|
|
|
شوقية عروق منصور: هل ستقوم مصر بتصدير الكلاب؟!التاريخ : 2018-10-19 09:12:01 |أصغر واحد في هذا الكون يعرف أن قوة أي دولة نابعة من قوتها العسكرية و الاقتصادية. وإذا تركنا الجانب العسكري، فستقف القدرة الصناعية والإنتاجية والهيمنة على الأسواق العالمية على أول حجر يوضع في أساسات علو شأن تلك الدولة. وتعلمنا أن الدولة التي تملك القدرة على الإنتاج والتصدير الى الخارج تعد من الدول القوية، مهما كان حجمها وعدد سكانها لأن انتاجها هو الذي يتكلم، وهو العنوان الرئيسي لكرامة وكبرياء وقوة شعوبها. وبما أننا نعيش في عالم يفتش ويسعى للبحث عن المنافذ الاقتصادية، لذلك لا بد أن يكون السباق بين الدول خاضعاً للإنتاج الأفضل. وإذا استطاعت الصين أن تحتل العالم بإنتاجها، بعد أن قامت بصنع كل شيء، حتى تحول العالم الى قرية صينية، ويفاجأ يومياً باختراعات إنسانية يومية جديدة، فقد أغرقت الأسواق بكميات هائلة من الحاجيات التي حتى لم تكن تخطر على بال وذهن أي انسان. ولا ننسى كيف استطاعت اليابان، التي خرجت جريحة مدمرة مقيدة بعد الحرب العالمية الثانية نتيجة العقوبات التي فُرضت عليها، وبعد القنابل الذرية التي أًلقيت على مدينتي هيروشيما ونياغزاكي ، أن تخترع راديو الترانزستور الصغير بعد أن كان حجم الراديو يوازي عدة كيلو غرامات. وكان اختراع الراديو الصغير بداية لعصر جديد تحققت فيه الاحلام الإنسانية التي كانت معلقة في سلم الخيال والمستحيلات، واستطاعت اليابان تحويل المستحيل الى لا مستحيل أمام الطموح والإرادة. لا نتهكم ولا نقف على رخام قبور الذاكرة العربية ونقرأ الفاتحة على الطموح العربي، ولكن حين نفتش عن مجد الصادرات العربية الى العالم نصاب بالهذيان، هنا وهنا. وترشدنا الأوطان العربية الى حقيقة صعبة، ويهزنا الواقع أين هي صادراتنا العربية؟! حتى النفط الذي نصدره يرجع الى الدول العربية عبارة عن أشياء استهلاكية ندفع ثمنها مضاعفاً! والسؤال هو: هل عندنا صادرات تضيء الوجوه والتاريخ؟! وحين يسيل دم الكرامة، ونحدق بالواقع الصعب، فنجد أننا أسرى للأيدي الأجنبية الغريبة، حتى الدشاديش والعبايات والحطات والعقل وفوانيس رمضان وسجاجيد الصلاة والمسابح وغيرها تُصنع في الصين أو في الدول الغربية، عدا عن استيراد القمح والسكر والرز والشاي، والقوائم كبيرة! وحين نفتش على الرفوف وفي المحلات والدكاكين والواجهات في الخارج، نجدها خالية من الأيدي العربية والإنتاج العربي، ونغطس في خجل ولا نستطيع مسح العرق عن وجه المستقبل. لا نريد الكلام عن الأجهزة الكهربائية والهواتف الخلوية والحواسيب والسيارات والأجهزة الالكترونية.حتى مصر، التي كانت تصدر القطن المصري المعروف بجودته، وكان الشعب الإنجليزي يشتري القطن لصنع ملابسه في الاربعينات والخمسينات، اختفت زراعته ولم تعد له قيمة تذكر. وعلى ذكر مصر، فقد اقترحت نائبة في البرلمان المصري، مؤخراً، تصدير الكلاب الضالة في مصر للدول آكلة لحوم الكلاب، مثل كوريا الجنوبية. وسرعان ما أثار هذا الطلب جدلا حادا وضجة واسعة، فيما اعتبره البعض خطوة تحقق عائداً مادياً لمصر. وتبين أن مصر تملك ارقاماً قياسية في الكلاب الضالة، التي أصبحت الآن على لوح الصادرات والصناعة المحلية.. ترى ما رأي جمعيات الرفق بالحيوان بهذا الاقتراح غير المسبوق؟!
تعليقات الزوار Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0 Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0 |