اشتقنا لحديثك في السياسة واشتقنا للانغماس بتفاصيل حركة يدك وكأنها بوصلة المُتلقي وذاك التشويق حين تتكلم.. تُحلل، تقاضي، تُناقش، وتبحث عن المصطلحات الفكرية بخزائن ذاكرتك العظيمة، لكي تعطي لكل حدث حقه في التعابير والتحليلات وبكل شيء يتعلق بالحوار المُتزن..

اللهم ارحم ميتنا الذي ما يزال في قلوبنا حيًا..

رحلت يا خالي احمد، لكنك تركت في قلوبنا قصة امير في وطن. وليس في الحياة أسمى ولا أجمل من أن تمضي سليمًا نقيًا خفيفًا.. لم تظلم ولم تُسء لاحد ولم تتعد على أحد... ولم تُطفئ نوراً أو تسلب حُلمًا او تنتهك حقًا

ووضعت الأشياء في مكانها الصحيح، مؤديًا كل أمرٍ كما ينبغي في نصابه الحقيقي، مُدركًا أنك عابرٌ في حياة تسائل المولى حُسن الأثر وطيب القدر وحسن السيرة..

وحقًا كان هذا ما أجمل فيك هو نقاء قلبك وروحك، امتثالًا بالحديث النبوي الشريف، عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: "يدخل الجنةَ أقوامٌ أفئدتهم مثل أفئدة الطير"، رواه مسلم.

فكان اخر ما كتبت مقالك المنشور من على صحيفة "المسار" الفحماوية، التي كنا ننتظر مقالك الأسبوعي فيها صبيحة كل يوم جمعة، بعنوان: "فلسطين الحاضر الأكبر في مونديال قطر".. سبحان الله وكأنها نبوءة من ربُ العزة والجلال!!