www.almasar.co.il
 
 

قيصر كبها: في رثاء الصحفي الرياضي غسان واكد!

من داهم يافا هذه الايام ولو من فرط الحب، وجدها مدينة حزينة بل غارقة في...

قيصر كبها: اكْفِهْرار..!

صاحب العقار شُجَّ بالرأس صار يَقَع قميصُه الفاقع انتشرت فيه بُقَع...

سهاد كبها: اين نحن من حقوق الانسان في اليوم المخصص له؟

تأسست الأمم المتحدة قبل 75 عاما بهدف حماية حقوق الانسان وتعزيز السلام...

لينا ابو مخ/ الزواج المبكر بين القانون والمجتمع

اعتبرت المرأة في طور أول من تاريخها، أما في المقام الاول، اي تلك التي...

منحة 23 ألف شيقل عند بلوغ سن 21 هدية من الدولة

علم مراسل موقع وصحيفة "المسار" انه بتداء من شهر كانون الثاني 2017 ستقوم...

عطر 2020 من Montblanc للرجال

تقدم دار العطور الفرنسية Montblanc عطر Legend Eau de Parfum، وهو إصدار أقوى وأكثر...
  هل تعتقد ان الحكومة الجديدة ستساعد في الحد من جرائم العنف في المجتمع العربي؟

نعم

لا

لا رأي لي

ام الفحم 22-32
الناصرة 31-20
بئر السبع 33-21
رامالله 32-22
عكا 29-23
يافا تل ابيب 29-24
القدس 32-18
حيفا 31-23

قيصر كبها: كيف نجت عين السهلة من التهجير؟ وما دور المرحوم احمد الشوملي (ابو عمر) في ذلك؟

التاريخ : 2024-04-02 18:49:22 |



 اذكر انه في مرحلة الطفولة المبكرة كنا انا وأترابي نلعب ولا نكل ولا نتعب، فنجتاح المساحات الخالية وسط القرية بسرعة فائقة وكانت العابنا الطفولية تذهب بنا احيانا الى مصطبة اسمنتية مهجورة حين نمر بشجرة بلوط متشابكة الاغصان ووافرة الظلال لا تزال مزدهرة حتى الآن.. تلك الشجرة خضراء المحضر وفاتنة المنظر كانت في وضعية وقوف شامخ تصلي لربها على هامش الشارع الواقع خلف جامع "ابو بكر"، الذي لم يكن قد أنشئ حينها، كانت اعيننا تتمهل لدى وقوعها على تلك المصطبة الملساء وفي طرفها بقايا درج داخلي، ولكنها بدون مبنى او سقف. ولم نك ندرك ما كنه وجود وبقاء تلك المصطبة التي تُرَصِّع حوافها نتوءات اسمنتية وحجرية.

هذا السرد التاريخي له صلة بقرية عين السهلة التي ظلت بيوتها عامرة بالناس، باستثناء ذلك البيت الذي نسف وبقيت منه مصطبته التي تبدو وكأن ما ينقصها تنصيب جدران الحجر والطين حولها والسقف والسطوح فوقها ليعود البيت الحجري الى سابق عظمته وبهائه.
وحين بدأ اهتمامنا كأطفال بخفايا المصطبة، تناهى الى اسماعنا ان عين السهلة المحاذية للخط الاخضر كانت رهينة امر عسكري بحسبه جميع بيوتها مرشحة للنسف والتدمير.. الامر الذي كان سيضطر سكانها للهجرة القسرية صوب الناحية القبلية (الجنوبية) وهي منطقة حدودية فاصلة بين اسرائيل و"حي العرب" التابع للسيادة الأردنية والتي غلب عليها بعد حرب 67 مُسَمّى "الضفة الغربية".
الرواية التاريخية تحكي ان الضابط الاسرائيلي، قائد قوة الجيش التي جاءت لتنفيذ امر عسكري يقضي بنسف القرية وبيوتها الحجرية وتهجير اهلها وسكانها. شرع بإصدار اوامره لجنده المدججين بالسلاح: بان دُسّوا المواد الناسفة المتفجرة بحيطان بيوت الطين والحجر واشْرعوا بعمليات النسف التي لا تبقي ولا تذر. وكان ذلك البيت المتربع فوق تلك المصطبة التاريخية اول البيوت المنسوفة، بينما كانت باقي البيوت تتهيأ وتنتظر بحزن واسى مصير النسف المرعب والذي كان سيبقي عين السهلة اطلالا على قمة جبل الخطاف!
ذلك البيت الحجري المنسوف ومصطبته التي صمدت، كان مُلْكا للمرحوم الحاج محمد مصطفى الصالح "ابو مصطفى"، وهو ابنه البكر الذي سقط شهيدا ابان النكبة حين جرح في قرية اللجون في سهل اللجون الى الشمال الشرقي من ام الفحم. وأُسْعِف للعلاج في مدينة نابلس وهناك أُعْلِن عن وفاته وشيع في موكب مهيب.



وحين شرع النُسّاف بأعمال النسف، كان ذلك البيت هو اول البيوت التي نسفت كان ذلك، بحسب الرواية، تصفية حساب مع الوالد المرحوم ابو مصطفى نظرا لما توفر لدى الجيش الاسرائيلي من لمع اخبارية عن ضلوع نجله مصطفى في تقديم المساعدة لضباط جيش الانقاذ العراقي، الذي تمركز في أحد بيادر القرية، بعدما تناهى لمسامعهم قدرته العجيبة على التعامل مع الالغام والوسائل القتالية وقطع السلاح الحربية وذلك باجتهاد ذاتي.
الضابط الذي تواجد في القرية مع قواته وهو حسب الرواة من سكان "زخرون يعقوب"، التي اقيمت على أنقاض قرية "زُمّارين" المدمرة والمهجرة.
وحين شرع الجنود بنسف البيوت كان المرحوم الحاج احمد محمد الشوملي "ابو عمر" في الساحة والميدان في بلدة عين السهلة التي لجأ اليها واختار السكنى فيها واضحى صديقا لشبانها. وكان ينطق ويحيط ويلم ببضع كلام باللغة العبرية، اكتسبها خلال عمله في بيارات يملكها يهود وكان ينطق بلغة متداخلة عبارة عن خليط من العربية والعبرية، وحيال نظرات الاقرار بالواقع المؤلم، الصادرة عن اصحاب البيوت وعن اصحابه واترابه واجياله في زراعة شتل الدخان والقمح والشعير والكِرْسَنِّة وفي فرع تربية المواشي، تلك النظرات المرعبة المرهَقَة الصاغرة المُتَبّلة بالخوف والرعب من المجهول، وجدها فرصة سانحة للتدخل السريع بقرار ذاتي وليد اللحظة لتقديم المساعدة لإنقاذ القرية وسكانها من براثن الضابط وجنده.
يروى انه تقدم من ذلك الضابط ولم يكن على معرفة به و"رَطَنَ" معه بلغة هي خليط من العبرية والعربية، مجتهدا ان ينقل الرسالة بإتقان وان يحاول اقناع الضابط بالعدول عن اوامر نسف البيوت الحجرية وكان ذلك الضابط، على ما يبدو، فرحا لوجود شخص عربي اصلاني ينطق بلغة "اليعيزر بن يهودا" محيي اللغة العبرية واخترق الكلام الفذ طبلة اذنيه واستقر في اعالي خلده. فأصدر اوامره لجنده على الفور بالعدول عن مواصلة نسف البيوت وغادر الجبل الشامخ مع جنده، في إشارة الى اصحاب بيوت الحجر بأنهم باقون ما بقي الزعتر والميرمية والزيتون، على ان يفوا بتعهدهم للضابط بجلب ثلاث او أربع قطع سلاح (بنادق ومسدسات). اذ كان الجيش يبحث عن مصادر للتزود بالأسلحة نظرا لشحّها وافتقار الجيش اليها ومن ثم تسليمها لذلك الضابط حين توفيرها، ملمحًا الى انه سيغض الطرف عن وضعيتها حتى وان كانت خربة ومعطلة.
وقد انطلق وفد من شبان القرية واقتنوا ثلاث او اربع قطع من اشخاص في بلدة يعبد ودفعوا اثمانها وجلبوها وسلموها في وقت لاحق لضابط الجيش في مقر قوات الجيش الاسرائيلي في المنطقة.
وهكذا نجت عين السهلة من النسف والدمار والقصف والخسف وهي اليوم بلد العمار بمناظرها الخلابة وشموخها المنسوج من خيوط الصلابة. وهي قرية ذاع صيتها بفضل مقادير الهيبة والمهابة، وذلك بفضل الله، وعبد من عباده هو المرحوم الحاج احمد محمد الشوملي (ابو عمر)، الذي تعود اصوله الى قرية قَقُون المهجرة والواقعة بين طولكرم وباقة. وبقي مع عائلته في عين السهلة مستأجرًا أحد بيوت الحجر والطين حتى عام ١٩٥٤، حيث غادرها مع عائلته، وظل على علاقة وطيدة مع السلف الصالح في عين السهلة.
وفور انتقاله اختار، طلبًا للرزق، منطقة تقع جنوب غرب الخضيرة تكنى "بيارات عطا"، ليعمل في الزراعة وفي قطف الحمضيات وفي مقدمتها البرتقال. ومع مرور الوقت اقتنى ارضًا هناك وخلّف ذرية صالحة، ظل منها اليوم من يقطنون في ارضهم المُطَوّبة، التي دخلت مناطق التنظيم وأضحت جزءا من مدينة "الخضيرة "، بينما تحول قسم من ذريته لاحقا للسكنى في "ام القطف". وقد عقب من الذكور: عمر، روحي، عقاب، ذياب، محمد، خالد، محمود، ابراهيم، بعضهم من مواليد عين السهلة، وعقب ايضا ثلاث بنات اصيلات، مطيعات ومحتسبات.
رحم الله الحاج احمد محمد الشوملي "ابو عمر"، الذي انتقل لرحمة الله في الامجاد السماوية عام ١٩٧٤ وجعله من اهل الجنة في الفردوس الأعلى.. وهنيئا له بمقعد صدق عند مليك مقتدر، وجزاه الله خيرا على فعلته السمحاء، حيث بفضل الله وهو عبد من عباده الصالحين أسهم في بقاء عين السهلة، منغرسة شامخة في قمة الخطاف الشماء، تردد وتلهج بالشكر لبديع صنع الخالق!
* للحقيقة والتاريخ: المعطيات استقيت على مراحل من العديد من سكان القرية ومن ابناء المرحوم ابو عمر.. النشر من باب الوفاء للذكرى العطرة للمرحوم احمد محمد الشوملي "ابو عمر".

Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0

اضافة تعليق

الاسم الشخصي *

 

المنطقة / البلدة

البريد الالكتروني

 

عنوان التعليق *

 

التعليق *

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0
الصفحة الاولى | الاعلان في الموقع | اتصلوا بنا |                                                                                                                                                                                               Powered By ARASTAR