|
|
|
|
 
|
زين العابدين توفيق: في الذكرى الاولى لاغتيال شيرين ابو عاقلةالتاريخ : 2023-05-13 16:23:41 | في صباح هذا اليوم العام الماضي أيقظتني زوجتي وهي تبكي لم أكد أفهم ماذا تقول وهي تصارع ترددها في إبلاغي بالخبر ، فعرفت أن المصاب كبير. لكنه كان أكبر من كل توقعاتي. قالت لي ان اكلم العمل لانهم يحاولون الوصول الي. هاتفت مدير التحرير الزميل محمد معوض وكانت الساعة العاشرة صباحا فقال لي جهز نفسك ستسافر الآن إلى فلسطين لتغطية اغتيال شيرين. ودون كلام او تفكير بدأت في تجهيز حقيبتي وأنا لا اعرف ما أفعل فساعدتني زوجتي. حالة من الذهول أصابتني وظننت أول الأمر أنها رصاصة طائشة. نسمع عن جرائم الاحتلال وعدم اكتراثه بحياة الفلسطينيين ولكن هذا لم يخفف من وقع الصدمة والذهول بل ظلت تزيد طوال هذه الرحلة الأليمة لي إلى فلسطين لأنه ليس من رأى كمن سمع وتعايش مع الأخبار السيئة طوال الثلاثين عاما التي قضيتها في مهنة الصحافة. كلمة الاحتلال نفسها أصبحت مرتبطة في ذاكرتنا العاطفية بالجرائم وربما يكون قد حدث نوع من التطبيع مع هذه الجرائم لكن حين تذهب إلى هناك وترى بعينك الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني لا تصدق أن هذا يحدث في عالم يزعم أنه متحضر ومن أناس يزعمون ويزعم رعاتهم في الغرب المتحاضر أنهم واحة في الصحراء. رأيت ورأى العالم عبر عدسات الجزيرة وعدسات المصورين كيف اعتدى الاحتلال بهمجية على نعش شيرين. وقبل أن يصلوا إلى نعشها في المستشفى الفرنسي بالقدس المحتلة كانت خيولهم العمياء تعيث فسادا ودهسا في جموع المحبين المكلومين خارج المستشفى وكنت بينهم وكدت أن أُدهس تحت سنابك هذه الخيل بينما كنت أتحدث إلى سفير الاتحاد الأوروبي الذي احتمى بسيارة ووقفت أنا مذهولا حتى جذبني الزميل وائل طنوس أو زميل آخر إلى محطة باص. نفس الخيول كانت في طريق دخولنا من باب الخليل الى البلدة القديمة، حيث الكنيسة التي سجي فيها الجثمان قبل الدفن.. قارن هذه المعاناة التي عشناها وعاشها جثمان شيرين بل وحتى الأجانب الذين وضعهم الاحتلال في هذا اليوم في خانة الفلسطيني، الذي لا يعدل عندهم شيئا إذ إن العربي الجيد هو العربي الميت، كما يقولون ، قارن هذا بقطعان المستوطنين وهم يمشون مزهوين ، في أرض ليست أرضهم ، في حماية شرطة الاحتلال ، لتعرف كم النفاق في هذا العالم الذي يتبجح اليوم في الذكرى الأولى لاغتيال شيرين بما يزعمون أنه حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. حتى هذه اللحظة لم نتمكن من تحقيق العدالة لشيرين وهي ليست بحاجة إلى عدالة هذا العالم فقد أفضت إلى بارئها الذي لا يبدل القول لديه وما هو بظلام للعبيد. ويكفيها أنها استشهدت وهي تؤدي رسالتها على أكمل ما يكون الأداء. وعلى خطاها ينبغي أن نسير، ننشد الحق ونطلب العدل إلى أن تنتهي رحلتنا.
تعليقات الزوار Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0  Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0  |
ارسل لصديق
نسخة للطباعة
شارك