وقد أستخدم جيش الاحتلال جميع اشكال الظلم من القتل والاعتقالات وحجز جثث وجثامين الشهداء. ولغاية الآن مئات جثامين الضحايا لم تسلم لذويهم خشية من هبة الجماهير لمقاومة الاحتلال. وقد عملت حكومة اسرائيل على تشييد وبناء عشرات السجون لكي تحتجز وتعتقل هؤلاء الابطال في داخل سجونها التي تعتبرها حصونا منيعة من اجل السيطرة على السجناء وعلى شبابنا الفلسطيني. ويقبع في سجون الاحتلال اكثر من خمسة آلاف سجين وسجينة، ومنهم الاطفال يقبعون في غياهب السجون. وتجري عمليات اعتداءات وحشية وانتهاكات لحقوق الانسان يوميا وتعذيب..

كل ذلك يجري ويشاهد العالم كيف تتفنن حكومة الاحتلال بالتنكبل بأبناء شعبنا الفلسطيني، من ممارسات القتل اليومي والتعذيب، بينما يتحدى اسرانا في السجون الاسرائيلية الجلادين ويقاومون في اعتصامات واضرابات طويلة عن الطعام. والكثير منهم دخل الى حالات صعبة ونقلوا الى المستشفيات للعلاج. وقد كانت المناضلة السجينة أنهار الديك اكبر رمز للكفاح المحلي والعالمي المشروع من أجل اطلاق سراحها، حيث كانت أما حاملا وبتدخل من رجال القانون والمحاميين استطاعت ان تحصل على حريتها. وبعد أيام من اطلاق سراحها وضعت طفلا سيكون على طريق والدته.

ان شعبنا يسطر الكثير الكثير من الملاحم والبطولات التي اذهلت المحتل، اذ اخترقت مجموعة من الشباب السجناء الابطال سجون الاحتلال الفولاذية والمحصنة الكترونيا. وخرج ستة أبطال من (اعيد 4 منهم) غياهب سجون الاحتلال من سجن الجلبوع، وما زال جيش الاحتلال وحكومته ووزراؤه مذهولين وقلقين، ويخشون من المزيد من التمرد والانطلاق من غياهب سجون الاحتلال. وقد عمدت حكومة اسرائيل الى الاعتداءات على السجناء في جميع السجون الاسرائيلية انتقاما للعملية البطولية وتصدى السجناء الابطال داخل السجون الى تلك الاعتداءات الغاشمة داخل غرف السجن.

ونحن نتساءل: الى متى هذا العمى السياسي والبلطجية والتنكر لحقوق الشعوب، ونهب الارض والاستيلاء عليها وتدنيس المقدسات الاسلامية، ومحاولة زرع المستوطنات في طول البلاد وعرضها، والتجاهل التام للقرارات الدولية ومجلس الامن وحقوق الانسان؟! وقد صرح رئيس الوزراء الاسرائيلي بينيت عندما كان في زيارة ودية الى السيد الامريكي بايدن حين قال هناك: "لن تقوم دولة فلسطينية بجانب اسرائيل"! فلماذا هذا العمى السياسي والتجاهل المتعمد لحقوق الشعب الفلسطيني؟ و

لن يبقى في العالم وفوق الكرة الارضية شعب لن ينال استقلاله سوى الشعب العربي الفلسطيني، الذي تتنكر لحقه حكومة اسرائيل. والايام تشهد أن حتمية التغيير سوف تحدث عاجلا ام آجلا، مهما استبد المحتلون ولن يضيع حق وراءه مطالِب. والشعب العربي الفلسطيني منذ ثلاثة وسبعين عامًا ما يزال يرزح تحت نير الاحتلال والظلم. ترى، ألم يحن الوقت لتمد اسرائيل يد السلام للفلسطينيين ليعيش ابناء الشعبيين بسلام؟!

واخيرًا، وبينما انطلقت في رحاب فلسطين المظاهرات المنددة والمسيرات الغاضبة ضد سياسة الاحتلال والاعتداء على السجناء، وتشيد بعملية التحرر البطولية التي قام بها ستة اسرى، فإن درس خروج هؤلاء الابطال من غياهب السجون الاسرائيلية علامة مؤشرة على انتصار الحق على الباطل، فلن يدوم احتلال مهما تجبر وعتى!!