الفنانة صبا مبارك: «العهد».. عمل مثير للجدل وشخصياته «متطرفة»

التاريخ : 2015-08-09 21:38:29 | عن فيتو

>> أفضل المشاركة في الأعمال التي تنتمي للبطولة الجماعية
>> افتقدت نور الشريف والفخراني في مسلسلات رمضان
>> فكرة كراهية الجمهور لمن يقدم دور شر لم تعد موجودة
>> لم أتردد في الموافقة على "ريا" في "العهد.. الكلام المباح"..
>> الخلفية التاريخية سر نجاحي في التمثيل
>> أعشق البساطة ولا أحب الـ"ميك أب"
>> "الثمن" فيلم تجاري... وانتظروني مع عمرو يوسف في دور لاجئة سورية
>> "بطمئن على نفسي" مع هذا المخرج.. وهذه حكايتي مع "حق ميت"
>> خالد مرعي من أهم المخرجين على الساحة ويوجه ممثليه بشكل مختلف

حوار- شيماء محمد - موقع "فيتو"

من أصول فلسطينية.. تربت في الأردن.. وسطع نجمها، سطوعًا فوق سطوعه، في سماء مصر، قدمت أعمالا جميعها يجب التعامل معها كونها "أعمالا مهمة".. أطلت في عام 2010 على الجمهور المصري بدور بطولة في "بنتين من مصر".. يومها كسبت معارك عدة مع الحياة في "خبطة" فنية واحدة.

الفنانة صبا مبارك.. بعد خطوة "بنتين من مصر".. لم تصب بـ«داء الشهرة»، لكنها أدركت أن الطريق ما زال طويلا، وأن الموهبة فقط وسيلتها الوحيدة لـ"تظل نجمة".

خلال الموسم الدرامي لشهر رمضان المنقضي، أطلت "صبا" على جمهورها المصري والعربي أيضًا، بدورين في عملين استطاعا الحصول على إشادة الجمهور بجدارة، قدمت في مسلسل "العهد.. الكلام المباح"، دور "ريا"، وأطلت علينا في "حق ميت" في دور المذيعة الشهيرة "نهال مفيد".

"فيتو" التقت "صبا" في حوار خاص جدًا، تحدثت فيه عن كواليس عملها في "العهد.. الكلام المباح"، والأسباب الحقيقية التي تمنعها من الإقامة بشكل دائم في القاهرة، ومشاركة الفنان عمرو يوسف في عمل سينمائي، وعن هذه الأمور وتفاصيل أخرى كان الحوار التالي:

* بداية.. هل كنت تتوقعين هذا الكم الهائل من الإشادة بدورك في أداء شخصية ريا في مسلسل "العهد.. الكلام المباح"؟
سعدت جدًا بردود الأفعال على الشخصية التي جسدتها التي بدأت منذ ظهوري في ثالث حلقات المسلسل، خاصة أن مواقع التواصل الاجتماعي في عدد من الدول العربية قدمت تشجيعا وتحفيزا كبيرا لي وتفاعلا مع الشخصية وتحديدًا في اللحظة التي قررت خلالها الشخصية الانتحار بالسم وهي تحتضن بناتها.

* قبولك أداء شخصية "ريا" ألم يسبقه تردد.. خاصة أنها شخصية شريرة جدًا من الممكن أن يخشى فنان تجسيدها؟
أولا.. يجب أن نعلم أن الفنان الحقيقي عليه أن يقدم كل الشخصيات بخيرها وشرها وألا يحصر نفسه أبدًا في نوعية معينة من الشخصيات.

ثانيا.. "العهد.. الكلام المباح".. شخصياته بشكل عام متطرفة سواء في الخوف أو الشجاعة.. الشر أو الخير، وهذه هي الطريقة المثلى لبناء الشخصيات وتحديدًا في الأعمال التي بها فانتازيا مثل "العهد الكلام المباح".

ثالثا يجب أن ندرك أن الدراما وفن التمثيل والجمهور كلها تطورت لدرجة أنه لم تعد هناك فكرة أن الجمهور لن يحبك لو قدمت دور شر.

* ريا شخصية قوية حتى في طريقة موتها.. كيف تعاملت معها؟
بجد.. استمتعت بتحولات الشخصية ومراحل صعودها وهبوطها الدرامي، فرغم قوة الشخصية واستعدادها لفعل أي شيء من أجل الحفاظ على الحكم من قتل وترويع وقسوة لكنها لديها مناطق ضعف، وهو ما يجعلها عنيفة أحيانًا في ردود أفعالها فهي قتلت أباها في المسلسل لأنه رفض الاعتراف بها، هذا بجانب أنه تمت معاملتها بقسوة شديدة في طفولتها مما جعلها تكره جميع الرجال ولا تأمن شرهم، ولا أنكر أنني استمتعت بشدة بالعمل على هذه الشخصية الصعبة والمركبة التي أعطتني مساحة للعب والابتكار.

* ماذا عن فترة التحضير التي سبقت خروج "ريا" بهذا الشكل؟
بشكل عام.. دائمًا أركز على خلفيات الشخصية "back history" هذا يساعدني كثيرًا في معرفة تنقلاتها وردود أفعالها وأسباب تصرفاتها الموجودة بسيناريو العمل، وقمت بمذاكرة وتحليل شخصية "ريا" كثيرًا، خاصة أنه جمعتنا جلسات عمل كفريق.

* وكيف تمكنت من التعامل مع الكم الهائل من التناقضات التي حملتها الشخصية؟
بالفعل... شخصية "ريا" بها العديد من التناقضات، لكنه تناقض مبرر فرغم كرهها للرجال إلا أنها أبعدت بناتها وهجرتهن مثلما فعل والدها بها بل حاولت الإنجاب بشتى الطرق وذلك حرصًا منها على استمرارها في حكم كفر النسوان مهما كلفها ذلك.

* ما الذي شجعك على قبول المشاركة في مسلسل "العهد الكلام المباح"؟
المخرج خالد مرعي الذي سبق وقدمت معه مسلسل "شربات لوز" والمؤلف محمد أمين راضي الذي تابعت أعماله السابقة "نيران صديقة" و"السبع وصايا"، وأعجبتني بشدة وشاهدت فيها مؤلفًا يريد تقديم شيء مختلف عن السائد في الدراما.

* حدثينا عن تجربة العمل مع خالد مرعي؟
"مرعي"... من أهم المخرجين على الساحة ويوجه ممثليه بشكل جديد ومختلف، فعندما تشاهد نفسك معه فلن تتخيل أنك قدمت هذا المشهد، بصراحة.. أشعر بالاطمئنان على نفسي وما أقدمه طالما أعمل معه.

* "الفانتازيا" التي قدمها "العهد.. الكلام المباح".. ألم تكن مصدر قلق لك لأن المشاهد لم يعتد متابعة تلك النوعية من الأعمال الدرامية؟
على العكس تمامًا.. هذا أكثر شيء جذبني للمسلسل تشابك أحداثه وتعقيدها وتتابعها أيضًا، وطرحه الكثير من الأسئلة، وأختلف هنا مع الرأى القائل إن "الفانتازيا" لا تجذب الجمهور؛ لأن هذه النوعية من الأعمال يمكن القول عنها إنها "جاذبة" للجمهور؛ لأنها تجعل المشاهد يفكر ويستنتج ويصطدم في كل حلقة بطرحها المختلف، كما أن تلك النوعية تحتاج التركيز.

على الجانب الآخر، الأعمال العادية أصبحت تجيب عن الأسئلة بعد عدة حلقات والقصة أصبحت نمطية، وأرجو ألا يفهم كلامى هذا كونه "تسطيح" للعمل، لأن المتابع الجيد للمؤشر الدرامى سيدرك أن الأعوام القليلة الماضية شهدت تطورًا على كل المستويات، سواء في شكل النص الدرامى أو الشكل الإخراجى والزوايا.

"العهد.. الكلام المباح".. ببساطة يحتاج لشخص يركز ويتابع حلقاته ولا يطلب إجابة كاملة عن كل الأسئلة وبمعنى أصح لو المشاهد تابع العمل دون إسقاطات والبحث عن شخصياتنا في الواقع ولو لم يتسرع في الإجابات لربط كل الأحداث.. بالمختصر "العهد".. عمل مثير للجدل.

* بالحديث عن "إثارة الجدل".. هل تمكنت من متابعة الكم الهائل من المناقشات التي كانت تدور حول "العهد" طوال الأسابيع الماضية.. وتحديدًا منذ بدء عرض حلقاته الأولى؟
بالفعل.. تابعت عددًا منها رغم استمرار التصوير حتى قرب نهاية شهر رمضان، لكن من خلال متابعتى «السوشيال ميديا" وجدت أن هناك ردود أفعال إيجابية للغاية وحبًا ونقاشًا كبيرًا عليه، وهو أمر أسعدني وجعلني أشعر برغبة جديدة في الوجود والنقاش مع الجمهور والرد على أسئلتهم.

* عدد كبير من الفنانات يرفضن المشاركة في الأعمال التي تتم تحت شعار "البطولة الجماعية".. إلى أي مدى تتفقين مع هذا الرأي؟
على العكس.. أعمال البطولة الجماعية تحقق نجاحًا كبيرًا ويتابعها الجمهور، هذا بجانب أنها تخلق حالة من المنافسة الدرامية بين الممثلين حتى يخرج كل منهم أفضل إمكاناته خاصة أن كل منا بطلة في دورها.

ولا يوجد عمل يمكن تقديمه دون شخصيات مهمة بغض النظر عن التصنيف، ولو كان لابد من التصنيف فإننى أفضل المشاركة في الأعمال التي تنتمي للبطولة الجماعية.

* وكيف ترين الموسم الدرامي في شهر رمضان المنقضي؟
كان هناك العديد من المسلسلات والأعمال المميزة، التي حققت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا لكنني لا أنكر افتقادي وجود فنانين كبار مثل يحيى الفخراني ونور الشريف.

* بعيدًا عن "العهد.. والكلام المباح".. حدثينا عن دورك في مسلسل "حق ميت" وكيفية استعدادك لأداء دور مقدمة برنامج "توك شو"؟
من البداية حاولت الاستفادة من الخبرات السابقة التي استفدت منها أثناء متابعتى برامج الـ«توك شو»، وحاولت بقدر الإمكان الإجادة في تقديم الدور وإضافة لمستى الخاصة إليه، وردود الأفعال التي تلقيتها جعلتنى سعيدة جدًا.

* بالحديث عن برامج الـ"توك شو".. من تفضلين مشاهدته ومتابعة برنامجه من مذيعي تلك النوعية من البرامج؟
بصراحة.. أشاهد ما أثق فيه ويثق فيه الناس على سبيل المثال لميس الحديدي وعمرو أديب وعماد الدين أديب ووائل الإبراشي ومنى الشاذلي وعمرو الليثي.

* رغم مشاركاتك الكثيرة في الدراما المصرية بصورة كبيرة.. لكنك حتى وقتنا الحالي لم تتخذي قرارًا بالإقامة الكاملة في مصر.. هل هناك من يمنع هذا الأمر؟
أسعى للاستقرار في مصر وذلك في الفترة المقبلة؛ حتى أستطيع التركيز أكثر واختيار مشاريع فنية والوجود على الساحة الفنية المصرية بتركيز أكبر.

* تعليقك على الأعمال الدرامية المشتركة بين أكثر من دولة عربية شركة إنتاج عربى وممثلين من مختلف الدول العربية؟
أرى أن هذا الأمر يفتح الباب للتنوع الإنتاجي العربي خاصة مع زيادة عدد الفضائيات العربية، وبالتالي أصبح أمام الجمهور العربي الفرصة لمتابعة أكثر من لهجة ومشاهدة أكثر من مدينة في مسلسل واحد وهذا يثري الحالة العربية وإن كانت مصر هي رائدة الفن العربي.

* بعيدًا عن الدراما.. حدثينا عن أحدث مشروعاتك السينمائية؟
انتهيت من تصوير فيلم "الثمن"، وأشارك في بطولته أمام عمرو يوسف وصلاح عبد الله ومن إخراج هشام العيسوي، وقد تم تصوير الفيلم في القاهرة وهو تجربة مختلفة عن السائد سينمائيًا، خاصة أنه عمل يعبر عن واقعنا العربي الحالي، فهو فيلم يحمل الكثير من الرسائل الإنسانية والاجتماعية، وأجسد في الفيلم شخصية لاجئة سورية تأتي إلى مصر وتقابل عمرو يوسف ويواجهان سويًا العديد من المشاكل والأزمات.

* هناك من يتخوف من المشاركة في أعمال تصنف كونها أعمالًا للمهرجانات فقط ولا تجد قبولا لدى المشاهد العادي.. تعقيبك؟
فيلم "الثمن" فيلم تجاري للجمهور وليس محصورًا في المهرجانات فقط، فالفيلم الجيد دائمًا بعيد عن التصنيف وليس معنى التجارية تقديم أعمال سيئة المستوى.

* دائمًا تظهرين على مواقع التواصل الاجتماعي دون ماكياج وبملابس بسيطة؟
لا أحب استخدام الماكياج كثيرًا وأفضل ارتداء الملابس الكاجوال والإطلالات البسيطة دائمًا وتحديدًا في النهار، أما في المناسبات فأختار أبسط الأزياء المناسبة للحدث.