www.almasar.co.il
 
 

شوقية عروق منصور: حكايات من تحت تراب غزة!

لا أسمع الانتحاب ولا أصوات البكاء ولا أرى الدموع ولا أرى الوجوه التي...

شوقية عروق منصور: الدمى مربوطة خلف الدبابة!!

أذكر عندما وقعت حرب 48 وكانت أخبار وحشية عشرات المجازر الإسرائيلية قد...

شوقية عروق منصور: الطيران في سماء غزة

عندما زرت مدينة غزة في التسعينات وتجولت في شوارعها العريضة ودكاكينها...

لينا ابو مخ/ الزواج المبكر بين القانون والمجتمع

اعتبرت المرأة في طور أول من تاريخها، أما في المقام الاول، اي تلك التي...

منحة 23 ألف شيقل عند بلوغ سن 21 هدية من الدولة

علم مراسل موقع وصحيفة "المسار" انه بتداء من شهر كانون الثاني 2017 ستقوم...

عطر 2020 من Montblanc للرجال

تقدم دار العطور الفرنسية Montblanc عطر Legend Eau de Parfum، وهو إصدار أقوى وأكثر...
  هل تعتقد ان الحكومة الجديدة ستساعد في الحد من جرائم العنف في المجتمع العربي؟

نعم

لا

لا رأي لي

ام الفحم 22-32
الناصرة 31-20
بئر السبع 33-21
رامالله 32-22
عكا 29-23
يافا تل ابيب 29-24
القدس 32-18
حيفا 31-23

شوقية عروق منصور: بين الموت والموت في غزة هناك "فتحي غبن" سيد الفن التشكيلي

التاريخ : 2024-02-28 23:10:24 |



 

لا تستطيع الكلمات الانحناء وفرش سجاجيد اللقاء والجلوس على وبر الخضوع، لكن تستطيع الكلمات أن تقف وتنادي وتطرد وتعانق الكبرياء وتشد شعر الكرامة، وفي الوقت الذي تخط فيه عبارات الأشواق، تقفز إلى ما وراء الجدران وتبكي بصمت!
في غزة سفراء الوجع والدموع والشهقات يدفعون فواتير البقاء بالموت والرحيل.. هناك خلل في ساعات أيامهم، لأن النهار والليل مصابان بصداع "العنجهية الصاروخية" ويطلقون على يفلت من تلك العنجهية اسم "المولود من جديد" أو "أجاك عمر جديد"!
من بين أصابع الموت الغزي تتدلى بعض اللوحات، اعتقد صاحبها أن الألوان قد تحمي الأكتاف من عبء الحقيقة، وأن الرسم قد يمنح الحكاية الفلسطينية صفحات التاريخ وأجنحة النسور.
بلا أضواء وبلا تنهد رحل سيد الفن التشكيلي الفلسطيني "فتحي غبن".. من مواليد قرية هربيا المهجرة، قضاء غزة 1947، الذي بدأ في مهنة الرسم عام 1965، وكان يقيم في مخيم جباليا المحاصر. وقد لقب "فان كوخ الفلسطيني"!
قد تنتحب الألوان، ولكن في وجع غزة قد يصبح الرحيل رقماً يمطر تساؤلات ودهشة عابرة، بيد انه سرعان ما تتلطخ الأرقام بالدم وترتمي الأكياس السوداء التي تحمل الجثث بسرعة في الحفر، التي اعدت لاحتواء ما تبقى من انتهاك الجثث.
لا أعرف كيف اختار الموت الهادئ الفنان والرسام الفلسطيني "فتحي غبن" من بين رسائل الموت المتكومة في كل مكان.. على الأرصفة، بين الركام، في أروقة المستشفيات، في الساحات، وتحت انقاض البيوت المهدّمة.. حتى المقابر أصابها الارتباك من تخمة الجثث المتناثرة!
لم يعرف الرسام الغزي "فتحي غبن" أن موته سيكون طبيعياً في غابات موت القنص.. مات بهدوء الألوان التي ركضت ولهثت بصمت فوق لوحاته، التي كانت عبارة عن منشورات وطنية تكسر كل قواعد الفن، لأجل صرخة طفل وثورة حصان سئم ربط عنقه بحبل الجبناء ومنديل امرأة أرادت أن تتباهى بقريتها التي تركتها خلف الحدود، أو بكوفية الجد الذي نزل على الدبكة مع الشباب وتفوق عليهم.. لوحات عُلقت على الجدران، واسترخت في المعارض والمهرجانات الفنية.
ويموت "فتحي غبن" في غزة بهدوء قبطان قرّر أن يعتزل البحر فنام في قاع السفينة، بهدوء مرتفعات أشجار الصنوبر في الجليل وبصمت غبار السفر الذي ما يزال عالقاً بحقائب الأمل.
مات "فتحي غبن" بهدوء، وقاده القدر دون أن تودعه الجماهير التي رسم لها، ونظر إلى أحلامها، وهتف مع ثوارها، ووثّق ذكرياتها، وجعل من أسطح البيوت توابيتاً للغزاة والساحات مكتوبة بالحبر السري للعشاق!
أي هدوء لفظه الحزن، حزن المرحلة والزمن والوقت، وقت غزة الدامي الذي انضم إلى غريزة الركض. فقد أصبحت نجاة الفرد في غزة القدرة على الركض، اذ بين الرصاصة والرصاصة شبكات الموت السريع!
"فتحي غبن" موتك الهادئ احتضن نهايات فنان فلسطيني، عاش بين الألوان، وتهادى بين المعارض، وتشبّث بمواعيد الانتصار حتى اللحظة الأخيرة.
أعرف أن "غزة" تحلم وترمم ذاكرتها، وبالطبع ستكون أنت في غيابك جميع النوافذ المفتوحة التي تطل على إيقاع الألوان.. وأعرف أكثر أن اسمك سيبقى مفتاح الفن الفلسطيني، وأن رسوماتك التي كنت تحتفظ بها في بيتك في جباليا قد أصبحت رماداً، أراك تتنهد...!!

 

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0

اضافة تعليق

الاسم الشخصي *

 

المنطقة / البلدة

البريد الالكتروني

 

عنوان التعليق *

 

التعليق *

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0
الصفحة الاولى | الاعلان في الموقع | اتصلوا بنا |                                                                                                                                                                                               Powered By ARASTAR