|
|
|
د. علاء عمر محاميد : الى علماء ومثقفي ام الفحمالتاريخ : 2018-04-19 16:15:39 |نواجه اليوم أصعب فترات تاريخيه منذ قيام مدينتا ام الفحم والتي يعود تاريخها منذ ما يقارب ال 5000 عام، منذ العصر الكنعانيّ مُرورًا بالعهدِ اليونانيّ والرومانيّ والبيزنطيّ والعربيّ والإسلاميّ، وبعد سُقوط الإمبراطوريَّة العُثمانيَّة أثر الحرب العالميَّة الأُولى؛ احتلَّت القُوَّات البريطانيَّة بلاد الشَّام عام 1917م فارضة عليها الحُكم العسكريّ، وقد سطر التاريخ أسماء فحماويه التي شاركت في الثوراتِ الَّتي حدثت في فترةِ الانتداب، والَّذين قتلوا عند مقاومتهم للاحتلال الإنجليزيّ. حتى عهدنا الحديث وما بعد اتفاقيه رودوس عام 1949 حيث يكتب التاريخ المؤامرة العالمية ضد امتنا العربية والفلسطينية بالأخص وضمنها مدينتنا ام-الفحم ونسبة للمصادر وفي تاريخ 20 أيار 1949 رنت هذه الكلمات من على ساحة الميدان في ام الفحم "لقد حكمتْ إسرائيل هذه البلاد قبل 2,000 سنة، وها هي قد عادت وحكمتها، وما لكُم إلّا التّعاوُن معنا، فلكُم ما لنا، وعليكُم ما علينا، لكُم حقٌّ وعليكُم واجب. شالوم" قالها قائد الجيش الإسرائيلي، أصبحت أُمّ الفحم تحت نفوذ السيطرة الإسرائيليّة، ومنذ ذاك الحين وبعد اذلال السكان واجبارهم على الاستسلام وتسليم الأراضي وتم منعهم من حق التنقل الا بتصاريح من الحاكم العسكري، وقد تم استخدام كل الأساليب للجم الالسن والحركة مما جعل حياة الانسان البسيط الفحماوي معقدة الى ابعد الحدود، تجاوزت ام الفحم ظروف رهيبة وقد تمسك أهلها وناسها بأرضها وعروبتها والمجابهة على جميع الأصعدة لترسيخ الجذور الوطنية. ان تاريخنا وتاريخ عائلات ام الفحم ينشق الى تاريخ عريق ذو أصول وطنية بحته، تكللها رجولة المعنى وجرأة الكلمة وتقديم الأرواح من اجل الوطن والأرض والعروبة والذي يستحق منا الحفاظ عليه والرقي بأمتنا ومدينتنا. على مرور السنين تم تمزيق النسيج الوطني الاجتماعي العربي القومي وهذا مشروع يحاك في كل بقاع الوطن العربي ومن ضمنها قرانا ومدننا وبلدنا ام الفحم من خلاله يتم تجريد الانسان العربي من ابسط المكونات الإنسانية والتخلي عن المبادئ الأخلاقية او المعايير الاجتماعية فلا يقبل التسامح ولا تقبل الاخر ذو وجهه نظر أخرى, ومهانة المعلم والمربي والكبير والصغير والمسن, ابتعادنا عن عاداتنا الحميدة من احترام الضيف والأخر وتردي أخلاقي مما يسود العادات البغيضة التي تثير الكراهية بين صفوف العائلة الواحدة, واذلال المرأة التي تكون نصفه المجتمعي , الاستهتار برجال العلم وتسلق الجهل والظلام الى منابر الحكم, وقيادة ذو قليلي المعرفة وتقرير مصير شعبنا بأيدي مؤسسات دون ادنى حد من الحس الوطني, تم التجارة بالدين واستغلاله على جميع الأصعدة لتمزيق الامه وإدخال الرهبة والخوف للعقول والنفوس, وإدخال الراديكالية في الدين والقومية, افلست المكتبة العربية, انتشرت الامية, مما ادخلنا هاويه العنف والبغض والكراهية. ان جميع هذه المركبات اخلت بالحس الوطني والانتماء وتجرد امتنا من الفكرة القومية تجعل منا تربه سهله للإثارة والتحريض والاقتتال الداخلي والطائفية مما يجعلنا نرى اليوم سقوط دول عربية بأيدي سكانها دون أي دراية لمعنى الفعل والحدث. ان المعرفة والدراية بتاريخنا وحاضرنا الا وهو اقوى رادع للاستمرارية بهذا التدهور وللتنسيق والتخطيط لمستقبل أفضل، لنتعدى هذه الظواهر التي أصبحت روتينا يوميا في حياة الانسان العربي في ام الفحم او باي مكان اخر من عنف وقتل وبطش وكراهية تسود تفاصيل حياتنا. ان استدراج الوضع العام العربي والعالمي هو يعكس الوضع الفحماوي الذي أصابه الخلل والتدهور في جميع أمور الحياة مما أخل بهدوئه وراحتنا كسكان هذا البلد. فاليوم بلدنا يسوده التردي العلمي، وقلة المكتبات والنوادي، الكبت الفكري وإدخال خزعبلات لا يمس لها الدين لا من قريب ولا من بعيد مما خلق الكراهية بين مكونات البيت الواحد، التكاثر السكاني وقلة الأراضي، عدم الحفاظ على النظافة والبيئة، تفشي السلاح والمخدرات، تطوير ابنية للمجمعات من باطون دون تطوير الذات والعقل الفحماوي، ان هذه المسببات وغيرها نتيجتها حتمية الا وهو القتل والاجرام والعنف الجسدي والكلامي وهو ما نراه في شوارع مدينتنا. وجود وضعيه كهذه في بلد أوروبي يحتم استقالة جماعيه للقيادة وتسليم زمام الأمور لقيادة شابه ذو حس وطني لمجابهه هذه الصعوبات بأسلوب عصري وحضاري ولكن هذا ما لا نراه في مدننا طبقا لما ذكرناه أعلاه. ان التماسك والوحدة في مثل هذا الوضع هو واجب علينا جميعا من جميع مكونات المجتمع الفحماوي للحد الفوري من ظواهر القتل وبناء خطة بعيدة الأمد للنهوض بمدينتنا والحد من العنف الجسدي والكلامي الذي بات وباء على كل بيت وعلى كل عائله. ومن هذا المنبر ادعوا العلماء والمختصين والمثقفين ورجال الدين في بلدنا ام الفحم للقاء عمل عاجل لوضع خطة مصيرية لتكون الخطوة الأولى لجمح العنف المستشري وننهض ببلدنا الى مستقبل امن ومزدهر. تعليقات الزوار Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0 Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0 |