جبل الحاج خليل الحاج خليل كساب عبد القادر محاميد في السلطانة وزيارته قبر الرسول الكريم محمد ابن عبدالله القرشي في مكة المكرمة

التاريخ : 2013-11-16 10:16:45 |

"المحاميد في ام الفحم جدهم محمود القرشي وبهذا اللقب عمر محمود محاميد ولم ينسبوه الى قرية "

عن كتاب معجم العشائر الفلسطينية محمد محمد حسن شراب ، عمان ، الاهلية ،2003 .

من مذكرات عين الزيتونة

حدثني والدي رحمه الله محمود بن خليل بن كساب ابن عبد القادر ابن كيوان المحمودي القرشي "

كتن يا بني لجدكم ابن مختار كساب العبد القادر كيوان المحمودي القرشي ارض واسعة في مرك ابن عامر في اللجون وفي السلطانة وعين الزيتونة وام الفحم وكان كابن مختار في تلك العهود العثمانية حيث السلطان العثماني يسيطر على ارض السلطانة وجعلها مصدرا للسيطرة على ايجي عصابته من رجال البشمركا العثمانيين الذين استبدوا واستعبدوا السكان العرب في جميع الولايات العربية . كانت الامية تضرب اطنابها في الوطن العربي وأصبحت لغة القران العربية غريبة على السكان العرب حتى على اهالي الارض المقدسة فلسطين الذين باتوا يعيشون في ظلمة وسواد الجهل والامية والبطش العثماني الذي لم يرحم لا شيخا ولا طفلا ، بل جعلهم عبيدا لقصر حريم السلطان في اسطنبول على البسفور .

كان والده المختار كساب العبد القادر المحمودي الذي يعود بجذوره حسب الكتب والمصادر والوثائق الاصلية الى حمولة المحاميد في ام الفحم والتي ذكرها الباحث الفلسطيني في اصل عشائر وقبائل اهل فلسطين وسكانها فكتب وقال في كتابه الكبير الصادر في عمان عام 2002 عن دار نشر الاهلية صفحة 656 المحاميد في ام الفحم جدهم محمود القرشي وبهذا اللقب عمر محمود محاميد شاعر له ازهار فلسطينية في انشودة الغضب ولم ينسبوه الى قرية " كان المختار كساب عبد القادر "مجبرا اخاك لا بطل " ان ينفذ اوامر السلطان من الباب العالي ويجمع ضريبة الويركو والعشر وما الى ذلك من ضرائب واموال وحبوب وقمح من مرج ابن عامر وسهول وجبال اللجون وعين الزيتونة التي كانت مزروعة باشجار الزيتون والدراق واللوز والفواكه الاخرى لتنقل على ظهر الجمال الى الباب العالي الى عاصمة السلطان في اسطنبول .

اما نجله خليل فكان يبحث عن فلسفة اخرى تنقذه من هذا الظلم الواقع على ابيه المختار وعلى سكان اللجون وام الفحم بسبب سياسة الباب العالي الاستبدادية التي جعلت من العرب خدمة في طاحونة حروب السلطنة العثمانية الجائرة ، لقد ادرك الشاب خليل كساب المحمودي من خلال تعلمه القراءة والكتابه على ايدي شيوخ الكتاب ومساعدي والده الموظفين في المخترة لتسجيل امور الناس والعباد وتدوين سجل الوفيات والولادة ودافعي الضرائب والمتخلفين عن دفع الضرائب وما الى ذلك من تسجيلات ضرورية لإدارة شؤون القرية . لقد ادرك ان مسالة انهيار الامبراطورية وتسليم هذه الملكية للاستعمار الانكليزي مسالة وقت لا اكثر .لان الدولة العثمانية قد افلست وان حروب هؤلاء السلاطين باسم الاسلام قد انحرفوا عن تعاليم الاسلام الحقيقي لذا فان زوالهم حتمي . كانت حيفا مصدرا للمعلومات للشاب خليل الذي عرف القراءة والكتابة وكانت كل زيارة له لحيفا القريبة وهي سوق لبضائع الفلاحين ومنتجياتهم من الفواكخ والخضار محطة للالتقاء مع ذوي المعرفة ومع الصحافة الفلسطينية الشحيحة التي كانت تصدر وتاتي من بيروت او دمشق او القاهرة الى ميناء حيفا .

كان الاستعمار الصهيوني الانكليزي يطل براسه لتدمير فلسطين واحتلال هذا البلد المقدس . وتحول حلم الوصول الى قبر الرسول الكريم في مكة المكرمة حلم هذا الشاب ابن المختار صاحب الاراضي الواسعة في جبل عين الزيتونة والسلطانة والبيار ومرج ابن عامر في اللجون .

كان الحجيج الى مكة المكرمة من الكماليات وبسطاء الناس كان عليهم امرا عسيرا لضيق الحال . لكن الشاب خليل حلم ان يحمل لقب الحاج واصر اصرارا شديدا ، فقرر التزود بعدة الرحيل الى بلاد الحجاز وكان عليه التزود بالماء والغذاء ووسائل النقل الجمل او الحصان الذي كان وسيلة اساسية للنقل .فقرر الاستغناء عن بعض املاكه من الجبال التي يملكها ووقع الخيار على ابعد قطعة ارض يملكها جبل البيار والسلطانة فقدمها بسعر رمزي لذوي الحاجة من اقاربه واهله من بني شعبه بخمسة مجيديات عثمانية ورحل الى بلاد الحجاز وحصل بعد عودته على لقب الحاج خليل ومن يومها عرفه الناس بالحاج خليل ابو محمد .

ان تاريخنا الضائع الذي يعمل الاعداء على طمسه وحرمان اولادنا من معرفته بهدف تغريبنا عن ارضنا ومن ثم تشريدنا وتحويل كل فلسطيني دون وطن يحتم علينا اليقظة كل اليقظة ، فمعلمو التاريخ والعربية في المدارس اليهودية والعربية في اسرائيل ينفثون السموم القاتلة ضد تاريخنا وتتلخص سموم هؤلاء العابرون وعملاء الاستعمار الانكليزي والامريكي في شرقنا والعملاء العرب وبعضهم يعملون اساتذة جامعات وحراس هذه الجامعات والمدارس الدولة اليهودية يحاولون التقليل والسخرية من هذا التاريخ مقابل حفنة من معاش يتلقوها اجرة لخدمة هذه الافكار الصهيونية القاتلة المدمرة لتاريخ شعب يناضل ويبحث بالشمعة عن كل معلومة عن ماضينا وحاضرنا .لندرك الى اين يسير بنا المستقبل .