مؤسسة لجنة الإغاثة الإنسانية للعون تناشد أصحاب القلوب الرحيمة (191): "يا أبناء خديجة"..!

التاريخ : 2015-10-07 11:27:14 |

لقد كانت أمنا ام المؤمنين خديجة رضي الله عنها تنفق مالها راضية النفس، وتبث في القلوب معالم الصبر والتضحية، حتى نال منها الإعياء، فلزمت فراشها ولم يفارقها رسول الله ثلاثة أيام، وأحست بدنو أجلها. فقالت لابنتها أم كلثوم: ليت الأجل يمهلني حتى أموت قريرة العين، راضية بعز الإسلام والمسلمين، ولكن حسبي من دنياي أني زوجة الحبيب المصطفى، وحسبي من آخرتي أنني المؤمنة الأولى، وأنني أم المؤمنين، ثم أسبلت عينيها وهي تهمس: اللهم إني لا أحصي ثناء عليك، اللهم إني لا أكره لقاءك ، ولكني أطمع في مزيد من التضحية وعمل الخيرات، وبر رسول الله، لأكون جديرة بما أنعمت علي، ثم أوشكت أن تغادر الدنيا ورسول الله يهون عليها سكرات الموت، ويبشرها بما أعد الله لها من جنات النعيم، لقاء ما أعطت وأجزلت من خير وبر وعمل صالح .......
دخلت الحاجة صدقية كيوان الى مكتب المؤسسة في الناصرة قادمة من ( نصف جبيل ) تلك القرية الواقعة شمال مدينة نابلس وهي تجر اذيال الفقر والاملاق الذي اعتلاها إثر الديون التي تراكمت عليها بعد موت زوجها وباتت مهددة بالسجن جراء اقتراضها بعد ان بدا اصحاب الديون المطالبة بديونهم، لجأت الى مؤسسة اصالة للإقراض والتنمية، واقترضت 2000 دولار لتسدد ديون الزوج وبدأت من هنا معاناتها بتسديد دفعات القرض حتى انكسر عليها ثلاث شهور غير مدفوعة والتي تقصم العصبة اولي القوة فكيف بأرملة مسكينة لا تملك من لعاع الدنيا ومتاعها شيئا سوى ايتام أصبحوا جوعى على موائد اللئام وقد لمسنا صدق لكنتها رغم الطابع السلبي لنظيراتها ممن يطرقن أبواب المؤسسة كل صباح ومساء ووعدناها بتسديد الدين البالغ 850 دولار من المؤسسة كي نحول دون سجنها في زمان التردي حيث تحبس ارملة جراء دين بخس كهذا بينما يقوم حاكم عربي بشراء جحشة انجليزية بمبلغ 23 مليون دولار......
قامت المؤسسة باليوم التالي بتسديد دينها من أصحاب القلوب الرحيمة وأردفت ذلك بزيارتها في بيتها الذي يمثل الفقر في أسوأ صوره فقد ارتسمت تواشيح وتجاعيد الفقر على جدرانه التي بنيت عام 1869وما زالت قائمة رغم تصدعها , فأصبحت ملاذا للأفاعي والثعابين وجحرا للفئران والتحفت الجدران بالبؤس والشقاء بينما تفترش الاسرة اليتم وتلتحف الفقر وبدأت الحاجة بسرد حكاية قهرها وسيول الدموع تخر على وجهها كما تخر سيول الامطار الى بيتها الذي يشبه البيوت اسما لا رسما , والتفح بكل ألوان القهر ومخالب العوز في زمان عز فيه النصير ....
تكظم صدقية احزانها ويخنقها كمدها الحانق وحياتها المليئة بكل غصص فقد ولدت ام 1958 تزوجت من صالح كيوان من اجنسنيا عام 1981 وانجبت حافظ مواليد عام 1982 الذي وقد ولد كفيفا وولد وسام عام 1984 وحسان عام 1986 ووئام عام 1988 وأنسام عام 1990 , وقد اضطرتهم الظروف الاقتصادية الصعبة الى البحث عن لقمة العيش حيث كانت مخالب الفقر تطاردها أينما حلت وارتحلت , ثم انتقلوا الى الداخل للعمل في مزارع البقر وسكنوا بمنطقة عيلبون لمدة ثماني سنوات انجبت حبيب مواليد 1996 و سمر عام 1997 في الداخل وكانوا يمتطون صهوة الترحال بين الداخل ونصف جبيل لتكملة تعليم الاولاد وقد انجبت كنان عام 2000 وفي وأثناء العمل في المزارع تزوج زوجته الثانية عام 2000, ورزق منها تؤام هما فادي وهادي, ولكن براثن المرض بدأ يشتد عودها عند الزوج فدخل المستشفى وتم اجراء قسطرة ثلاث مرات وأراد الاطباء اجراء عملية قلب مفتوح لكن جسمه النحيل لا يحتمل اجراء هكذا عملية وبقى يعيش على الدواء, ثم ظهر في رقبته حبه صغيرة فاخذوا منها خزعة واكتشفوا انها خلية سرطانية وسرعان ما وافته المنية في 122013 وبقيت تكابد وابناءها القهر المرير دون سند او ظهير وكأنها جنت خيبة الامل .
مات الزوج وتعثرت بفقدانه وتكدست ايامها بالغصاصة واغتيلت امالها وذوت وتوشحت حياتها بسواد قاتم انهكتها الهموم وداستها الديون ورسمت تقاسيم الشقاء على جدران البيت الذي لا يصلح ان يكون مأوى للبهائم اجلكم الله، وهو خاوي من كل اثاث وتشقق قلبها لجراحها التي لم تندمل فانعدم الدخل ومات الزوج وهي تلوذ بأحلامها الوردية ان يكفل أبناؤها ويصبح لها بيت يأويها وان تتخلص من مآسي القهر الذي أحاط بأسرتها وهي رهينة اشباح الفقر وظلال الفاقة ببيت هو اشبه بأكواخ التشريد والشتات .........
فتعالوا بنا يا أصحاب القلوب الرحيمة يا أبناء واحفاد خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ننثر صدقاتكم الكريمة ونغرس رياحين الفرح في قلوبهم ونزين حياتهم بخير عطائكم بعدما اكتوت بنار الحرمان والبلاء نوفر لهم حياة طيبة كريمة ونبني لهم بيتا يليق بإنسانيتهم فاذا اردت ان تصل الى أنبل المقاصد وتسموا بإنسانيتك وتتشبه بالملائكة وتتخلق بخلق الأنبياء فكن لهم خير معين ونصير فقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ مِنْ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ وَإِنَّ مِنْ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الْخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ. "من أحب أن يغدق عليهم من أريج رياحينه ويسقيهم من جداول عطائه".

التوجه للأخ رائد زعبي :
مؤسسة لجنة الإغاثة الإنسانية للعون -الناصرة. هاتف: 046082095 / 046082096/0528568700/ 0507478852