مغتربون يحتفلون بالعيد وسط الأهل

التاريخ : 2012-10-27 23:50:41 |

عمان- حزم الثلاثيني سلطان الحميدي أغراضه وأفراد عائلته وجاء ليقضي اجازة عيد الأضحى مع عائلته، وبين ربوع الوطن.
ويقول: "لا تكتمل فرحتي إلا بجانب والدي وبين إخوتي"، واصفا طقوس العيد التي اعتاد القيام بها برفقة والده وإخوته، مؤكدا أنه لا يتمكن من الشعور بها وعيشها إلا بجوارهم.

ويضيف الحميدي أن حضور العيد في الأردن ليست رغبته وحده، بل هي رغبة زوجته وأبنائه الصغار الذين يبدأون بالتحضير لحضور العيد هنا منذ شهر، لافتا إلى أنهم يعيشون لحظات العيد بمتعة كبيرة بين أجدادهم ومع أولاد أعمامهم وعماتهم.
العشريني خالد سليم وبالرغم من التكلفة المادية التي يتحملها عند قدومه أكثر من مرة بالسنة لزيارة أهله، إلا أنه يعتبر حضور العيد إلى جانب والديه "أمرا غير قابل للنقاش".
ويقول "قضاء العيد بجانب عائلتي ومع أصحابي يضفي على هذه المناسبة نكهة مميزة"، فهي فرصة لإحياء علاقاته الاجتماعية مع أقاربه وأصحابه ويعتبرها نوعا من الترويح عن نفسه، لا سيما وأنه ينشغل طوال العام في العمل.
أما قدوم الأربعيني ماهر كفاوين فمختلف تماما، إذ إن قدومه يشكل فرحة كبيرة بالنسبة له ولأطفال عائلته، إذ اعتاد كفاوين وفي كل العيد أن يأتي إلى عمان لقضاء العيد بين أهله حاملا الهدايا والألعاب لأطفال العائلة بأكملها.
ويلفت كفاوين أن أكثر ما يدخل السرور إلى قلبه في عودته، هي تلك البسمة التي يراها على وجوه الأطفال عندما يأخذون الهدايا التي يحضرها لهم.
ويتابع كفاوين أن قضاء العيد إلى جانب أهله له ذوق وطعم مختلف تماما، لافتا إلى أنه في اليوم الثاني للعيد يذهب وعائلته لقضاء باقي الإجازة في إحدى المناطق السياحية في الأردن.
الأربعيني هاني المناصير يرى أن العيد إلى جانب عائلته أكثر جمالا وتميزا، خصوصا عيد الأضحى المبارك، إذ يحضر في كل عام خروفا يضحي به إلى جانب عائلته.
ويتابع "في اليوم الثالث للعيد تجتمع عائلتي ونقيم حفل شواء"، واصفا تلك اللحظات بأنها لاتنسى أبدا، منوها إلى أنه يصور تلك اللحظات الجميلة "ليشاهدها بعد عودته إلى العمل في الغربة"، مبينا أن تلك الأوقات تهوّن عليه الغربة وتعب الوحدة.
اختصاصي علم النفس الدكتور محمد الحباشنة، يجد أن رغبة الانسان في الانتماء لمجموعة "عالية لدى الانسان بشكل عام وتتضخم في المناسبات الاجتماعية والدينية التي تجتمع بها العائلة".
ويمثل العيد، وفق الحباشنة، بدون شك "نوعا من هذه المناسبات التي يميل الفرد إلى قضائها إلى جانب الأهل والأصحاب"، إذ يضفي ذلك على العيد "الفرحة والسعادة والراحة النفسية التي يحتاجها المغترب"، لاسيما عند قضائه فترة من الزمن بعيدا عن اهله.
ويتابع حباشنة "قدوم المغترب في العيد يجعله يعيش حياة مختلفة وإن كانت قصيرة"، إذ ينتقل من الحياة العملية إلى الاجتماعية التي تحمل معنى إيجابيا على الرغم من فترتها القصيرة وتكلفتها المادية.
ويزيد حضور مناسبة العيد وسط الاهل من الرضا النفسي لدى الشخص، وفق حباشنة الذي يرى أن المغترب بعودته لقضاء العيد بين أهله، تأكيد على أنه أحد أفراد العائلة وأنه جزء لايتجزأ منها وإن كان بعيدا عنها، كما أنها قد تحمل نوعا من المشاعر السلبية التي تنتاب الأهل والمغترب عند ساعات الفراق.
من جهته يبين الاختصاصي الاسري أحمد عبدالله أن قدوم المغترب في العيد "نوع من كسر الروتين، وتعزيز لفكرة الانتماء للأسرة طالما هناك بيت للأسرة، الأب والأم".
كما يسعى المغترب من خلال قدومه، وفق عبدالله، إلى تمكين علاقة أبنائه بالأعمام والعمات والأجداد والأقارب، الأمر الذي يجعل لزيارته هذه الفائدة الكبيرة.
وتعد هذه الفترة التي يقضيها المغترب بين أهله، بحسب عبدالله، بمثابة إعادة شحن نفسي فحضوره للعيد ومشاركته الأجواء الحميمية، يقوي صلته برحمه ويعيش معاني وقيم هذه المناسبة الدينية بمعناها الحقيقي.
ومن فوائد قضاء الإجازة بين الأهل أيضا تكثيف علاقاته الاجتماعية مع أقاربه وتوثيق حبل الود والمحبة مع الإخوة، حيث يعمل على تكريس البنوة وعلاقة الجد والجدة مع أبنائه، إضافة إلى اعتباره نوعا من كسر الروتين في مكان يحبه مع أناس هم الأغلى على قلبه.