لأول مرة منذ عام 67.. زفاف عريسين من الخليل انطلاقا من المسجد الابراهمي

التاريخ : 2014-09-23 00:28:30 |

قال رئيس اتحاد جمعيات حماية المستهلك الفلسطيني وامين عام اللجان الشعبية المهندس عزمي الشيوخي انه بالارادة الصلبة وبالتصميم على الحقوق تم زفاف نجلي شريف وكرم من الحرم الابراهيمي يومي الجمعة والسبت وأدخلنا الفرحة والبهجة في الحرم الابراهيمي وفي حارات البلدة القديمة لاول مرة منذ احتلال الخليل عام 67 وسيطرة جيش الاحتلال وقطعان مستوطنيه على الحرم الابراهيمي الشريف الذي تم تدنيسه وتقسيمه وتهويده وتحويله الى ثكنة عسكرية وارتكاب مجزرة الحرم الابراهيمي المدبرة والمبرمجه والمخطط لها فيه من قبل السفاح المجرم باروخ جولد شتاين والمستوطنين وجنود الاحتلال .
ومن الجدير بالذكر انه
لأول مرة منذ عام 1967 تمكن الفلسطينيون من إعادة إحياء الطقوس الاجتماعية داخل الحرم الإبراهيمي، بعد أن طمست الإجراءات العسكرية غالبية طقوسه التي كان يعيشها قبل الاحتلال.
وتمكن أهالي مدينة الخليل، والبلدة القديمة من كسر قواعد فرضها الاحتلال على مدار سنوات سيطرته عليها وعلى حرمها الابراهيمي الشريف، بعد أن غيَّب عنها طقوس الأفراح والأتراح المتوارثة عن الأجداد داخل باحاته وساحاته، وأعادوا إلى الذاكرة الفلسطينية طقوس "زفة العريس" التي كانت معروفة بشكل كبير قبل أن تطأ أقدام أول جندي محتل أزقة المدينة ..
شريف وكرم الشيوخي، هُما أول عريسين من مدينة الخليل اختار والدهما أن تكون ليلة زفافهما بالطقوس الدينية والاجتماعية القديمة، بغية كسر القيود التي يضعها الاحتلال على مداخل الحرم الإبراهيمي، وفي مواجهة برامج التقسيم والتهويد التي يمارسها المحتل بحق المدينة والحرم الابراهيمي الشريف .
ويقول والد العريسين المهندس عزمي الشيوخي :بعد أن قام الاحتلال بتحويل البلدة القديمة والحرم الإبراهيمي إلى ثكنة عسكرية، أردنا أن نوصل رسالة بأن القانون الدولي يكفل للفلسطينيين حرية العبادة والحركة وحرية اقامة كافة الطقوس الدينية والوطنية والاجتماعية داخل الحرم، كونه ملكاً خاصاً للمسلمين .
ويضيف الشيوخي "قررنا أن تكون زفة أبنائي من داخل الحرم الإبراهيمي، لإحياء الذاكرة الفلسطينية التي يحاول الاحتلال شطبها منذ قدومه إلى المدينة، كذلك لنثبت للجميع أنه من حق أهالي الخليل أن يتجولوا في البلدة القديمة وفي داخل الحرم الإبراهيمي وفي باحاته وساحاته ومحيطه بما يكفله القانون الدولي لشعبنا الذي يرزح تحت نير تحت الاحتلال ، إضافة إلى الحفاظ على العادات الفلسطينية المتوارثة عن الأجداد منذ آلاف السنين مع بداية بناء الحرم
ففي سابقة احتفالية جديدة لم يشهدها اهالي الخليل منذ عام 67 احتفل يوم اول أمس الجمعة بزفاف الشاب الأديب شريف نجل المهندس عزمي اسماعيل الشيوخي على صاحبة الصون والعفاف الآنسة هديل أحمد البطاط.
وقد انطلق موكب زفاف العريس شريف من أمام الحرم الابراهيمي الشريف بعد أن ادى الجميع صلاة عصر الجمعة في الحرم مخترقاً موكب العريس شوارع المنطقة الجنوبية والبلدة القديمة باتجاه صالة القلعة الكبرى بالخليل .
وقد تم يوم امس السبت ايضا زفاف شقيقه كرم عزمي الشيوخي على صاحبة الصون والعفاف الآنسة هالة فايز عيسى البطاط ، حيث انطلق موكب الزفاف من أمام الحرم الابراهيمي بعد أداء العريس وذويه واصدقاء العائلة صلاة عصر السبت في الحرم الابراهيمي .
واضاف الشيوخي انه تزامنت زفت العريس كرم مع تواجد عشرات المستوطنين داخل أزقة وشوارع البلدة القديمة الذين يتجولون في احياء البلدة القديمة كل يوم سبت ليعيثوا بها الفساد وليعتدوا على سكانها .
وكان المستوطنون يتجولون برفقة عدد كبير من جنود وشرطة الاحتلال،واعترضوا اكثر من مرة طريق مسيرة الفرح وزفت العريس التي جابت الشوارع مخترقةً كافة أزقة وحارات البلدة القديمة، على الرغم من استنجاد المستوطنين بجيش الاحتلال
وكان كل من العريسين قد تم تنظيم مراسم حمام له مع تعالي صوت الزغاريد
والاهازيج الشعبية والفلكلورية وفق التراث الشعبي الفلسطيني المتوارث عن الاجداد وتمت الحلاقة للعريسين على بوابات الحرم الابراهيمي الحديدية لكل عريس خارج الحرم الابراهيمي قبل انطلاق الزفة له وذالك بسبب حظر ادخال الالات الحادة ومقصات الحلاقة الى الحرم من قبل الاحتلال ، مؤكدا على حقنا بالحلاقة والطهور وعمل جميع الفعاليات الشعبية والوطنية والدينية بداخل الحرم دون أي عراقيل من الاحتلال .
وقد شارك الى جانب العريسين ووالدهما في مراسم الزفة للعريسين اللواء محمد امين الجعبري رئيس الهيئة الاهلية لدعم البلدة القديمة والشيخ نبيل صلاح المدير العام في وزارة الداخلية الفلسطينية وعدد من رجال الدين وممثلي الفعاليات الرسمية والوطنية والشعبية الاهلية وعدد كبير من رجالات وشباب عائلة الشيوخي والحساسنه والهدمي والحسيني واصدقاء العائلة .
ومن جانبه قال والد العريسين المهندس عزمي الشيوخي ان الحمام للعريسين تم تحت شجرة زيتون معمره امام منزله لكل منهما لما ترمز له شجرة الزيتون من معاني تاكد ارتباط شعبنا بأرضه ووطنه وجذوره الضاربة في اعماق الارض الفلسطينية وتمسكه بكل ذرة تراب من تراب الخليل والقدس وفلسطين .
واوضح الشيوخي ان جيش الاحتلال قد احتجز عدد كبير من المشاركين بالزفة خلف البوابات الالكترونية قبل وصولهم للحرم ولم يسمح بدخول الحرم للصلاة فيه في الوقت الذي نجح العشرات من المشاركين والعريسين ووالدهما بالوصول الى ساحات الحرم الابراهيمي وساروا بزفة رمزية في ساحات الحرم وامام بواباته وبعدها جاب جميع المشاركين شوارع وأزقة البلدة القديمة وفي مقدمتهم العريسيسن ووالدهما وفرقة طيبة للفنون الشعبية جميع حارات وأزقة البلدة القديمة .
وقد لاقت هذه الخطوة التي قام بها والد العريسين عزمي الشيوخي كل التأييد والمحبة والاحترام من اهالي محافظة الخليل بشكل خاص ومن الفلسطينيين بشكل عام مؤكدين للعالم أجمع بأن الحرم الابراهيمي هو مسجد فلسطيني وعربي و اسلامي خاص للمسلمين ولا يحق لأي جهة أخرى التدخل في شؤونه سوى المسلمين والذي يعتبر هذا المسجد هو العنوان الرئيس لمحافظة الخليل.
يذكر أن أي زفاف لأي شاب يتم زواجه كان ينطلق سابقاً من الحرم الابراهيمي الشريف بعد صلاة العشاء الا أن هذه الظاهرة قد انقطعت بسبب احتلال الضفة عام 1967.
ويأمل الشيوخي والمشاركون استعادة زفة العريس وهذا التراث من جديد لزيادة وصول المواطنين الى الحرم الابراهيمي لاعماره وحمايته من التهويد والى وصول المواطنين من الخليل وخارجها الى أسواق البلدة القديمة لاعادة احيائها وتعزيز صمود اهلها والتسوق من أسواق الخليل القديمة التاريخية والعريقة.
واكد الشيوخي على ضرورة انعاش الذاكرة الفلسطينية واعادة اعمار الحرم الابراهيمي من خلال عودة اطلاق المناسبات الاجتماعية والدينية من الحرم الابراهيمي ليكون في ذالك سنة حسنة عند اهل الخليل و امتثالا لقوله تعالي :" انما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر" .
ودعا المهندس عزمي الشيوخي الى احياء انطلاق زفة العريس من الحرم الابراهيمي الشريف التي غيبها الاحتلال و التي تلاشت منذ عقود نتيجة وجود الاحتلال الاسرائيلي واجراءاته .
واضاف انني ادعو لعقد الزواج والقران والمصافحة في الحرم الابراهيمي من أجل حماية الحرم الابراهيمي الشريف من برامج الاحتلال الهادفة الى تفريغه من محتواه العربي والاسلامي وتكريس تقسيمه وتهويده واسرلته .
مؤكدا ان عقد القران ومراسم الزواج عندما تكون وتنطلق من الحرم الابراهيمي بالخليل تسهم في حمايته من التهويد والاستيطان وتساهم في اعمار الحرم وحمايته من التقسيم والسيطرة الاحتلالية عليه وفي نفس الوقت تكون بداية زوجية ترتكز على شريعة الله وسنة نبينا محمد عليه السلام ويكون الزواج مباركا من الله عز وجل ومن الصالحين والنبيين ومن والد الانبياء جدنا ابراهيم عليه السلام .
وحث الشيوخي اهالي محافظة الخليل ان لا يكون عقد القران الا في الحرم الابراهيمي وان لا تنطلق زفة العريس الا من الحرم الابراهيمي ايضا.
وطالب الشيوخي سماحة قاضي القضاة الشيخ محمود الهباش باصدار قرار بان لا يكون أي عقد للزواج لاهالي محافظة الخليل الا في الحرم الابراهيمي لاعماره واحياءه و لحمايته من الاخطار الاحتلالية ومن برامج التهويد كذالك في المسجد الاقصى المبارك لاهالي محافظة القدس لتكريس التواجد العربي والاسلامي فيه .
وشكر الشيوخي في نفس السياق وزير الاوقاف سماحة الشيخ يوسف ادعيس وقاضي القضاة سماحة الشيخ محمود الهباش والسيد كامل حميد محافظ محافظة الخليل وسماحة مدير عام اوقاف الخليل الشيخ تيسير ابو اسنينة وسماحة الشيخ مازن الجبريني رئيس المحكمة الشرعية بالخليل وسماحة الشيخ عبد المجيد عمرو قاضي الخليل الشرعي لتسهيلهم اجراءات عقد القران وعقود الزواج بالحرم الابراهيمي من اجل الاسهام في اعمار الحرم الابراهيمي وحمايته والحفاظ عليه .
وقال الشيوخي ان الحرم الابراهيمي مسجد عربي اسلامي وخالص للمسلمين ولن نقبل باجراءات الاحتلال التي تهدف تقسيمه و الى تصفية وجودنا العربي والاسلامي منه لتهويده وتحويله الى كنيس يهودي .
مشيرا رئيس اتحاد جمعيات حماية المستهلك وامين عام اللجان الشعبية عزمي الشيوخي الى الاعتداءات والجرائم اليومية التي تمارس من قبل جيش الاحتلال و قطعان المستوطنين على المصلين وعلى زوار الحرم الابراهيمي والى الاجراءات الامنية الاحتلالية المشددة التي حولت الحرم الابراهيمي الى ثكنة عسكرية منذ بداية احتلال الخليل عام 67 ومرورا بمجزرة الحرم الابراهيمي ومحاولات تقسيمه وانتهاء بالبوابات الالكترونية على مداخل الحرم لمنع المصلين من الوصول اليه .
وشدد على ضرورة تعزيز التواجد العربي والاسلامي في الحرم الابراهيمي وشد الرحال اليه وتكريس الصلاة فيه وتنظيم الفعاليات واحياء المناسبات فيه .
وقال الشيوخي اننا نسعى إلى إحياء عادات الزفاف وعقد القران وطهور الأطفال وحلاقتهم الأولى وفطامهم في الحرم الابراهيمي وعمل المولد وانطلاق الجنازات من الحرم ، والكثير من العادات الخليلية المتعارف عليهالحماية الحرم وقلب الخليل من التهويد وشطب هويتها الفلسطينية العربية والاسلامية.