www.almasar.co.il
 
 

مبادرة توعوية فريدة بين مؤسسة بطيرم والفنانة رنين بشارات إسكندر للحد من وفيات الأطفال العرب بسبب الغرق

انطلقت مؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد هذا الأسبوع وتزامنا مع افتتاح موسم...

البروفيسور إبراهيم أبو جابر: غزّة.. "من أمن العقوبة أساء الأدب"!!

تتمرّد المؤسّسة الإسرائيليّة، ولا تزال، منذ أكثر من سبعين عاماً على...

لينا ابو مخ/ الزواج المبكر بين القانون والمجتمع

اعتبرت المرأة في طور أول من تاريخها، أما في المقام الاول، اي تلك التي...

منحة 23 ألف شيقل عند بلوغ سن 21 هدية من الدولة

علم مراسل موقع وصحيفة "المسار" انه بتداء من شهر كانون الثاني 2017 ستقوم...

عطر 2020 من Montblanc للرجال

تقدم دار العطور الفرنسية Montblanc عطر Legend Eau de Parfum، وهو إصدار أقوى وأكثر...
  هل تعتقد ان الحكومة الجديدة ستساعد في الحد من جرائم العنف في المجتمع العربي؟

نعم

لا

لا رأي لي

ام الفحم 22-32
الناصرة 31-20
بئر السبع 33-21
رامالله 32-22
عكا 29-23
يافا تل ابيب 29-24
القدس 32-18
حيفا 31-23

د. نائلة تلس محاجنة: محاورة الضوء.. مصورة شمس وطنية!

التاريخ : 2023-08-28 20:47:06 |



ما بين الجانب المظلم والجانب المضيء يتدرج الظل الذي يستدرك التكوين فتجول بنظرك الى حيث العمق الذي يناجي به الناظر، وتدخل الى جوارح التفكير جماليات وأفكار ومضامين تشع برسائل واقعية وأخرى ضمنية. إنها الصورة الفوتوغرافية التي تجتزئ من الزمن لحظة تتوقف بها الحركة ويستمر بها المضمون والتاريخ الى عوالم أخرى تتخطى فيها حدود الزمان والمكان.
ولعل صور طفولتي التي تذكرني بحقول الذرة وأحواض الملوخية التي كانت أمي تزرعها حول بيتنا في ام الفحم، ونشأتُ بين سيقانها، قد جسّدت لي منحى الحياة الذي ينعش ذاكرتي بين الحين والآخر ويوثق علاقتي مع مَن مِن رحمها استقيتُ علاقتي بالأرض والوطن.
ان هذه الإجتزاءات اللحظية بالتقاط المشهد تحتاج الى نظرة ثاقبة وثقافة فكرية وتفكير ناضج بالأحياز وبالتأثير الضوئي للتكوين. وبين هذا العالم المثير خاضت "مصورة شمس وطنية" جرأتها وشجاعتها وأفقها الواسع عوالم فلسطين إنها المصوّرة كريمة عبود المولودة في بيت لحم عام 1893 ونشأت بين مقاعد الكنيسة تراقب المصورين كيف يلتقطون الصور بالمناسبات المختلفة. فاستوطن شغفها واعتلى طموحها واستقل مسارها حب التصوير الفوتوغرافي ولكن بنظرتها الفنية.
وثّقت كريمة فلسطين ومدنها بجماليات تكوينية مذهلة... وسأعود لهذا لاحقا ولكن ما يستوقفني هنا مقداميّـتها في امتهان التصوير الذي كان حكرا على الرجال في تلك الحقبة الزمنية! وزِد على ذلك قادت السيارة ومعها كامرتها وصورت مدن عديدة بكل ارجاء فلسطين. هذه المرأة الإستثنائية تجعلني أقفُ مذهولة امام روحها المغوارة، فكان لأنوثتها جموح النضال من اجل دحض الصور النمطية للمستشرقين التي تعكس الشعب الفلسطيني في حينها.
وما يوجع قلبي أننا لم نعرف بها إلا حديثا حين أعلن عنها شخص هاوٍ لجمع الصور يهودي في إحدى الصحف المحلية بالناصرة وأشار للصور التي بحوزته من تصوير كريمة، انها مفارقة مؤلمة! ولكن الجانب المشرق أننا انكشفنا على الصور بتكويناتها الشاملة لحياة شعب بكل طبقاته، نرى الفلاحين والفلاحات مع غطاء الراس ونساء أُخريات من المدن وانعكاس لحياة الطبقة الوسطى. استطاعت بانوثتها دخول البيوت وتصوير ما لم يستطع الرجال توثيقه.
عبقريتها تجلت في تصوير غلّفه التنوع الشامل، الذي يشيد بجماليات الملبس والهندام بكل اطيافه فتعكس لنا حياة الافراد والجماعات من فئات وانتماءات مختلفة. وحملت شغفها بين يديها وصورت ووثقت أسواق وبيوت وفنادق ومهرجانات فلسطين وهي تعج بالناس ما بين يافا وحيفا وطبريا ونابلس والناصرة وبيت لحم والقدس.... هذا هو نضالها الثوري الذي يثبت حضور المرأة الفلسطينية بمواجهة فكر الكولونياليّة البريطانية والصهيونية الذي كان يبرمج الصور على ان ارض فلسطين خالية وخاوية. هذه المرأة بعمرها القصير وبثقافتها الغنية جعلتنا نرى ماضي فلسطين الحقيقي بعيون امرأة فلسطينية بوطنيتها وحياتها الشخصية المتفردة فأنتجت صور وبطاقات بريدية سياحية لمعالم تاريخية فلسطينية بالاستديو الخاص بها فجعلت فنّها يتمثل بنحت ورسم وتكوين الوضعية والضوء. واستعملت ختم خاص بها هو " مصورة شمس وطنية " لتتوج هذا الابداع بصورة رسمية. هذا الاستديو دمرته أيادي الاحتلال عام النكبة 1948 وسلبت الكثير من الصور لتبقى الحقيقة التاريخية صامدة رغم كل الظلم والجبروت.
صحيح ان آلة التصوير تلتقط الصورة ولكن من ورائها صديقتها امرأة وفية وفنانة ملهمة وجسورة وباسلة بانتمائها، تحاور الضوء بكل اقتدار لتعكس حضارة وثقافة وتاريخ ما قبل الاحتلال. قدمت اعمال فوتوغرافية نادرة بتشكيل الحاضر الفني لتنشئ امتداد لا يتوقف ويسير الى الأجيال نحو الحقيقة الدامغة. صحيح ان الاحتلال خسّرنا الأرض ولكن عبقرية كريمة تركت لهذا التاريخ امتداد.
توفت مصورة فلسطين كريمة عبود عام 1940 وتركت إرثا تفتخر به كل نساء فلسطين وهي تتابع وديمومة لهن ولهذه الأرض.
اليها والى تلك البيوت التي ابت ادراجها ان تنهار... وعليها سقت الاقدام روح الآثار.
الى تلك البيوت التي صمدت بواباتها الصدئة... والتي تنادي المفاتيح التائهة في الصناديق اللاجئة. الى البيوت المبعثرة... والتي نهشتها وحشية الزمرة.
الى تلك السماء التي أمطرت... والتراب المقدس أسقت.
الى محطة القطار... التي ربطت القلوب والاوردة بين الفاء والنون حتى الديار.
الى كل هؤلاء... الصامدين دوما سيكون لنا لقاء، ومع التاريخ الذي ينثر بصماته في كل ذرة تراب وبين التين والزيتون والزعتر والصبار ضياء.

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0

اضافة تعليق

الاسم الشخصي *

 

المنطقة / البلدة

البريد الالكتروني

 

عنوان التعليق *

 

التعليق *

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0
الصفحة الاولى | الاعلان في الموقع | اتصلوا بنا |                                                                                                                                                                                               Powered By ARASTAR