الشيخ د. مشهور فواز: حكم صوم يوم عاشوراء إذا جاء يوم سبت

التاريخ : 2017-09-29 13:09:26 |

يقول فضيلة الشيخ د. مشهور فواز - رئيس مجلس الافتاء الاسلامي في الداخل الفلسطيني: ثبتت مشروعية صيام يوم عاشوراء في السّنة المطهرة، وقد جاء في صحيح مسلم أنّ صيامه يكفّر السّنة التّي قبله.
قال النووي في المجموع شرح المهذب: "صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ كَفَّارَةُ سَنَتَيْنِ، وَيَوْمُ عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ ...فَإِنْ وَجَدَ مَا يُكَفِّرُهُ مِنْ الصَّغَائِرِ كَفَّرَهُ، وَإِنْ لَمْ يُصَادِفْ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً كُتِبَتْ بِهِ حَسَنَاتٌ وَرُفِعَتْ لَهُ بِهِ دَرَجَاتٌ.. وَإِنْ صَادَفَ كَبِيرَةً أَوْ كَبَائِرَ وَلَمْ يُصَادِفْ صَغَائِرَ، رَجَوْنَا أَنْ تُخَفِّفَ مِنْ الْكَبَائِرِ".
وبخصوص صيام عاشوراء، إذا وافق يوم سبت فلا حرج ولا كراهة في افراد السّبت بالصّيام في هذه الحالة، لأنّ الكراهة بإفراد يوم السّبت بالصّيام تنتفي إن وافق يوم السّبت مناسبة، كعاشوراء أو عرفة، أو عادة صوم كأن يصوم يوماً ويفطر يوماً فيوافق يوم صومه يوم السبت، أو يصوم فيه صوماً واجباً كنذر أو قضاء ونحوه. فحينئذ لا كراهة بإفراد السّبت بالصيام في جميع الحالات السّابقة وهذا مذهب الشافعية.
وخلاصة الأمر: لا كراهة بإفراد يوم السّبت بصيام عاشوراء عند الشّافعية. (انظر: بشرى الكريم، باعشن الشافعي، 521).
ويستحب أن يصوم تاسوعاء قبل عاشوراء، والحكمة من صيام تاسوعاء هو من باب الاحتياط، فلعلّه كان خطأ من بداية الشّهر أو من باب مخالفة أهل الكتاب.
وبناءً عليه، فإنّ صيام عاشوراء على مراتب أدناها أن يصام وحده، والأفضل أن يصام التاسع معه. وكلّما كثر الصّيام في محرّم كان أفضل، فإن لم يصم تاسوعاء صام بعده حادوشاء (11 محرم)، كما نصّ الشّافعية.

ولا مانع من التّشريك بالنّية بين صيام عاشوراء وقضاء فوائت، وذلك كأن تنوي المرأة صيام عاشوراء وقضاء ما فاتها في رمضان بسبب الحيض، بنيّة واحدة. وهذا مذهب الشّافعية، والأفضل أن تنوي القضاء لوحده، وبذلك تحصّل أجر عاشوراء، وإن لم تنوِهِ، ولكن ليس الأجر كاملاً. ويجوز أن تصوم عاشوراء لوحده، ثمّ تقضي بعد ذلك رمضان، وهذا أكمل وأتمّ.