الاعلامي احمد حازم: أطفال سوريا معروضون للتبني في أوروبا وآلاف مفقودون..!!

التاريخ : 2016-02-05 10:30:13 |

أوروبا لا تعاني فقط من فضية تدفق اللاجئين إليها، بل تعاني هذه القارة أيضاً من مشكلة أكثر تعقيداً، وهي مسألة وجود آلاف الأطفال من اللاجئين، ولا سيما الأطفال السوريين الذين قدموا إلى أوروبا وخصوصا إلى ألمانيا. فمن هؤلاء الأطفال من فقد ذويه في الطريق الشاق إلى أوروبا، ومنهم من وصلوا إليها وحيدين.
وتتحدث تقارير ألمانية عن وجود أكثر من عشرين ألف طفل مسلم بدون أهل. وتؤكد ان ألمانيا تعاني من مشكلة كيفية التعامل مع هؤلاء الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين الثالثة عشرة والسادسة عشرة، خصوصا الفتيات منهم، وبينهم أيضا أطفال دون سن العاشرة. وهو ما دفع بالجهات الألمانية إلى الاستعانة بالمواطنين، والإعلان عن دفع مبلغ شهري معين لكل عائلة ألمانية تتبنى طفلاً سورياً، او تقوم باستضافة طفل سوري حتى إيجاد حل نهائي لهؤلاء الأطفال.
السلطات الألمانية استعانت بالمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، حيث أصدر المجلس فتوى تنصّ أيضاً على "ضرورة استضافة الأطفال الأيتام من اللاجئين في ألمانيا وكفالتهم، من دون تفرقة بينهم على أساس الدين أو العرق أو الجنس". كما أن الجهات الألمانية ناشدت الجاليات العربية لأخذ زمام المبادرة لكفالة طفل سوري أو تبنيه.
لكن المشكلة الأخطر والأقسى بالنسبة لأوروبا، وبالذات لألمانيا، هي قضية اختفاء لاجئين أطفال ولا سيما السوريين منهم. فبينما تقول منظمة "إنقاذ الطفولة" ان حوالي 26 ألف قاصر دخلوا إلى أوروبا خلال العام الماضي، إلا ان وكالة الاستخبارات الجنائية في الاتحاد الأوروبي تعتقد بأن 27 بالمائة من مليون شخص وصلوا إلى أوروبا العام الماضي هم من القُصّر. وتتحدث عن اختفاء ما لا يقل عن عشرة آلاف طفل، حيث تتركز مخاوف الوكالة الأوروبية على وقوع هؤلاء الأطفال أو معظمهم في أيدي عصابات الاتجار بالبشر.
ويبدو أن الأطفال السوريين لا يكفيهم ما تعرضوا له في وطنهم من قتل وتعذيب لعائلاتهم، فالآلاف منهم يتعرضون اليوم للخطف والاتجار بهم واستغلالهم جنسيا في اوروبا. ورحلات الموت التي عاشوها حالمين بجنة أوروبية تحولت للكثير جدا من الأطفال السوريين إلى عذاب وألم جديدين، لأنهم وقعوا في كماشة عصابات الاتجار بالبشر أو بأيدي عصابات أخرى.
وكشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية النقاب عن تمكن وكالة الاستخبارات الجنائية في الاتحاد الأوروبي من العثور على أدلة تشير إلى تعرض أطفال لاجئين، لا ترافقهم عائلاتهم، للاستغلال الجنسي، وعن اعتقال أعداد كبيرة من المتورطين في استغلال اللاجئين، خاصة مع تطور المنظومة الإجرامية المرتبطة بملف الهجرة إلى أوروبا خلال الأشهر الـ 18 الماضية. كذلك تحدثت الوكالة نفسها عن وجود علاقة مثيرة للقلق بين عصابات منظمة لتهريب اللاجئين إلى أوروبا وعصابات للاتجار بالبشر، تقوم باستغلالهم جنسيا واستعبادهم.
الطفل السوري يعيش مأساة مؤلمة، وبالرغم من المآسي الأخرى التي يتعرض لها في أوروبا. إلا انه في النهاية ضحية إذا بقي في بلده، لأنه يتعرض لتجنيد إجباري من قبل الأطراف المتنازعة في سوريا، علماً بأن القانون الإنساني الدولي العرفي ونظام روما الأساسي، المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية، يعتبر تجنيد الأطفال وزجّهم في المعارك انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان وجريمة حرب.
كل هذا يجري أمام عيون الدول الخليجية الغنية، والتي لم يتحرك لها ضمير حتى الآن، ولم يتحرك لديها الإحساس العربي، وكأن أطفال سوريا ولاجئي سوريا لا ينتمون إلى الجنس العربي، أو حتى إلى الجنس البشري..!!