لا هدوء ولا استقرار في هبوعيل أم الفحم، خاصة بعد الهزيمة أمام الدالية الاسبوع الفائت بهدفين بدون مقابل، فعلى إثرها تقلصت آمال الفريق بالارتقاء من المرتبة الأولى، مع إمكانية ضئيلة بولوجها ربما عبر بوابة الاختبارات من خلال احتلال مرتبة ضمن الخمس الأولى.
وفي ظل تراجع حصاد الفريق النقاطي في الجولات الثلاث الاخيرة بحصده نقطتين من 12، اضطرت إدارة الأحمر إلى إحداث هزة بغية إعادة الفريق إلى المسار الصحيح، وتمثلت بفك الشراكة مع المدرب فريد طاهر الذي رفض - بحسب ما ذكرته الإدارة - إحضار مساعد له في تدريب الفريق، عملا بما أرادته . وهو ما أدى إلى الاستغناء عن خدماته، ليستبدله المدرب اشرف العال الذي ارتقى به من الدرجة الثالثة إلى الثانية. وقاده إلى مباريات الاختبار، بعدها بموسم، مع تجديد مسيرته قبل اربعة مواسم.
وقد باشر العال، الذي افتتح الموسم مع هبوعيل باقة الغربية وكان مطلوبا في العديد من الفرق، مهام عمله مطلع الأسبوع الجاري، وسط آمال عريضة في تحقيق أهداف الفريق المرسومة بالتأهل إلى مباريات الاختبار بكادر محلي فحماوي مع تعزيز فريق. وهي مهمة ليست سهلة، بالنظر إلى ما حققه الفريق في الجولات الثماني الاخيرة.
الى ذلك، تعاقدت ادارة الفريق مع المدافع وسيم عمر ليكون بديلا لفريد طاهر الذي لعب في خانة المدافع المتأخر، حيث يشارك في تدريبات الفريق، ومن غير المستبعد ان يفتتح ضمن التشكيلة الاساسية في مباراة نهاية الأسبوع.
وتواصل الإدارة مساعيها لإغلاق الثغرات، وخاصة في الحلقتين الوسطى والهجومية، وإحضار صانع العاب ومهاجم، على اعتبار ان الاحمر في المباريات الثلاث الأخيرة سجّل هدفا ولم يكن بأقدام لاعبيه إنما ذاتيا.
وفي غضون ذلك، يحل هبوعيل أم الفحم، اليوم السبت في الثانية والنصف عصرا، ضيفا على هبوعيل باقة الغربية، المتواجد في أفضل حالاته المهنية والمندفع نحو القمة. وهي مباراة من المرتقب ان تكون قوية ومثيرة، وان تشهد السخونة والحماس كون الفريقين يطمحان بكامل النقاط لتعزيز مكانهما على الجدول.
ومن غير الواضح بأي تشكيلة سيلعب الفريق الفحماوي، واذا ما كان المدرب اشرف العال سيجري تعديلا على تركيبة الأسابيع الأخيرة. ومن المرجح ان يلعب بحذر شديد في الحلقة الدفاعية ومع كثافة عددية في الوسطى، على أمل أن يخطف هدفا يمنحه النقاط الثلاث.
وفي حديث مع "المسار الرياضي" - قال إبراهيم شوكات، مدير الفريق: "كان لا بد من إحداث هزّة تعيد التوازن للفريق وتضعه على سكة الانتصارات من جديد، مع تأكيدي أن الفراق من المدرب فريد طاهر كان بأجواء طيبة وودية وبعيدا عن المشاحنات، ومن منطلق أن لا اعتبار فوق مصلحة فريقنا".
وتابع: "فور رحيل فريد طاهر، انصبّ تفكيرنا في أن يكون المدرب البديل محليا وفحماويا، فوقع الاختيار على المدرب اشرف العال، آملين أن يقود فريقنا إلى ما نتطلع إليه ونطمح به".
وأضاف إبراهيم شوكات يقول: "لا شك أننا مستاؤون من النتائج الأخيرة، ولن نقبل بأي شكل من الأشكال استمرارها، وسنسعى إلى احتواء الموقف في هذا الجانب بتغطية النواقص، من خلال التعاقد مع لاعبين مميزين يشكلون مفتاحا في تجاوز الفترة الصعبة".
من ناحيته، وفي حديث مع "المسار الرياضي" - قال المدرب فريد طاهر حول رحيله عن الفريق والاسباب التي دفعته إلى تركه: "في الحقيقة السبب الرئيسي يكمن في انحراف الادارة عن مسار الأهداف المبرمجة للموسم الجاري. فرغم ان فريقنا افتتح التدريبات متأخرا بالنظر إلى الغموض في هوية من سيتولى إدارته، إلا أننا اتفقنا على بناء فريق قوي ومتماسك، بالاعتماد على العناصر المحلية من أبناء مدينتنا، مع تعزيز بسيط في بعض الحلقات. كل ذلك على أن ننافس معهم على مرتبة في القسم العلوي، تؤهلنا إلى مباريات الاختبار".
ومضى فريد طاهر قائلا: "بدون سابق إنذار، وبعد ان حققنا نتائج لافتة بجهود اللاعبين الفحماويين واحتللنا مرتبة بالقمة، تفاجأت أن الأهداف المتفق عليها مع الإدارة تبدلت، وباتت تميل نحو تعزيز الفريق بلاعبين من الخارج على حساب العناصر المحلية، بغية المنافسة على بطاقة الارتقاء. وبالطبع فان هذه الفكرة رفضتها إطلاقا، لأنه من غير المعقول عدم الالتزام بوعودي تجاه اللاعبين الفحماويين، كون التعزيز سيجلسهم على مقاعد البدلاء ويقلص من فرص مشاركتهم في التشكيلة الاساسية".
وأضاف فريد طاهر يقول:"لا أنكر فكرة عدم قبولي لإحضار مساعد مدرب إلى جانبي، من منطلق ان فريقنا يلعب في الدرجة الثانية وليس بحاجة الى طاقم مهني موسع يشرف عليه، ولا حتى لمدرب للياقة البدنية وآخر لحراس المرمى. فهذه الوظائف ملائمة لفرق في الدرجتين العليا والممتازة، وكبيرة على فريق من الدرجة الثانية، وكان من الأجدر بالإدارة أن تلتفت إلى حقيقة ان فريقها يفتقد إلى قسم للشبيبة وتأسيس فرق من الأولاد والاشبال لتكون رافدة لفريق الكبار، أفضل من البحث عن طاقم مهني موسع لفريق ارى بان مدربا واحدا بإمكانه أن يقوده لوحده".
وزاد المدرب فريد طاهر قائلا: "تركت فريقا جيدا وممتازا مع معنويات عالية، والاهم بتشكيلة يطغي عليها اللون الفحماوي وحقق نتائجا تليق به وبجمهوره، ولم يخسر إلا في مباراتين: الأولى أمام عين ماهل في الثواني الاخيرة من الوقت الاضافي وبضربة جزاء عن بعد 11 مترا. والثانية أمام الدالية ولم تكن منصفة، كون الهدف الأول أحرز من وضع تسلل، أما الهدف الثاني فكان طبيعيا لأننا هاجمنا بعدد اكبر من اجل إدراك التعادل، فالعقاب ترجم بهدف آخر".
واختتم فريد طاهر حديثه بالقول: "اشكر واحيي كل لاعبي الفريق بدون استثناء، لأنهم لعبوا بروح الانتماء والولاء للفريق وبعيدا عن الأموال والاتفاقيات الدسمة، وبأجور تكاد لا تذكر. فهذا يعزز من ايماني بقدرات اللاعب الفحماوي على انه قادر على تحمل المسؤولية وتكرار الانجازات السابقة. علما أنني حذّرت الإدارة مرارا بان الاخطاء السابقة ممنوع أن تعود على نفسها لأن نتائجها ستكون مدمرة ووبالا على الفريق، بدليل انه حقق انجازات رهيبة في الماضي وسرعان ما خسرها لأنه أهمل العنصر المحلي ولهث وراء لاعبي التعزيز. فلا شك أن هذه الظاهرة ممنوع أن تطل برأسها من جديد، لأنها ستبقي الرياضة الفحماوية في مهب الريح وبلا آمال، فما يحرث الأرض إلا أبطالها".