يطال الإدمان على الإنترنت مزيجاً من الناس حول العالم، هذا ما أكّدته دراسة ألمانية صدرت أخيراً. لكن هل يمكننا الحديث عن إدمان حقيقي في هذه الحالة. وهل يعتبر ذلك مرضاً عقلياً؟ وإلى أي مدى يترك ذلك آثاراً سلبية على صحتنا؟
بحسب الدراسة الصادرة بطلب من وزارة الصحة الألمانية التي نقلتها صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، فإنّ نصف مليون ألماني تقريباً مدمنون على الإنترنت. ولنا أن نتخيّل الأرقام التي قد تخرج بها دراسات مماثلة في دول العالم الأخرى.

وبحسب الباحثين، فإنّ هذا الإدمان يترجم بقضاء أكثر من أربع ساعات في اليوم على الشبكة العنكبوتية. لكنّ الوقت ليس عاملاً حاسماً، لأنّ بعض المهن قد تتطلب نوعاً معيناً من الحضور على النت. لهذا، ينظر الباحثون إلى عوامل أخرى لتحديد مفهوم الإدمان على النت، إذ أنّ هذه الحالة تسبّب عزلة اجتماعية، واندماجاً كاملاً في العالم الإفتراضي، لدرجة تؤثر على الصداقات وعلى العلاقات العائلية.

لا يمكن القول إنّ هذا النوع من الإدمان مرض بالمعنى الحرفي، رغم أنّه يستدعي العلاج على يد طبيب نفسي. وفي بلدان مثل الصين والولايات المتحدة، نشأت في السنوات الماضية معاهد متخصصة في علاج هذا النوع من الإدمان تحديداً، شبيهة بمراكز العلاج من الإدمان على المخدرات ويقوم هذا العلاج على علاج سلوكي، إضافةً إلى بعض العقاقير.

ويمكن للإدمان على الإنترنت أن يشمل الإدمان على الإنترنت بحدّ ذاته كوسيلة تواصل، أو الإدمان على الأنشطة الإفتراضية مثل مواقع التواصل الإجتماعي، أو مواقع الألعاب. في هذه الحالة، يختلف العلاج بحسب نوع الإدمان، خصوصاً أنّ الإدمان على ألعاب الفيديو يطال المراهقين وصغار السنّ. وللمفارقة، فإنّ نسبة الإدمان على المواقع الإجتماعية تطال بشكل أوسع المراهقات، وليس المراهقين.

ويؤثر الإدمان على النت بشكل مباشر على نوعية حياة الشخص. فهو يسبّب تدهوراً في صحته الذهنية، كما يضعه تحت ضغط عصبي متواصل وعنيف، يجعله يفقد معايير التعاطي في الحياة الحقيقية اليومية. ويزيد الإمان على النت من تفاقم أمراض نفسية أخرى مثل الإكتئاب والوسواس.

نصيحة لك إذاً أن تكتفي بزيارة موقعنا، ولا تسمحي للإنترنت بابتلاع تركيزك. أمّا الأمهات، فيجدر بهنّ اتباع قواعد صارمة حول مواعيد السماح للأطفال ممن هم دون الـ12 باستعمال الشبكة. إذ يمكن للإنشغال بتفاصيل الحياة على النت، أن يسبب تراجعاً مدرسياً وخللاً في الشخصية.