سوياً، يعيش بأفكاره وأحاسيسه الطبيعية.
لقد مر أطفال فلسطين وما زالوا يمرون في نفق الموت والحصار والخوف، وصورة مقتل الطفل محمد الدرة بإطلاق الرصاص عليه أمام وسائل الاعلام، ومقتل الطفل علي الدوابشة حرقاً، ومقتل الصبي محمد أبو خضير حرقاً أيضاً، ومئات الأطفال الذين دخلوا قوائم الشهادة. وكنا نعول على الطفل العربي الذي سينهض غداً ويخرج من القمقم صانعاً مستقبلاً أكثر اشراقاً.. كنا نتحدى السقوط السياسي الذي تتميز به الأنظمة العربية بالأجيال الصاعدة التي ستعرف حقيقة الكرامة، ترفع رايات التغيير، لكن ها هو الطفل العربي تحت الأقدام يدوسون عليه، يمزقون طفولته، يسرقون أحلامه. هذا اذا بقي له حلم، لأن الرعب هو شاشة الحلم الآن. ومع أن شرائع الأمم المتحدة تنادي بحماية الأطفال وعدم تعرضهم للأذى النفسي والجسدي، لكن حكايات الأطفال العرب لا تحرك ساكناً. فمن يسمع صراخ أطفال اليمن أو العراق أو لبنان أو سوريا أو العراق أو ليبيا..؟!
وحين نفتح صفحات الطفولة نهزأ من الذين يحاولون تلوين الطفولة بألوان السعادة الفارغة، ففي مصر يتم خطوبة الطفلة "نهى" (11 سنة) على الصبي "وجيه" (16 سنة). وهناك ظاهرة في مصر وبعض الدول العربية، أشهرها اليمن، تعرف بزواج الأطفال. ففي مصر يؤكد والد العروس سترة الطفلة بالزواج، والحكومة لا تقوم بأي رد فعل سوى الاعجاب والدهشة وتقديم الطفلة الى الاعلام، حيث يخضع الوجه البريء للشاشة حتى يراها الجميع وهي بكامل مكياجها، تعرض خاتم الخطبة بفرح..!
كانوا يقولون: "طفل اليوم رجل الغد". في خضم هذا الحرمان والاستعباد، لم نتكلم عن الأعمال الشاقة التي يقوم بها الأطفال، مثل الورش الصناعية وورش البناء..الخ . وهناك استغلال جنسي تكشف عنه بعض الجهات. فلنتخيل كيف سيكون شكل المجتمعات العربية بهذه الطفولة البائسة، وكيف ستكون مجتمعات ناجحة برجال ونساء يعانون من عقد نفسية؟!!

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0

اضافة تعليق

الاسم الشخصي *

 

المنطقة / البلدة

البريد الالكتروني

 

عنوان التعليق *

 

التعليق *

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0
الصفحة الاولى | الاعلان في الموقع | اتصلوا بنا |                                                                                                                                                                                               Powered By ARASTAR