سعاد صالح محاميد: مذهبي في الحياة..!
التاريخ : 2014-04-06 00:09:40 |
إن كلماتنا ستظل أعراسا من الشموع, لا حراك فيها جامدة حتى إذا متنا في سبيلها ....انتفضت حية...و عاشت بين الأحياء. إن كل كلمة عاشت... كانت قد اقتاتت قلب إنسان حي ... و الأحياء لا يتبنون الأموات.
إن أصحاب الأقلام يستطيعون أن يصنعوا شيئا كثيرا. و لكن بشرط واحد, أن يموتوا هم لتعيش أفكارهم,أن يطعموا أفكارهم من لحومهم و دمائهم. أن يقولوا ما يعتقدون انه الحق و يقدموا دمائهم فداء لكلمة الحق.
إن الكلمة لتنبعث ميتة. و تصل هامدة مهما تكن طنانة رنانة متحمسة إذا هي لم تنبعث من قلب يؤمن بها, و لن يؤمن إنسان بما يقول إلا أن يستحيل هو ترجمة حية لما يقول. و تجسيما واقعيا لما ينطق عندئذ يؤمن الناس, و يثق الناس. و لو لم يكن في تلك الكلمة طنين و لا بريق.
عندما نعيش لذواتنا فحسب... تبدو لنا الحياة قصيرة ضئيلة تبدأ من حيث بدأنا تعي و تنتهي بانتهاء عمرنا المحدود. أما عندما نعيش لغيرنا.....أي عندما نعيش لفكرة, فان الحياة تبدو طويلة عميقة تبدأ من حيث بدأت الإنسانية, و تمتد بعد مفارقتنا للحياة أو لوجه الأرض.
حياة الإنسان اليومية و تعاملاته المتواصلة في شتى دروب العمل, و في أمور حياتية أخرى كثيرة تتخللها بلا شك آفات فتاكة تعمل دون أن يدري المرء على تفتيت و إضعاف ركائز المجتمع الذي يعيش فيه الإنسان. فان كان الإنسان جاهلا إلى حد ما لأمور كثيرة تتعلق بحياته اليومية في الأمور الانفة الذكر و غيرها فانه يحتفظ بآفة و بمرض تتوجب مقاومته بكل الوسائل, فهذا الجهل يبعد عنه كثيرا من المواضيع التي تفيده في بيته و أسرته وذويه, و يعمل باستمرار على إضعافه حتى في مواضيع هامة جدا , و يعمل أيضا على جعله جاهلا بكل ما في هذه الكلمة من معنى, و تفاديا لبقائه على حاله و تأخره على الركب و ركوده, فيجب الوعي لهذه الآفة و مقاومتها و محاربتها عن طريق المعرفة التي تتمثل بالدراسة بالتعلم و بالاطلاع على الكثير من نواحي الحياة ساعة بعد أخرى و يوما بعد يوم , و يترتب عليه أن يتقن هذه المحاربة عن طريق اخذ زمام المبادرة و تحمل مشقات كبيرة من اجل صيانة أسس المعرفة التي تعتبر أفضل سلاح لمقاومة الجهل.
و هنالك من هو لا مبال في حياته , و حتى في أمور كثيرة تهمه شخصيا و تهم ذويه و تتعلق بهم كليا و بحياتهم اليومية و بمستقبلهم, و هو غير مكترث و لا يهتم أبدا , و حتى انه لا يعتني بما حدث من حوله في المجتمع حتى و لو تضرر هو نفسه, و عندها ربما يقع هذا المرء أو ذويه في إشكالات و مآزق لا تحمد عقباها , و تفاديا لذلك و تجنبا لوقوعه على المرء أن يكون يقظا , حريصا, واعيا و يحارب عن طريق الحذر, فتجنب الطمع أيضا هو مقاومة هذه الآفة و محاربتها بدواء شاف إلا وهو القناعة, فالقناعة كنز لا يفنى.... فهي أثمن بكثير من كسب مال أو ثروة أو رزق و هي ذخر لا يقدر بأموال الدنيا ,وهي تمنح المرء العيش الهنيء و راحة البال, و تشجعه على الطمع من نوع آخر في الإيمان , في الإحسان , في حسن المعاملة ..... في سلوك طرق إنسانية خلاقة. و توجد آخر آفة تتواجد بين ظهر أنينا في المجتمع الصاخب هي آفة الظلم لا يمكن تحديد عواقبها الوخيمة فهي مرض عضال لا يشعر بألمه إلا المظلومين في كل مكان و زمان, فيمكن محاربتها بالإحساس و الشعور الإنساني بالضمير الحي, بالعدالة و غيرها....
و أخيرا كثيرة هي الآفات التي تعلو صهوة هذا المجتمع تحت شعارات زائفة يقصد أصحابها من ورائها تغذية أهدافهم و مآربهم في كثير من الأحيان, و هنا ينبغي على أفراد المجتمع أن يعتلوا هم صهوة المعرفة , الحذر,القناعة, و العدالة و غيرها من أسلحة اجتماعية بناءة لمحاربة هذه الآفات حرصا على صفوة و نقاوة المجتمع الذي ينبغي أن تسوده روح المحبة و التعاون و الحياة الهنيئة.
(الصف 12- و "خديجة" الثانوية - ام الفحم)