وقال وزير الأمن الداخلي عومر بار ليف إن الفترة الأمنية المشحونة بالتوتر قد تستمر أسابيع أخرى. واضاف أن "الإرهابيين (على حد تعبيره) ومن يرسلهم يسعون للوصول إلى المدن والتجمعات السكانية بقصد الاعتداء علينا وقتلنا".

وأكد بار ليف أن "الإرهابيين سيجدون أمامهم في جميع أنحاء البلاد افراد شرطة يؤدون وظيفتهم بحزم وشجاعة".

ودعا المفتش العام للشرطة يعقوف شبتاي "جمهور المواطنين إلى الاحتفال بالأعياد اليهودية كالمعتاد، وفي الوقت نفسه إبداء اليقظة في محيطهم".

وأعلن أنه "منذ يوم غد السبت مساءً وحتى نهاية فترة الأعياد، سينتشر الآلاف من أفراد الشرطة لدى حواجز الطرقات ومراكز التجارة والترفيه والكنس والمناطق التي تعج بالناس".

وافادت صحيفة "يديعوت احرنوت"، أن إسرائيل ستبقى في أعلى درجات التأهب حتى نهاية فترة الأعياد اليهودية.

وبحسب الصحيفة، فان قائد شرطة الاحتلال يعقوب شبتاي، أشار إلى أن هناك زيادة كبيرة في عدد التحذيرات بشأن احتمال وقوع عمليات مسلحة.

هذا، واعلن جيش الاحتلال عن فرض طوق شامل على الضفة الغربية واغلاق المعابر، بما فيها مع قطاع غزة، خلال الاعياد اليهودية. وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال إنه "وفقًا لتقييم الوضع وتوجيهات المستوى السياسي، سيتم فرض إغلاق عام على الضفة الغربية والمعابر مع قطاع غزة خلال الأعياد اليهودية".

وقال المتحدث العسكري إن "الطوق سيفرض عشية عيد رأس السنة المصادف بعد غد الاحد، بدءًا من الرابعة عصرًا، ثم يرفع عند انتصاف ليلة الثلاثاء في السابع والعشرين من الشهر الجاري، منوطًا بتقييم للوضع الامني".

كما ان طوقًا مماثلًا سيفرض في يوم الغفران واثناء عيد "سوكوت" (العرش). وسيسمح في فترة الاغلاق للحالات الانسانية فقط بدخول اسرائيل بعد الحصول على موافقة منسق اعمال الحكومة في المناطق.

وذكر مسؤول اسرائيلي، بحسب ما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن "عدد زوار القدس من اليهود والسياح سيزداد الى 18700 شخص خلال العطلة القادمة، وانه من المتوقع وقوع عمليات من قبل الفلسطينيين". وأشار إلى أنه "سيتم التركيز على الأماكن المزدحمة والأماكن المقدسة وأماكن الترفيه في القدس".

وشرعت شرطة الاحتلال بالاستعدادات لرفع حالة التأهب والاستنفار تدريجيا مع اقتراب الأعياد اليهودية، مطلع الأسبوع القادم، والتي تشمل نشر آلاف العناصر في مناطق مكتظة مع التركيز على نحو خاص في مدينة القدس المحتلة.

وتعتزم شرطة الاحتلال نشر عناصرها من المتطوعين وأولئك التابعين لجهاز الشرطة وقوات "حرس الحدود" في الشطر الشرقي المحتل من القدس وداخل البلدة القديمة وعند مداخل المسجد الأقصى، حيث تكثر في فترة الأعياد اليهودية عمليات اقتحام المسجد الأقصى من قبل آلاف المستوطنين الإسرائيليين.

كما تعتزم شرطة الاحتلال وحرس الحدود نشر قوات كبيرة على امتداد الجدار الفاصل والسياج الحدودي بين أراضي الضفة الغربية واسرائيل.

وكان قائد شرطة الاحتلال في مدينة القدس المحتلة، دورون ترجمان، قد ادعى في تصريحات صدرت عنه خلال إحاطة قدمها للصحافيين، يوم الأحد، "تلقي أجهزة أمن الاحتلال إنذارات حول مخططات تنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية خلال فترة الأعياد اليهودية في الأيام والأسابيع المقبلة". ولفت إلى أن الاحتلال يعتزم التصعيد ضد الناشطين الفلسطينيين في القدس، بما في ذلك تنفيذ حملة اعتقالات واسعة.

وقال ترجمان إن الاحتلال يعتزم نشر ألفي عنصر شرطي في القدس، بالإضافة إلى وحدات من عشرات العناصر التابعة لوحدة الدراجات النارية، بهدف "سرعة الاستجابة للحوادث المختلفة"، على حد تعبيره. ووقّع ترجمان على أوامر إبعاد عن المسجد الأقصى سواء بحق فلسطينيين أو بحق مستوطنين، على حد زعمه.

كذلك كثّفت الشرطة اجراءات التتبع والمراقبة الاستخباراتية بحقّ 300 ناشط من فلسطينيي الداخل الفلسطيني، بزعم ارتباطهم بتنظيم "داعش" الإرهابي، وذلك تخوّفا من أن يقدم بعضهم على تنفيذ عمليات ضد إسرائيليين، بحسب ما أوردت هيئة البث الإسرائيلي ("كان "11).

وتشير تصريحات قادة أجهزة الأمن الإسرائيلية الى أن الاحتلال يعتزم التصعيد ضد الفلسطينيين في القدس وفي الضفة الغربية المحتلتين وفي مناطق الداخل الفلسطيني، قبل وخلال فترة لـ"أعياد تشري" اليهودية، التي تبدأ برأس السنة، في 25 أيلول/ سبتمبر الجاري، وتنتهي بعيد العرش في 17 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.