هل للجمعة سنة قبلية ؟

التاريخ : 2018-04-17 18:52:28 |

يقول فضيلة الشيخ الدكتور مشهور فواز، رئيس مجلس الافتاء في الداخل الفلسطيني:
1. الجمعة كالظهر تماماً فيما يسنّ لها عند الشّافعية، فيسنّ قبلها أربع ركعات وبعدها أربع. (انظر: حاشية البيجوري، 1 199). أي أنّه بعد الأذان الأول يسنّ أن يصلّي أربع ركعات سنة (اثنتين مؤكدات واثنتين غير مؤكدات، وبإمكانه أن يصلّي الأربع ركعات جميعاً بإحرام واحد، ولكن الأفضل أن يصليهما اثنتين اثنتين). وبعد صلاة الجمعة يسنّ أن يصلّي كذلك أربع ركعات سنة (اثنتين مؤكدات واثنتين غير مؤكدات).
ومذهب الحنفية كالشافعية، بأنّه يسنّ قبل الجمعة أربعاً وبعدها أربعاً كالظهر تماماً. (انظر: الاختيار، 190).
2. وعند الحنابلة يستحب التنفل قبل الجمعة، أي بعد الأذان الأول، بأربع ركعات على وجه النّفل المطلق، لا على اعتبار أنّها سنة راتبة (انظر: كشاف القناع، 1425، 241).
3. بينما كره المالكية للجالس في المسجد، لا للداخل، التنفل بعد الأذان الأول يوم الجمعة.
وقالوا الكراهة بحق من يقتدى به، كالعالم وولاة الأمر، كي لا يعتقد العامة وجوبه. (الشّرح الصّغير للدردير وحاشية الصّاوي عليه، 2373).
وقد استدلّ القائلون بأنّ للجمعة سنة قبلية بما يلي:
أ- بما رواه التّرمذي في جامعه عن ابن مسعود كان يصلي قبل الجمعة أربعاً وبعدها.
والظاهر أنّ هذا توقيف عن النّبي، وليس اجتهاداً من ابن مسعود.

ب - بعموم ما رواه البخاري مرفوعاً: "بين كل أذانين صلاة، قالها ثلاثاً، وقال في الثالثة لمن شاء". ( رواه البخاري، حديث 627).
كل أذانين: أي بين الأذان والإقامة، وهذا بعمومه يشمل صلاة الجمعة.
ت - ما رواه ابن حِبّان عن ابن الزبير مرفوعاً: "ما من صلاة مفروضة إلا بين يديها ركعتان"، وهذا بعمومه يشمل صلاة الجمعة. (رواه ابن حبّان في صحيحه - 2488).
قال ابن حجر: "وأقوى ما يتمسك به من مشروعية ركعتين قبل الجمعة عموم ما صححه ابن حبان من حديث ابن الزبير مرفوعاً: "ما من صلاة مفروضة إلا بين يديها ركعتان".
ث. عن ابن عمر: "أنّه كان يطيل الصلاة قبل الجمعة ويصلّي بعدها ركعتين في بيته، وحدّث أنّ النّبي كان يفعل ذلك". (رواه البيهقي في سننه 2 /349، وصحيح ابن حبان (6/220).
ج - ما رواه الشّيخان في صحيحيهما عن جابر قال: "جاء رجل والنبي يخطب الناس يوم الجمعة فقال: أصليت يا فلان، قال: لا، قال: قم فاركع ركعتين". (رواه البخاري رقم: 888، ومسلم رقم: 875).
وفي رواية ابن ماجه عن أبي هريرة قال: "جاء سُليك الغطفاني والرّسول يخطب، فقال له الرّسول: أصليت ركعتين قبل أن تجيء، قال لا، قال: فصلِّ ركعتين وتجوّز فيهما، أي خففهما. (سنن ابن ماجه رقم: 1114).
وجه الاستدلال:
أنّ قول النبي له "قبل أن تجيء" يدلّ على أنّ المراد بالركعتين سنة الجمعة القبلية، وليستا سنة تحية المسجد لأنّها لا تصلّى في البيت.

قلت: يلاحظ أنّ جمهور الفقهاء لا يمنعون التنفل قبل صلاة الجمعة وبعد الأذان الأول، بل إنّ الشّافعية والحنفية يعتبرونها سنة مؤكدة كسنن الظّهر تماماً، بينما ذهبت المالكية للقول بكراهة ذلك بحق العلماء والولاة. وعلّلوا الكراهة بقولهم " كي لا يعتقد العوام وجوبها".
لذا المفروض في مثل هذه المسائل مراعاة عرف المسجد، وعدم احداث فتنة بسبب مسائل فقهية فرعية مختلف فيها، خصوصاً وأنّ الجمهور على الجواز.