مها فتحي: خديجة خويص.. اربعةٌ وعشرون قيراطاً!

التاريخ : 2016-01-01 10:26:01 |

لخديجة أن تتقافز بين اللغة، تستدرج كل كل الكلمات، ترفع سقف الحروف إلى غيمةٍ وارفة تمدها بالمفردات.
في مصادفةِ المعنى، وضعوا خديجة في غشاوة الألوان وغش التصنيفات في القائمة السوداء.
لكنها في كل الأطياف، على رأس القائمة الذهبية، سبيكة فريدة في وزنها النوعي، لا يختلط بها دخائل ولا تذوب في أحماضٍ، مهما كانت درجة حامضيتها عالية الجودة، مما يتيح لها ان تكون حاملة الجمر دون ضررٍ أو ضرار.
لا يفت في عضدها أبعادٌ أو سجنٌ أو اعتقال. وبعد كل مرة، تشبّ، تغافل، وتطير، وتحوم حول عشق المكان..!
ضبطت إيقاع الوقت، وقدّر الله ليَ أن أستمع الى كلمة السيّدة خديجة خويص، إحدى النّساء المقدسيّات المبعدات عن المسجد الأقصى، في عرض لتجربتها خلال إحدى أمسيات "خيمة مناهضة حظر الحركة الاسلامية" بمدينة ام الفحم.
وجدتُها إمرأة يتبعها التّاريخ أينما حلّت، لأنها هي التي تشد وثاقه.. ماهرة، فريدة، ماسّية في لغتها، تمرّرها باسترسال وليونة، دون جهد او كلل في استحضار القواميس وضبط التشكيلات.





لا تقف إلا على متحرّك، فتحرك الدمع بعينيك، وتثبتك على ارض صلبة لا تدور.
خديجة اعتقلت وسجنت، وما تزال، لكنها تسرع نحو صدق فكرتها ومعتقدها وحقها بان تبقى مخلصة ما استطاعت.
ترافقها السيدة الموقرة "أم ايهاب".. أحببتها لأنها تحمل اسم أمّي، مع وجنتين حمراوين، بلون نوّار الحنّون الخديج.
ترافق خديجة في كلّ الصّولات والبطولات، وتسكب تجرتها بإنثيال صريح، بسيط..!
مساء الخير، أم احمد "خديجة"، وام ايهاب، وذهاب العتمة التي تنحني، لكن برهبة، فيرسل القمر وميضه تحت أوتاد الخيمة. يُخفّفُ حدة بردنا، وتقاعسنا، وهيبوثرميا أجسادنا المتخمة، وإنشغالنا في البحث عن تواريخ حفلات رأس السّنة..!!