www.almasar.co.il
 
 

شوقية عروق منصور: الطيران في سماء غزة

عندما زرت مدينة غزة في التسعينات وتجولت في شوارعها العريضة ودكاكينها...

شوقية عروق منصور: بين الموت والموت في غزة هناك "فتحي غبن" سيد الفن التشكيلي

لا تستطيع الكلمات الانحناء وفرش سجاجيد اللقاء والجلوس على وبر الخضوع...

شوقية عروق منصور: الغزيات الماجدات!

في أزقة غزة ناب وقلب وفي طرقات رفح رماد سفن وجرافات زمن تجرف وجع الحب...

لينا ابو مخ/ الزواج المبكر بين القانون والمجتمع

اعتبرت المرأة في طور أول من تاريخها، أما في المقام الاول، اي تلك التي...

منحة 23 ألف شيقل عند بلوغ سن 21 هدية من الدولة

علم مراسل موقع وصحيفة "المسار" انه بتداء من شهر كانون الثاني 2017 ستقوم...

عطر 2020 من Montblanc للرجال

تقدم دار العطور الفرنسية Montblanc عطر Legend Eau de Parfum، وهو إصدار أقوى وأكثر...
  هل تعتقد ان الحكومة الجديدة ستساعد في الحد من جرائم العنف في المجتمع العربي؟

نعم

لا

لا رأي لي

ام الفحم 22-32
الناصرة 31-20
بئر السبع 33-21
رامالله 32-22
عكا 29-23
يافا تل ابيب 29-24
القدس 32-18
حيفا 31-23

شوقية عروق منصور: عند البطون تضيع الذهون!

التاريخ : 2017-06-17 16:27:15 |



تزدحم الصور والعبارات في رأسي، تطل جدتي بغضبها الرقيق العابر، حين نهرع الى الطبلية في أيام شهر رمضان، نحاشر الكبار كي نجد منفذاً للأيادي التي تريد الوصول الى الصحون المصفوفة على سطح الطبلية.. عندها تلوم جدتي الكبار قائلة: "عند البطون تضيع الذهون"، أي بما معنى عقولكم ضاعت عند رؤية الطعام، انتبهوا وأشفقوا على الأطفال..!
هناك من يحاول توسيع الفتحة المجاورة التي شُقت بينه وبين الذي يجلس الى جانبه، كي تنفذ اليد وتصل الى الصحون، أو يتجاهل ويكمل تناول طعامه. وغالباً بعد أن يأكل الكبار ويشبعوا وينهضوا يهجم الأطفال لأكل البقايا والفتات.
قد تضيع العقول أمام ملء البطون، ليس قاعدة، لكن صراع البطن والعقل يهدي الانسان حالة من فقدان البوصلة، وانتفاخاً يطير به الى أماكن قد تلغي وجوده.
في بيت رئيس الدولة روبي ريفلين اقيم هذا الاسبوع إفطار رمضاني، كما في كل سنة. تُمد الموائد وتفرش الصحون وتلمع الوجوه ضاحكة مبتسمة، كقوالب الحلوى الشهية. لا شيء يقلقها، لا شيء يعرقل مسيرة اعتزازها بوجودها في بيت رئيس الدولة، ولا شيء يوقف عزف كلماتها. جميعهم تحولوا الى أنامل حريرية، تفتش عن الكلمات في علب البهجة والفرح.
لا شيء يعكر صفو التعايش، والذي يراهن على تفسخ العلاقات خسر الرهان أمام كلماتهم، التي اخترعوها خصيصاً للرئيس الليكودي روبي ريفلين.
أنظر الى الوجوه التي تقتحم الفضائية التي تنقل الحدث الهام - إفطار رمضاني في بيت رئيس الدولة - والرئيس يرحب ضاحكاً بشوشاً. فكل شيء يسير حسب المخطط. توهمت أن يخرج أحدهم معلناً أننا لا نريد التدخل في السياسة، وأن علينا التفتيش عن طيران فوق الخلافات والاستيطان والأسرى واللاجئين و...الخ.
لكن في ظل العنف المستشري في مجتمعنا، حتى أصبح يشكل خطراً على وجودنا، في ظل قلقلنا الذي نعيشه في كل لحظة، لأنه يدق على باب كل واحد منا منتظراً الضحية القادمة، الأبن الأخ الزوج العم الخال الجار الصديق، حتى أصبح الموت بالرصاص قانون المساواة بين الجناة، حيث يفوز القتيل برصاصة في الرأس أو الصدر، المهم أن لا يعيش ويكون عنوانه القبر.
في ظل هدم البيوت ومعاناة الخرائط الهيكلية ومصادرة الأراضي، وباقي الكمبيالات التي يدفعها المواطن العربي نتيجة وجوده في وطنه، جميعها ضاعت بين الصحون والضحكات، حتى رأيت الشاعر يردد:

قد يهون العمر إلا ساعة *** وقد تهون الأرض إلا موضعا

وهذه الساعة تختصر العمر والأرض..!
الإفطار على مائدة الرئيس روبي ريفلين كان كالفوز بورقة يانصيب للبعض، هكذا بانت الصورة على الشاشة التي نقلت الحدث.
لكنني غرقتً في خجل حين تكلم كل واحد من كبسولته الفضائية، كأنه يعيش في فضاء لوحده، مادحاً، شاكراً، مهللاً. ومنهم من اعتبروا رفع الآذان في بيت رئيس الدولة انتصاراً، مع العلم أن الرئيس تعامل معهم "ليلة وتمضي"، ويبقى الواقع هو الحقيقة المرة، الصعبة، الصادقة التي ترفض التلون.
حتى لم يفطن أحدهم الى ذلك البروفيسور الليكودي، من جماعة الرئيس، الذي أصدر مؤخراً كتاباً جديداً معتبراً العرب "طفيليات" و"انهم يجب أن يعيشوا في غيتاوات أو طردهم"..!
خجلتُ حين وجدتُ همومنا تقف على البوابة الخارجية، ممنوعة من الدخول، لأن الفرح يقفز فوق الصحون، فلا مجال لدمج الطعام مع الحزن.
وددتُ أن اعانق الهموم وأقول لهم: اذا كانوا هم طبخات في صحون، فأنتم الصابون المعطر بالصدق الذي سينظف تلك الصحون ..!!

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0

اضافة تعليق

الاسم الشخصي *

 

المنطقة / البلدة

البريد الالكتروني

 

عنوان التعليق *

 

التعليق *

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0
الصفحة الاولى | الاعلان في الموقع | اتصلوا بنا |                                                                                                                                                                                               Powered By ARASTAR