توقف عادة يوفنتوس التاريخية صداع في رأس الاتحاد الإيطالي

التاريخ : 2016-09-22 15:39:57 |

يشتهر يوفنتوس دائما عبر تاريخه بأنه أكثر مصدري اللاعبين للمنتخب الإيطالي، الأمر الذي يعد دائما مصدر فخر لمشجعيه، واصفين ناديهم بأنه السبب الرئيس وراء انتصارات "الأزوري" في مختلف العصور، لكن مع تغير هذه العادة ظهرت أزمة الكرة الإيطالية.

فخلال كؤوس العالم التي حققها الأزوري أعوام 1934، و1938، و1982، و2006 كان يوفنتوس هو المغذي الرئيس للمنتخب الإيطالي، خصوصا خلال نسخة 1934 والتي تواجد فيها 9 لاعبين من يوفنتوس من أصل قائمة تضم 22 لاعبا، ونسخة 1982 بتواجد 6 لاعبين بشكل دائم ضمن التشكيلة الأساسية للأزوري، ونسخة 2006 بتواجد 4 لاعبين ضمن التشكيلة الأساسية دائما.

مع قلة ظهور المواهب في الكرة الإيطالية، بدأ يوفنتوس تدريجيا وبشكل تلقائي التخلي عن مظهره الإيطالي المعتاد، فأصبحنا نرى خطوطا متكاملة لا تحتوي أي لاعب إيطالي، مثل هجوم الفريق في الموسم الحالي بعد رحيل سيموني زازا إلى وستهام يونايتد، وأيضا مركز الظهير سواء الأيمن أو الأيسر، بينما يتواجد لاعبان إيطاليان فقط في وسط الملعب، وهما ماركيزيو وستورارو وكلاهما مصاب.

لقاء يوفنتوس الأخير أمام كالياري والذي انتهى بفوز يوفنتوس برباعية دون مقابل شهد حدثا تاريخيا بوجود 5 لاعبين من قارة أمريكا الجنوبية ضمن التشكيلة الأساسية، من بينهم 3 لاعبين برازيليين، زادوا إلى 6 لاعبين من بينهم 4 برازيليين بمشاركة الحارس نيتو في الشوط الثاني، وهو أمر غير معتاد على الإطلاق في يوفنتوس عبر تاريخه.

تأثير الصبغة غير الإيطالية على يوفنتوس كان واضحا على المنتخب خلال يورو 2016، فكان الخطين الأقوى للأزوري هما حراسة المرمى والدفاع وهما الخطين اللذين لايزالا يحتفظان بالصبغة الإيطالية في يوفنتوس حتى الآن بوجود العملاق جيانلويجي بوفون، ومن أمامه الثلاثي الشهير BBC، أندريا بارزالي، وليوناردو بونوتشي، وجورجيو كيلليني.

قلة المواهب الإيطالية لم يجبر يوفنتوس وحده على اللجوء للاعبين الأجانب، بل فعل ذلك كثير من الأندية الأخرى فشهد لقاء إنتر ميلان وأودينيزي العام الماضي ظاهرة لم تحدث من قبل في الكالتشيو، حيث خلت تشكيلة الفريقين الأساسية من اللاعبين الإيطاليين، وكان على مقاعد البدلاء في النيراتزوري لاعبان إيطاليان فقط، فيما تواجد 3 لاعبين إيطاليين على مقاعد بدلاء المنافس.

الاتحاد الإيطالي بدأ يشعر بالأزمة الكبيرة التي تعيشها الكرة الإيطالية فاتخذ بعض القرارات قبل انطلاق الموسم لإجبار الأندية على الاهتمام بالمواهب الإيطالية بدلا من شرائها من الدول الأخرى.

فبدءًا من الموسم الحالي وبشكل إجباري يجب تسجيل 4 لاعبين على الأقل من ناشئي النادي ضمن قائمة الفريق الأول، ويعني بالناشئين هو قضاء 3 سنوات على الأقل ما بين 16 إلى 21 عاما في النادي نفسه، وعلى الأقل 4 لاعبين آخرين قضوا الفترة ذاتها مع أي نادٍ إيطالي، مع عدم التقيد بجنسية الناشيء في محاولة للتسهيل على الأندية ودفعها للاهتمام بقطاع الناشئين، حتى ولو ضم موهبة غير إيطالية في ظل كثرة أعداد المهاجرين الذين يعيشون في إيطاليا ولا يمتلكون جنسيتها.

كما منح الاتحاد الإيطالي الأندية أحقية الدفع بأي لاعب أقل من 21 عاما غير مقيد في قائمة الفريق الأول لحثها على مزيد من الاهتمام بقطاع الناشئين، فهل تعيد تلك القرارات الأمور لنصابها، وتنتشل الكرة الإيطالية من عثرتها؟