www.almasar.co.il
 
 

شوقية عروق منصور: الطيران في سماء غزة

عندما زرت مدينة غزة في التسعينات وتجولت في شوارعها العريضة ودكاكينها...

شوقية عروق منصور: بين الموت والموت في غزة هناك "فتحي غبن" سيد الفن التشكيلي

لا تستطيع الكلمات الانحناء وفرش سجاجيد اللقاء والجلوس على وبر الخضوع...

شوقية عروق منصور: الغزيات الماجدات!

في أزقة غزة ناب وقلب وفي طرقات رفح رماد سفن وجرافات زمن تجرف وجع الحب...

لينا ابو مخ/ الزواج المبكر بين القانون والمجتمع

اعتبرت المرأة في طور أول من تاريخها، أما في المقام الاول، اي تلك التي...

منحة 23 ألف شيقل عند بلوغ سن 21 هدية من الدولة

علم مراسل موقع وصحيفة "المسار" انه بتداء من شهر كانون الثاني 2017 ستقوم...

عطر 2020 من Montblanc للرجال

تقدم دار العطور الفرنسية Montblanc عطر Legend Eau de Parfum، وهو إصدار أقوى وأكثر...
  هل تعتقد ان الحكومة الجديدة ستساعد في الحد من جرائم العنف في المجتمع العربي؟

نعم

لا

لا رأي لي

ام الفحم 22-32
الناصرة 31-20
بئر السبع 33-21
رامالله 32-22
عكا 29-23
يافا تل ابيب 29-24
القدس 32-18
حيفا 31-23

شوقية عروق منصور: أطفال تحت أعقاب البنادق...!

التاريخ : 2015-11-06 08:05:00 |



 

متاهة من الجليد تأخذني حين أرى جندياً يجر طفلاً، ينتشله من أرض الطفولة ويرميه في وحل الفزع والخوف والدموع والتوسل.. الكاميرات ليست فقط شاهدة عيان على تصرف وسلوك ووحشية، إنها الميدان الصادق للتوثيق وحضورها سيضاف إلى صفحات المؤرخين.
قالت لي وهي تفرك أصابعها فرحاً: أنظري إلى المجرم والسفاح والإرهابي الصغير..! أنظري إلى جنودنا كيف يضحون بأنفسهم من أجل أمننا ؟!
نظرت إلى شاشة التلفزيون المعلقة على الجدار. جميع من في الغرفة تسللوا إلى خلايا الشاشة الزجاجية وتحولوا إلى أيد تحضن الجندي المصفح والمدجج والبندقية - التي لا أعرف من أي نوع - يضرب بها رأس الصبي. نعم عمره لا يتجاوز الثانية عشرة..!
حالة الفرح والضحك وشد الشفاه ومطّها حتى تندفع القهقهة من الحلق إلى الخارج معلنة الانتصار الكاسح. يا للهول..! قلتها في داخلي على طريقة الفنان يوسف وهبي. كيف لم أجد من بين الوجوه وجهاً يتساءل بصراحة عن هذا الصبي؟! وكيف وصل به الأمر الى الصراخ والبكاء تحت عقب البندقية؟! وكيف لم يحرك بكاء الصبي مشاعر الأمهات الجالسات، خاصة تلك المرأة التي تحضن ابنتها، التي تدل ملامحها على عمرها القريب من عمر الصبي الذي يجره الجندي؟!
عادت المرأة موجهة الحديث لي: انظري إلى الصبي كيف يتوسل للجندي..!! عندها - وحتى أتخلص من ثرثرتها المسيجة بالاستعلاء والعنصرية ، فلا أريد مناقشتها لأن النقاش حول الوضع السياسي الآن أمام هذه الوجوه سيتحول إلى ساحة صراخ ودفاع عن الحق والتاريخ ..الخ، والانتظار لدى الطبيب لا يتحمل شراسة الكلام وجنون اللغة حين تشعر أن الزيف والباطل والخداع قد مهدوا الطريق للنقاش - تكلمت مع أبنتي باللغة العربية، وإذ بهم ينظرون إليّ بعيون اتسعت حدقاتها، ثم طأطأت المرأة الثرثارة رأسها وصمتت. اختفت لغة المباهاة. الشفاه التي فتحت أبواب الضحكات، تقلصت وسكنت فوق ضحكاتها أقفاص من الحديد لطيور بلا أجنحة تصر على الطيران..!
عدت للشاشة المعلقة. القناة الثانية الاسرائيلية تمسك التحليلات السياسية. إنها أشبه بالنقش على الماء، أو حسب ما كانت تقول أمي: "دق المي وهي مي".. كلام وتحليل وتفسير وتصريح، كل محلل يحاول الصيد في الوضع السياسي. يصنع سكة حديد لوحده. يطلق صفارة قطاره الخاص. يعتقد أن قطاره سيصل أسرع على سكة العنصرية. لكن هناك من صنع طائرة نفاثة للعنصرية والحقد، وهناك من صنع صاروخاً عابراً للنفوس. جميعهم حول طاولة الحوار لم يتكلموا عن الاحتلال والمستوطنين والمستوطنات، والقمع والكبت والسجون والبطالة والمفاوضات. السلطة الفلسطينية بالنسبة لهم منطاد هشّ، سيدمر تحليقه ثقبا صغيرا من أظفر أحد الرؤساء والزعماء العرب، أو من ظفرهم الاحتلالي..! لم يتكلموا عن هجمات المستوطنين البربرية الوحشية. جميعهم خاضوا معركة المسكنة بأن الفلسطينيين يتعرضون لنا، يقتلوننا، يشهرون السكاكين في وجوهنا، يشوّهون حياتنا، ويجبروننا على العيش بفزع وخوف ورعب..!
الكاميرا تعود مرة أخرى إلى الطفل الذي يبكي بين أيدي الجندي، والجندي يجره إلى السيارة. وبين دموع الطفل وكرنفالات القوة المهيمنة الطالعة من الجندي، كانت السكرتيرة تنادي على أسمي، فتخلصت من تنهيدة كانت قد استقرت على نوافذ صبري ولطخت بريقه، تريد الخروج خوفاً من الاختناق.
عندما خرجت من غرفة الطبيب، كانت المرأة الثرثارة تنتظر أمام الباب، وباقي المنتظرين يتابعون نشرة الأخبار. هل من أحدا احتج؟ هل من احد اشفق على الصبي؟ او وجّه سهام النقد للجندي، وقوته لا تعادل قوة الصبي الأعزل الضعيف؟
عندما يخرج عيسى قراقع، رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية، عن صمته ويحذر من الذي يجري على أرض الواقع، وحين يذكر أن 800 حالة اعتقال جرت في صفوف القاصرين (أقّل من 18 عامًا)، خلال الشهر الماضي، لافتًا إلى أنّها النسبة الأكبر منهم من محافظة القدس، نتساءل: هل هناك من يحمي طفولة أطفالنا..؟!
ويضيف قراقع إنّ حجم الاعتقالات الواسع يُعتبر سابقة لم تحدث منذ سنوات طويلة، حيث كان معدل حالات اعتقال الأطفال سنويًا يتراوح بين 700- 900 حالة، في حين أنّه في شهر واحد وصل العدد إلى 800 حالة، ممّا يعني أنّ اعتقال الأطفال أصبح سياسة ومنهجية إسرائيلية تستهدف تدمير الأجيال الفلسطينية وتدمير حياة الأطفال، الذين هم بؤرة ومركز الهبة الشعبية الفلسطينية..!
وأشار قراقع إلى أنّ الغالبية العظمى من الأطفال تعرضوا لأساليب تعذيب وحشية وتنكيل ومعاملة لا إنسانية، خلال اعتقالهم واستجوابهم على يد الجنود والمحققين. وأبرزت شهادات الأطفال أساليب وحشية ولا أخلاقية تعرض لها القاصرين خلال اعتقالهم. ومنها الضرب الشديد منذ لحظة الاعتقال بواسطة البنادق والأرجل، والدعس عليهم من قبل الجنود، إطلاق الكلاب البوليسية المتوحشة عليهم، استخدام القاصرين دروعًا بشرية خلال عمليات الاعتقال، التعذيب والشبح والاهانات والتهديد خلال عمليات الاستجواب، ترك الأطفال الجرحى ينزفون فترات طويلة قبل نقلهم للعلاج، نقل المصابين إلى مراكز التحقيق رغم سوء أوضاعهم الصحية، إجبار الأطفال على الإدلاء باعترافات، تحت الضرب والتعذيب والتهديد باعتقال أفراد الأسرة. اضافة الى عزل الأطفال في زنازين انفرادية وحرمانهم من زيارة الأهل والمحامين، تربيط الأطفال المصابين بأسرّة المستشفيات وتحت الحراسة والمعاملة السيئة.
وأوضحت هيئة الأسرى أنّ استهداف الأطفال جاء وفق قوانين وتشريعات وتعليمات رسمية إسرائيلية، وتحت شعار لا حصانة للأطفال راشقي الحجارة، وأنّ التعليمات الإسرائيلية تجاه الأطفال تمثلت بما يلي: قنص الأطفال وإطلاق النار عليهم.فرض إحكام فعلية على الأطفال تتراوح بين 4 سنوات وعشرين سنة. فرض غرامات وكفالة مالية مرتفعة بحق الأطفال في المحاكم الإسرائيلية. إصدار إحكام بإقامة منزلية أوْ إبعاد عن منطقة السكن خاصة في القدس. زج أطفال قاصرين في الاعتقال الإداري.
وذكر قراقع أيضًا أنّ أطفال فلسطين أصبحوا مطلوبين ومطاردين ومستهدفين من قبل حكومة الاحتلال، وأنّ عمليات إعدامٍ ميدانية جرت بحق النسبة الكبر من الشهداء الأطفال البالغ عددهم 17 طفلاً. ويتعرض الأطفال في الضفة الغربيّة المُحتلّة، مثل الكبار، أيضًا، للملاحقة والاعتقال والمحاكمة، بموجب نظام المحكمة العسكرية الإسرائيلية الذي يحرمهم من حقوقهم الأساسية. ومنذ عام 1967، تُطبّق إسرائيل نظامين قانونيين منفصلين في الضفة الغربية. فالمستوطنون يعيشون تحت القانون المدنيّ، بينما يخضع الفلسطينيون لقانون الأحكام العرفية. كما أنّها تُطبّق القانون المدنيّ على الأطفال الفلسطينيين في القدس الشرقية.
وتعتبر إسرائيل الدولة الوحيدة في العالم التي تحاكم الأطفال في المحاكم العسكرية، حيث يتم محاكمة ما بين 500- 700 طفل فلسطيني سنويًا في هذه المحاكم، وفقا لتقرير هيئة شؤون الأسرى والمحررين.
حين يغادر الطفل جلده البريء، حين يواجه ألعابا ليست من اختصاص طفولته، وفي منتصف البراءة، يسقط من فوق حصانه الخشبي ليجد نفسه فوق أرضية الدم والمواجهة والحواجز والاغلاقات والاعدامات والجنازات المغلفة بالإصرار والأناشيد والزغاريد ، ورؤية الجنود وتكاثر المستوطنين.
وأنا خارجة من باب العيادة الزجاجي إلى الشارع، كان الحارس يشاهد نشرة الأخبار. استرقت النظر، وإذ بصبي فلسطيني، يراكب دراجة هوائية في احد أزقة مدينة القدس، يوقفه الجندي ويجبره على الانتظار، لأن هناك بعض المستوطنين سيمرّون من هنا، وعلى الصبي الانتظار حتى يمروا. لكن الصبي الفلسطيني رفض الوقوف والانتظار، بل استهزأ بالجندي. ركب دراجته وسار بعظمة وكبرياء، وكان خلفه عدة صبيان يركبون الدراجات.. !
فرحت بشجاعة الصبي، وتدلت من عتمة الشارع حكمة تاريخية: الم يعلم الجندي أن الاحتلال طقس عابر، مهما مر الزمن؟! هؤلاء الصبيان، وحدهم، من يحملون حقائب الفجر..!!

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0

اضافة تعليق

الاسم الشخصي *

 

المنطقة / البلدة

البريد الالكتروني

 

عنوان التعليق *

 

التعليق *

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0
الصفحة الاولى | الاعلان في الموقع | اتصلوا بنا |                                                                                                                                                                                               Powered By ARASTAR