ويشهد الفريق الشفاعمري ازمة حقيقية، بتذيله قاع اللائحة وفي المرتبة الأخيرة. وسيقابل الاحمر بعد تكبده 6 خسارات متتالية، آخرها كان الاثنين على يدي عيروني طبريا، بثلاثة اهداف نظيفة. وعليه سيبذل كل ما في جعبته للعودة الى مسار الانتصارات، وتجاوز نتائجه الهزيلة ومحو آثارها، بفوز ينعش ويحيي الآمال المنكوبة من قفص وزنازين القاع.

وفي المقابل، سيدخل الاحمر اللقاء رافعا شعار الفوز لا غيره، لان اية نتيجة اخرى من شانها ان تقربه من قاع اللائحة، وتدخله في صراعات ومعادلات هو بغنى عنها. ومن المؤكد انه يعلم بان اللقاء شبه مصيري وحاسم، كون الفوز بعد 7 مباريات بات ضروريا، لترتيب البيت المندثر واعادة ترميم جدرانه.

وكان الاحمر الفحماوي قد اخفق مرة اخرى من جديد، وللمباراة السابعة تواليا، في رسم اشارة الفوز والانتصار، عندما وقع في فخ التعادل امام ضيفه كابيلو يافا، في مباراة انتهت الى التعادل الايجابي بهدف لهدف، يوم الاثنين، وكان مسرحها استاد السلام.

وجاء الشوط الاول ضعيفا وفاترا من كلا الجانبين، وانتهى بالتعادل السلبي دون اهداف، بينما طرا تحسن طفيف على اداء الفريقين في المشهد الثاني، لينجح الاحمر في التقدم بالنتيجة جراء صاروخ ارض - جو اطلقه الوافد الجديد للفريق بين اجونبيل من مسافة 18 مترا، استقر على يسار حارس مرمى الضيوف.

وبشهادة الجميع، فقد سجل واحدا من اجمل الاهداف التي ستنافس على لقب هدف الموسم في الممتازة، ليمنح التقدم لفريقه، الذي اخفق في الحفاظ عليه بتلقي شباكه هدف التعادل من النقطة البيضاء، بتوقيع غيل يتسحاق، مهاجم الاحمر في الموسم الفائت، مدركا التعادل لفريقه، وليبقى التعادل سيد الموقف حتى سماع الصافرة الاخيرة.

وجراء التعادل الخامس للفريق في مبارياته السبع الاخيرة، والتي لم يفز بها ولو في مناسبة واحدة، ارتفع رصيد الاحمر الى 11 نقطة، في المرتبة الثامنة بفارق 10 نقاط عن المتصدر هبوعيل كريات شمونة.

وكان مدرب الفريق نير بيركوفتش قد ادار المباراة من على الخطوط لأول مرة، بعدما انهى عقابا دام 3 مباريات، بالتعاون مع مدرب الشبيبة محمد اغبارية (جغبور) ومساعده كبلاني كيلاني. غير ان عودته على اهميتها وحيوتها لم تشفع للفريق في ايجاد ضالته المنشودة، والعودة الى مسار الانتصارات بعد 7 مباريات عجاف، حصد خلالها الفريق 5 نقاط من 21 ممكنة. وهو تراجع مقلق ورهيب ومدعاة لإعادة الحسابات من جديد، وايقاف نزيف النقاط المتدفق.

وما كان لافتا هو وقوف الحارس المجرب اريك يانكو بين الخشبات الثلاث والذود عن المرمى، مع ان ادارة الاحمر اعلنت عن انفصاله عن الفريق بشكل نهائي قبل أسبوعين. ويبدو ان عودته ستكون مرحلية الى حين افتتاح شباك التنقلات مطلع العام الجديد.

وليس سرا ان الاستغناء عن الحارس يانكو في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة، مغامرة عظيمة من بلاد المغامرات، كونه واحدا من افضل الحارس في الممتازة، مع ان اكلاف عقده باهظ جدا.

ولأول مرة، شارك لاعب الشبيبة الاجنبي ايزو ضمن توليفة الكبار، وترك انطباعا جيدا، وكذلك الجناح الهجومي الجديد عومر بيرتس، فشارك في مرحلة متأخرة، لمساعدة فريقه في ابقاء النقاط في البيت دون جدوى.

ولعل الغريب والعجيب ان الاحمر وفي مباراة بيتية وامام فريق بمستواه خاض اللقاء مع 5 مدافعين، ما أثّر سلبا على وتيرة وسرعة الهجمات، التي جاءت عشوائية ودون خطورة، وافتقدت الى العدد الكافي من اللاعبين والانتشار الاوسع في منطقة عملية المنافس.

وفي القلعة الحمراء خرجوا بشعور مشوب بالكدر وغير راضين من التعادل الممجوج، خاصة ان الاحمر تفوق بالنتيجة وخرج متعادلا جراء ضربة جزاء 11 مترا غير مؤكدة ومثيرة للشكوك، وكان بالإمكان تجنبها مع المزيد من الحيطة والحذر.

وفي ادارة الاحمر يؤكدون ان الاوضاع الراهنة من حيث النتائج الشاحبة والمبحوحة بلغ سيلها الزبى، وباتت لا تطاق ولا تحتمل. ما قد ينجم عن ذلك هزة بسبع درجات على تشكيلة الفريق، وربما على مستوى الطاقم المهني، على اعتبار ان الاحمر جمع في عهد بيركوفتش 3 نقاط من 12 ممكنة، بخلاف كل التوقعات والآمال في ان يحدث بيركوفتش الانعطافة في نتائج الفريق، وينهض ويرتقي بها الى اعلى، لا ان تنزلق بانحدار نحو مراتب باتت قريبة من المراتب الخطرة.

وفي حديث مع "المسار الرياضي"، قال كيلاني كيلاني - مساعد المدرب في الاحمر الفحماوي: "اهدرنا فوزا مستحقا امام كابليو يافا، وكان بمقدور فريقنا الفوز في المباراة وابقاء كامل نقاطها في البيت، لولا احتساب ضربة جزاء 11 مترا، لم تكن بالاصل، واحتسبها الحكم وسط دهشة واستغراب الحاضرين".

واضاف كيلاني كيلاني يقول: "سنجتاز الازمة الراهنة بالعودة الى المسار الصحيح وسكة الانتصارات، فلدينا فريق ممتاز ومميز، ومن الصعب جدا الاجابة عن السؤال حول تراجع نتائجه واخفاقاته في الاسابيع الاخيرة، مع ان الاجواء في الفريق وخاصة في غرفة الملابس مثالية وغاية في الاستقرار والثبات".

ويشار الى ان الاحمر استغنى عن خدمات صانع الالعاب ريف مسيكا، والمهاجم ميكو ممان، والظهير الايسر كوبي مور للتخفيف عن حجم الاعباء المالية على ميزانية الفريق، التي تضررت كثيرا لغياب الجمهور عن المدرجات، والمماطلة من جانب الجهات الرسمية في دعم الفرق ودفع وصرف الميزانيات في موعدها، بسبب الحرب في غزة وعواقبها الوخيمة.