سياسات الإحتلال تزيد المقدسيين فقرًا و 82% منهم يقبعون تحت خط الفقر..

التاريخ : 2016-06-23 11:00:08 |

لا ينتج الاحتلال إلا فقرا وقهرا، هكذا يتبين من معطيات نقلتها صحيفة "هآرتس" اليوم الأربعاء، عن "معهد القدس للدراسات الإسرائيليّة " استند خلالها إلى معطيات المركز الإسرائيلي للإحصاء ومؤسسة التأمين الوطني. وتظهر المعطيات ارتفاعا بنسبة 6% في معدلات الفقر بين المقدسيين عام 2014 مقارنة بالعام 2013.

ويظهر حجم المأساة والمعاناة التي يعيشها المقدسيون، وفق المعطيات، حين يتبين أن نحو 82% من أهالي القدس الشرقية يقبعون تحت خط الفقر، بزيادة مقدارها 6 % عن عام 2013 حيث كان 76 % من المقدسيين تحت خط الفقر، فيما كان نحو 66% منهم تحت خط الفقر عام 2006.
وبالنظر إلى النسبة المطردة في أعداد المنضمين إلى ما دون خط الفقر، في كل سنة، يمكن الاستنتاج أن نسبتهم قد زادت في الأعوام التالية 2015 و2016 وهو ما لم يتطرق إليه تقرير الفقر الصادر عن "معهد القدس".

ويعيش أهالي القدس الشرقية في الفقر جراء الاحتلال منذ عام 1967، وقد تضاعف الفقر وانضمت العديد من الشرائح الاجتماعية إلى فئة الفقراء بعد بناء جدار الفصل العنصري الذي يحول دون المقدسيين والتواصل التجاري والاقتصادي مع باقي الأراضي المحتلة.

وضرب جدار الفصل العنصري عصب الحياة الاقتصادية في مدينة القدس المحتلة، وأغلقت العديد من المصالح التجارية التي استفادت من الحركة التجارية وتوافد الفلسطينيين من انحاء الضفة الغربية.

وشكّكت "هآرتس" في معطيات تقرير الفقر، وقالت إنها غير مسبوقة، وألمحت إلى احتمال كون المعطيات أقل من ذلك، بسبب صعوبة تحصيل المعلومات من المقدسيين بسبب عدم تعاونهم مع مؤسسات الاحصاء والتأمين الوطني.

ويسكن في الأحياء الواقعة خلف جدار الفصل العنصري، 100 ألف مواطن مقدسي، يشكلون نسبة ثلث سكان القدس، وعلى الرغم من أن هؤلاء يخضعون لمنطقة نفوذ البلدية، فانهم لا يتلقون غالبية الخدمات الأساسية كالتعليم والاضاءة والبنى التحتية.

هذا وقد مارست بلدية الاحتلال والحكومات الإسرائيلية خلال العقود الماضية سياسات تميزّت بالإهمال والانتهاك الخطير لحقوق السكّان الأساسيّة. وبسبب الانقطاع السياسيّ بين السكّان والسلطات، لا تُسمع أصواتهم في أروقة مراكز صنع القرار، وتتعارض السياسات تجاههم مع مصالحهم الجوهريّة، كما حصل في السنوات الأخيرة، تدهور آخر في حالة سكّان القدس الشرقيّة الاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة، وذلك عند بناء جدار الفصل، وعزل القدس الشرقيّة عن الضفّة الغربيّة.

وعزل جدار الفصل الذي يحيط بالقدس على امتداد 142 كلم، أحياءً وضواحيَ فلسطينيّة بعضها عن البعض الآخر، وعزلها كذلك عن المركز المدينيّ. وبسبب سياسات الحواجز وتصاريح الدخول، تحوّلت القدس الشرقيّة من مركز إقليميّ يوفّر الخدمات والتشغيل لدوائر واسعة من سكّان الضفّة الغربيّة، إلى مدينة هامشيّة يجري فرض قيود بالغة على الدخول إليها.